الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وشهد شاهد من أهلها، والحقيقة لا يمكن إخفاؤها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وشهد شاهد من أهلها، والحقيقة لا يمكن إخفاؤها

 

 

 

الخبر:

 

في مقال له استهجن مدير تحرير صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، روبرت شريمسلي طريقة التغطية الإعلامية لحادثة مقتل النائبة في مجلس العموم البريطاني جو كوكس قائلا: "لو أن القاتل كان مسلما أو واحدا من أبناء المهاجرين، لما اتسمت تغطية الإعلام البريطاني للحدث بهذه الحصافة والتعقل"، وأردف قائلا لو أن القاتل مسلم "لما قرأنا على الصفحات الأولى أن ما حدث من فعل انطوائي ومجنون، حتى لو كان ثمة دليل منطقي على ذلك. وكتب متسائلا "غير أن من حق المرء أن يتساءل عما إذا كانت وسائل الإعلام ستتوخى الحرص ذاته في تقييم الأدلة لو كان القاتل من خلفية مختلفة!".

 

التعليق:

 

أيا كانت الدافعية لهذا الاستهجان، فأن نرى صحفيا - بل ومدير تحرير لصحيفة - يستهجن طريقة عمل الصحافة المحلية في بلاده وكيف أنها تكيل بمكيالين في التعامل مع الأحداث ومرتكبيها، ليعطي دلالة على أن الرأسمالية وأجهزتها قد بدأ عقدها ينفرط وعلى أيدي أبنائها والمعتقدين بها.

 

فالقاتل والذي يبدو حسب ما لم تنكره الصحف البريطانية أنه ارتكب فعلته على خلفية اختلافه مع المغدورة في وجهة النظر السياسية حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو مغادرتها له، وأن له ارتباطات مع جماعة "يمينية متطرفة" في لندن، والقاتل الذي يواجه عدة تهم، من بينها القتل، والإيذاء الجسدي الشديد، وحيازة سلاح ناري بقصد ارتكاب جريمة جنائية، وحيازة سلاح هجومي، حسبما أكد "نيك والن" قائد شرطة ويست يوركشير، إلا أن الإعلام البريطاني خاصة والغربي عامة لم يهتم بديانته واكتفى بالقول إنه رفع شعارات "الموت للخونة... والحرية لبريطانيا".

 

وكم من جرائم قتل بشعة ارتكبها أوروبيون بدوافع دينية عنصرية، ضد مسلمين لم يشر الإعلام الأوروبي إلى ديانة القاتل، كحادثة قتل الصيدلانية المصرية "مروة الشربيني" داخل محكمة في ألمانيا، وطالبة الدكتوراه السعودية "ناهد المانع"...

 

وفي المقابل عندما يكون القاتل "مسلما"، فسرعان ما تبدأ وسائل الإعلام الغربية بالضخ الإعلامي وتوجيه الاتهام إلى ديانة الجاني، وتبدأ بكيل الاتهامات ضد الإسلام وقيمه، ما يؤجج العداوة والكراهية ضد المسلمين الذين يعيشون في الغرب وتستهدف مساجدهم ومراكزهم الإسلامية.

 

ففي عام 2010م عندما طعنت امرأة مسلمة من أصل بنغالي نائب البرلمان البريطاني، ستيفن تيمز؛ بسبب غضبها الشديد من تصويته لصالح الحرب في العراق. اتفقت جميع وسائل الإعلام البريطانية في نعت الهجوم "بالعمل الإرهابي"، وعنونت إحدى الصحف البريطانية الخبر بـ"امرأة إرهابية".

 

وكذلك في حادثة الملهى الليلي في مدينة أورلاندو والتي قتل فيها 49 شخصا من المثليين رغم أن التقارير شككت في مداركه العقلية وتوجهه الجنسي إلا أنه لقب على الفور بالإرهابي.

 

إن الغرب الذي ظن أنه وعلى مدى قرنين من الدعاية ضد الإسلام ومفاهيمه قد انتصر على المسلمين، فوجئ باندلاع الثورات وخاصة الثورة في سوريا والتي رفعت شعارات "لن نركع إلا لله"، و "ما لنا غيرك يا الله" وفوجئ بأن الدعوة للإسلام كمبدأ وللخلافة على منهاج النبوة كنظام حكم، تسري بين المسلمين سريان النار في الهشيم، وتلاقي عندهم رغبة لا مثيل لها، كما فوجئ بازدياد العداء له لدى المسلمين والعمل للخلاص من هيمنته، مؤمنين بأن مصاب الأمة واحد وسِلْمَها واحدٌ وحربَها واحدة.

 

وهذا ما جعلهم يتخبطون، فقد مكروا ومكروا ولكن مكر الله أشد من مكرهم، فالله خير الماكرين.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أختكم: راضية عبد الله

آخر تعديل علىالثلاثاء, 21 حزيران/يونيو 2016

وسائط

4 تعليقات

  • أيمن أبو قصي
    أيمن أبو قصي الثلاثاء، 21 حزيران/يونيو 2016م 18:40 تعليق

    بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير

  • أيمن أبو قصي
    أيمن أبو قصي الثلاثاء، 21 حزيران/يونيو 2016م 17:36 تعليق

    بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير

  • إبتهال
    إبتهال الثلاثاء، 21 حزيران/يونيو 2016م 12:16 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الثلاثاء، 21 حزيران/يونيو 2016م 08:18 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع