السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
دروس من فشل الإسلاميين (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

دروس من فشل الإسلاميين

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

بعد سنوات من المنفى وسنوات من الدعوة إلى الإسلام شهدت الأسابيع الماضية تخلي حزب النهضة عن الإسلام. كانت تونس شعلة الربيع العربي الذي بشّر بتغيير غير مسبوق في الشرق الأوسط ولكن في مؤتمر عقد مؤخرًا، أدار حزب النهضة ظهره للإسلام وسياسته مقابل الحكم بالعلمانية. وأوضح زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي "بعد ثورة 2011 وتبني الدستور الجديد عام 2014 لا يوجد حاجة إلى حزب في تونس يدعو إلى مصطلح الإسلام السياسي"، وأضاف "أن الحزب سوف يسعى لتسمية نفسه بالحركة المدنية والديمقراطية".

 

التعليق:

 

بالإعلان رسميًا عن التخلي عن الإسلام السياسي يكون حزب النهضة قد اتبع العديد من المنظمات الإسلامية السياسية والتي فشلت أيضًا. هذه الجماعات وقعت في نفس الأخطاء وخذلت ملايين الناس الذين ضحّوا بدمائهم من أجل التغيير. ومع أننا لا نشكّك في إخلاص العديد من هذه الجماعات التي عملت حسب تبنّياتها للإسلام السياسي، إلاّ أننا نقدم بعض أسباب فشل هذه المنظمات الذريع بعد وصولهم إلى السلطة.

 

  • إنه ليس الإنسان، إنه النظام الخطأ الأول لهذه الأحزاب الذي جعل الناس يعتقدون أن مشاكل المجتمع تعود إلى الحاكم فقط. في الواقع لا يوجد حاكم يحكم بمفرده، إنهم بحاجة إلى قوة البطش وعندهم نظام كامل لتحقيق ذلك. وكان هذا واضحًا عندما انقلب الحرس الجمهوري على محمد مرسي عام 2013. وهكذا هي الحال في معظم البلدان الإسلامية، حيث صمّم الغرب تلك الأنظمة لضمان إبقاء القوة بيد النخبة العلمانية. وإقامة نظام إسلامي من خلال النظام العلماني الفاسد هو أمر محتوم بالفشل.
  • إرضاء الغير لن يوصلك إلى مكان. معظم تلك الأحزاب قد حكمت من منطلق ضعيف حيث إنهم ركّزوا على إرضاء الآخرين عوضًا عن تنفيذ تطلعاتهم. النهضة على سبيل المثال طمأن باستمرار الأحزاب العلمانية في تونس مما سمح لأفراد من النظام السابق للترشح في الانتخابات البرلمانية. وتبنى الإخوان المسلمون نفس المنهج ولكن هذه المرّة مع القوى العالمية بذريعة "حماية السياحة" من خلال توقيع اتفاقيات أمنية مع كيان يهود. ولم يلاحظ كلا الحزبين أن هذه السياسة تجعلك تبدو ضعيفًا وعاجزًا.
  • امتلك خطة. العديد من هذه الأحزاب موجودة منذ عقود وكانت عندها الفرصة للتحضير ليوم تصل فيه إلى الحكم. ويكون الاستعداد على شكل وضع دستور وخطة طريق سياسية أو سياسات فردية يسعى من أجلها. وللأسف فإن كلا من النهضة والإخوان المسلمين افتقدوا لجميع ما ذكرنا مما أدى إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والإنشائية طوال فترة وجودهم في السلطة. مصر على سبيل المثال يعيش 40% من سكانها تحت خط الفقر. وعوضًا عن العمل لإعادة بناء وتوزيع الثروات الضخمة الموجودة في مصر، اتخذ الإخوان المسلمون قرار الاستدانة من صندوق النقد الدولي المعروف بفرض سياسات تجعل الدول أكثر مديونية وأكثر فقرًا.
  • أعطِ الناس ما انتخبوك لأجله. من الواضح أنه في ذروة الربيع العربي أراد الناس في العالم العربي الحكم بالإسلام. وشعر الأكثرية منهم أن القوانين الإسلامية تستطيع حل المشاكل التي يواجهونها ومن أجل ذلك صوّتوا لصالح تلك الأحزاب. ومع ذلك فقد تخلى الحزبان عن وعودهما بالحكم بالإسلام بذريعة "عدم عمليته" في العصر الحديث. لقد قاموا بأعمال غير إسلامية بما فيها تجديد اتفاقيات مع الدول المحاربة والاقتراض بالربا في الوقت الذي يبررون فيه عدم تطبيقهم للإسلام بأعذار المحافظة على السّياحة. لقد استغلّوا المشاعر الإسلامية للناس من أجل تنفيذ برامج سياسية علمانية، الأمر الذي انتبه له الناس بسرعة.
  • غيّر النظام ولا تعمل من خلاله. رفض النبي e في سيرته جميع الفرص للعمل من خلال النظام السياسي الذي كان سائدًا أثناء سيره للتغيير. وكان هذا بسبب أن مستوى التغيير سيكون دائمًا مقيّدًا بحواجز النظام القائم. وعوضًا عن اقتلاع النظام القائم، قامت الأحزاب السياسية بالمساومة والتخلي عن مبادئ الإسلام السياسي وتبنّت الأنظمة العلمانية مكانها عن طريق العمل معها وهذا لا يحقق إلاّ بعث الروح في كيان ميّت فرضته الدول الاستعمارية ولم يأت للمسلمين إلا بالويلات.
  • أسكتوا المعارضة. بالرغم من التأييد الهائل وبالرغم من وصولهم للحكم عن طريق الانتخابات، إلاّ أن كلاً من النهضة والإخوان المسلمين وقفا جامدين أمام النّقاد. وكل من مصر وتونس لم يكن للحرس السابق أن يقبل بالخروج من السلطة وقابلوا كل قرار للحكومات الجديدة بأعمال درامية ومظاهرات في الشوارع. وبدلاً عن مواجهة المعارضة بواسطة التأييد الشعبي الهائل أثبتوا أنهم عاجزون وضعفاء في التعامل مع حركات التمرد. في مصر لم يقم مرسي بالقضاء على المعارضة أو إسكاتهم، وفي النهاية فاوض على منصبه الشخصي من أجل إرضائهم. اليوم يقبع مرسي في السجن بسبب مساوماته. لقد فشل كلٌ من النهضة والإخوان في التعامل مع المعارضة.

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عدنان خان

آخر تعديل علىالجمعة, 24 حزيران/يونيو 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 24 حزيران/يونيو 2016م 13:29 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم، في ميزان حسناتكم إن شاء الله

  • Khadija
    Khadija الجمعة، 24 حزيران/يونيو 2016م 11:02 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع