الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بات العراق سفينةً بلا ربان وسط أمواج عاتية من التبعِية والطائفية والفساد

بسم الله الرحمن الرحيم

الخبر:

 

نقلت وكالات أنباء متنوعة في 2016/6/17 أنباء انتهاكاتٍ خطيرة بحقِّ سكان الفلوجة وغيرِهِم في خضمِّ المعارك الجارية هناك، مُذَكِرة بما جرى آنفاً من جرائم مماثلة في حق أهالي المناطق (المحررة) من تنظيم "الدولة":

 

بات العراق سفينةً بلا ربان وسط أمواج عاتية من التبعِية والطائفية والفساد

 

 

 

الخبر:

 

نقلت وكالات أنباء متنوعة في 2016/6/17 أنباء انتهاكاتٍ خطيرة بحقِّ سكان الفلوجة وغيرِهِم في خضمِّ المعارك الجارية هناك، مُذَكِرة بما جرى آنفاً من جرائم مماثلة في حق أهالي المناطق (المحررة) من تنظيم "الدولة":

 

  • قال محافظ الأنبار متَّهما فصائل متعددة من الحشد (الشيعي) المصاحبة للجيش بارتكاب جرائم مثل:

أ‌- إعدام (49) رجلاً سُنياً بعد أن استسلموا لفصيل شيعيّ يساند هجوم الجيش العراقي الرامي لاستعادة الفلوجة.

 

ب‌- اختفاء (643) شخصاً بعد فرارهم من المدينة بين (3-5) من حزيران للعام الجاري.

 

ت‌- احتجازُ وتعذيبُ وقتلُ مدنيين فارين من الفلوجة وسط معركة تهدف إلى طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

 

  • وأعلن محافظ صلاح الدين ومسؤولون آخرون عن:

أ‌- اختفاء ألف شخص منذ سيطرة القوات العراقية على مدن وقصبات محافظة صلاح الدين، ولا يعرف عنهم وعن مصيرهم شيء لحد الآن، موجها أصابع الاتهام إلى مليشيات الحشد الشعبي.

 

ب‌- اختطاف (249) من أبناء قضاء الدور - 30 كيلومترا شرقي تكريت - فقدت آثارهم بعد دخول قوات الحشد الشعبي إليه في السابع من آذار/مارس من العام الماضي.

 

ت‌- وشهدت محافظة صلاح الدين عمليات سلب ونهب بعد تحرير مُدنِها من قبل القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي كما تم نسف المئاتِ من المنازل وإحراق آلاف الدونمات من البساتين وتجريف المزارع خصوصاً في المناطق القريبة من قضاء بلد - 80 كيلومترا شمالَ بغداد - وهي مناطق يثرب وعزيز بلد والاسحاقيّ والمعتصم.

 

  • وقال ضباط من قوات البيشمركة الكردية التي انضمَّت إلى الحكومة في عملية آمرلي - إحدى نواحي محافظة صلاح الدين - لهيومن رايتس ووتش "إنهم رأوا (47) قرية دمَّرتها المليشيات ونهَبت فيها المنازل والمحالَّ والمساجد والمباني العامة".

 

التعليق:

 

لا شك أن القوات الأمريكية الغازية حين جاءت إلى العراق لم يكُن من بين أهدافها رعاية مصالح أهلهِ وبناءُ بلدٍ على أسسٍ صحيحة تمَكِّن الناسَ من العيش في حياةٍ كريمةٍ وأمنٍ وسلام... لا لم ولن يردَ ضمنَ مخطَّطاتِهم شيءٌ كهذا، بل على العكس، فقد جاءت لتدمير بلدٍ عريقٍ له تاريخٌ حافلٌ، وإزالتِهِ من الجغرافيا إن أمكنها ذلك مستخدمةً كل ما تفتقت عنه ذهنية الرأسمالي الجشع صاحب الحضارة التي لم تُبنَ إلا على أشلاء ملايين الضحايا من البشر، ومن أبرز ما لجأت إليه من وسائل خبيثة لتحقيق ذلك:

 

أولاً: تمزيق النسيج المجتمعي لشعب العراق رغم تنوُّعِ مكوِّناته باعتبارهِ شعباً مسلماً منذ الفتوحات الإسلامية المباركة في صدر الإسلام. فجاءت أمريكا ولعبت على أوتار الطائفية النَّتِنة، والعِرقية البغيضة، ونظام المحاصصة والدستور المُلغَّم الذي لا ينجُم عنه غير الخراب والدمار. استخدمت كل الأدوات الممكنة لخلق الكراهية والحقد بين إخوة الأمس فكان الخطف والقتل على الهويَّة والتفجير وهدم المنازل وبيوت الله، والإيغال في تنفيذ أحكام الإعدام التعسُّفية تحت ذريعة "الإرهاب" للتَّخلُصِ ممن يُعارضُ حُكمهُم، أعانها على ذلك قوى محلية ودولية، وتولى كِبرَها أذرُع إيران في العراق، أعني المليشيات التي دربتها وموَّلتها الحكومة (الإسلامية) برعاية السَّفيه خامنئي... حتى خُيِّلَ إلى الناس أنَّ العيش بين تلك المكوِّنات المتآخية - سابقا - بات مستحيلا، ولا بد من اللجوء إلى الحلول (الكوارث) التي فرضها دستور "فيلدمان" اليهودي أمثال: الفدرالية والكونفدرالية وإقامة الأقاليم حتى بات تحقيق ذلكم الهدف الخبيث: تقسيم العراق قاب قوسينِ أو أدنى.

 

ثانياً: تدمير دِيار أهل السُّنَّة في شمال العراق وغربهِ موطنِ الجهاد والمقاومة لكل محتلٍّ كافرٍ يريدُ الأذى ويُضمِر الشرَّ لأهل العراق الغيارى وذلك عن طريق استثمار تنظيم "الدولة" الذي أتقنَ القيام بالدَّور الموكلِ إليه أتمَّ قيام لتشويهِ صورة الإسلام الناصعة أولاً، والإساءة لنظام حُكمهِ العادل الذي شرعهُ كتابُ اللهِ تعالى وسُنَّة نبيِّهِ عليهِ الصلاة والسلام نظامِ الخلافة الحَقَّة ثانياً، ومعاقبةِ من أذلَّ كبرياء أمريكا زعيمة الإرهاب العالميِّ وراعيتِه، ورفض حكم أحزاب إيران المارقة في العراق التي كانت ولا تزال خير عَونٍ للمحتلِّ الكافر في تحقيق أهدافه ثالثاً، تحت مظلة مكافحة الإرهاب الخادعة. ولا يغيب عن ناظِرَي المتابِع المستنير ما لتدمير البنى التحتية لتلك المُدُن التي ابتُلِيت بتنظيم "الدولة" المُنحرف من تجريف البساتين العامرة، وهدم المساجد والجامعات والمستشفيات، فضلا عن مساكن أهلها وموارد أرزاقهم من تشتيتِ وبعثرة جهود كل مَن يسعى للخلاص من قبضة الأنذال المحتلين وأذنابهم ممن فقدوا شرفهم وتنازلوا عن هويَّتهم طمعاً في حطام الدنيا.

 

ثالثاً: رهنُ اقتصاد البلد لعشرات السنين القادمة، ومصادرة قراره السياديِّ تحت وطأة الأزمات الاقتصادية المفتعلة، وأطنانِ الأسلحة والذَّخائر التي تتكلف الخزينة المتهاوية - أصلاً - مئات الملايين من الدولارات بحُجَّةِ قتال "تنظيم الدولة" وطردِه وتحرير ما استولى عليه بفعل الحكومات العميلة السابقة واللاحقة إذِ الكلُّ متَّهمٌ بل ومُساهِمٌ في تخريب هذا البلد الجبار من أصناف المتسربلين بلباس الدينِ والسياسة كذِباً وزورا، وليس هذا فحسب، بل هناك ما يزيد الأمور سوءًا ألا وهو الشروط المُذِلة والقاسية التي يفرضُها صندوق النقد والبنك الدوليان التي تُعَسِّر معايش الناس، زيادة في الانتقام من المسلمين، وتحذيراً لهم من مغبَّة الفكاك من نِيرِ سطوة الغرب الكافر الذي يُهيمنُ على كلِّ أنظمة الحكم القائمة في العالم الإسلاميّ كما هو جارٍ في تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن وفلسطين العزيزة وأمثالها في البلاد الأخرى.

 

وختاماً، لا نملك غير الصبر، وما يمكن تقديمهُ من عملٍ يقرِّب - بإذنِ الله سبحانه - من هدفنا الأسمى: قيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوَّة واستئناف الحياة الإسلامية بتحكيم شرع الله تعالى حقَّا وصِدقاً، ثمَّ قيادة العالم أجمع بأحكام مبدأ الإسلام الذي لا يصِحُّ ولا يُثمرُ غيرهُ على الإطلاق ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾، وتخليص البشرية من شرور الرأسمالية الهَرِمة، والديمقراطيَّة الفاشلة، والعلمانيَّة التي ما جلبت على الناس غير البؤس والأزمات، وردعِ كلِّ طاغوت لا يخضعُ لمنطق الحق والعدل والإنسانية النقية. نسألُ الله العليَّ القدير أن يَمُنَّ على أمَّة الإسلام المكلومةِ بالفرَج القريب والنصر العظيم بشروق شمس الحقِّ شمس الخلافة الزاهرة إيذاناً بحلول مواسم الخير والسعادة والأمن لكلِّ الناس بصرف النظر عن أعراقِهِم وألوانِهِم وأديانهِم، لا سيَّما ونحنُ في شهر البركات والانتصارات العظيمة شهر رمضانَ الكريم، وما ذلك على الله بعزيز ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عبد الرحمن الواثق – بغداد

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق

آخر تعديل علىالثلاثاء, 21 حزيران/يونيو 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الثلاثاء، 21 حزيران/يونيو 2016م 12:15 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل

  • Khadija
    Khadija الثلاثاء، 21 حزيران/يونيو 2016م 08:16 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع