الإثنين، 28 صَفر 1446هـ| 2024/09/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بريطانيا تفضح علاقة أمريكا بإيران

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بريطانيا تفضح علاقة أمريكا بإيران

 

 

 

الخبر:

 

في الثالث من حزيران/ يونيو 2016م، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي) في تقرير مفصل لها أنه كانت هناك صفقة سرية بين آية الله الخميني وإدارة جيمي كارتر، وذكر التقرير كيف تفاوض الخميني مع الأمريكيين في كيفية عودته إلى إيران. وردًا على التقرير، قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامينئي: "لقد كانت بريطانيا دائمًا معادية لنا"، ونفى صحة التقرير. وعلى الرغم من نفي خامينئي، فإن التقرير قد أثار بعض النقاط المثيرة للاهتمام، منها ولاء النظام الإيراني واستقلاله.

 

التعليق:

 

إن التدخل الإيراني في لبنان واليمن وسوريا والعراق دليل لكثير من المراقبين السياسيين على أن طهران تعمل مع واشنطن وتخدم المصالح الأمريكية. مع ذلك، فإن الذي يضعف من إثبات تاريخ هذا التعاون الشيطاني هو النقص في الوثائق، التي لا يمكن الوصول إليها بسهولة، فعلى الباحث التدقيق في الكتب والإصدارات لفهم العلاقة الإيرانية الأمريكية على مدار الأربعين عامًا تقريبًا. وتقرير البي بي سي ليس فقط للتذكير بهذه العلاقة في الوقت المناسب، ولكن أيضًا لديها دوافع خفية.

 

كشف تقرير البي بي سي أن نائب مستشار الأمن القومي (ديفيد آرون) قال لرئيسه (زبيغنيو بريجنسكي)، في التاسع من كانون الثاني/ يناير 1979م: "إن أفضل ما يمكن أن يحصل في رأيي، هو انقلاب عسكري ضد (بختيار)، ومن ثم التوصل لاتفاق بين الجيش والخميني، وبالتالي تنحية الشاه عن السلطة". ويضيف التقرير أن الخميني أكّد للولايات المتحدة أن تدفق النفط لن يتوقف بعد طرد الشاه، وقال للأمريكيين بأنه يفضل العلاقات مع الولايات المتحدة ويعارض روسيا الملحدة. وعن وصول الخميني إلى طهران في عام 1979م، ذكر التقرير أن السفير الأمريكي قد أشار إلى أن الجيش "يبدو قد قبل وصول الخميني ومستعد للتعاون مع الحركة الإسلامية طالما أنها ستحترم القواعد الدستورية". لذلك واضح أن أمريكا هي التي خططت للثورة الإسلامية في إيران، لأن هذا ينسجم مع الخطة العامة لبريجنسكي لاستخدام كل من السنة والشيعة في سعيها لهزيمة الاتحاد السوفيتي.

 

لا يزال طابع النظام الإيراني والغرض منه كما هو حتى يومنا هذا، فبعد الاتفاق النووي الإيراني في تموز/ يوليو عام 2015م، أصبحت إيران أكثر عدوانية في الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة، وطهران تدعم الأسد بالمال والرجال، كما تدعم الحوثيين في اليمن بالسلاح، وفي العراق تتعاون مع الأمريكيين لاحتواء الثورات السنية والشيعية ضد الحكومة العراقية. لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا اختارت هيئة الإذاعة البريطانية نشر مثل هذا التقرير الآن؟

 

الخوف الرئيسي لدى بريطانيا يكمن في التدخل الإيراني المستمر في دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من المناطق التي لها نفوذ فيها، وهذا ما يفسر أيضًا توبيخ خامينئي القوي للبي بي سي.

 

أربعة عقود مرت على الثورة الإيرانية، تم التلاعب فيها بالمسلمين (سواء السنة أم الشيعة) من قبل القوى الغربية لحماية مصالحها. عَنْ النَّبِيِّ e أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ»، وقد خذل النظام الإيراني المسلمين عدة مرات، والمثال الأكثر وضوحًا على خيانة النظام هو: أن طهران لم تحرك ساكنًا لمساعدة إخوتهم الشيعة الذين يقاتلون الاحتلال الأمريكي في كربلاء والنجف. لقد حان الوقت لمسلمي إيران لإزالة نظام الشر الذي تعاون مع الشيطان الأكبر لفترة طويلة جدًا.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عبد المجيد بهاتي – باكستان

آخر تعديل علىالأربعاء, 08 حزيران/يونيو 2016

وسائط

1 تعليق

  • Khadija
    Khadija الأربعاء، 08 حزيران/يونيو 2016م 08:10 تعليق

    بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع