- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرية، والديمقراطية، والوطنية
هي مكونات ثقافة خطرة تُنتج أسوأ شخصية للإنسان
(مترجم)
الخبر:
أوردت صحيفة مترو يوم الجمعة 2016/06/17 أن سياح كرة القدم البريطانية قد وُثقوا عبر وسائل التواصل الإلكتروني وهم يهزأون من لاجئين أطفال كانوا يتسولون في مدينة ليل في فرنسا. مايكل ستوثارد، صحفي يعمل مع فاينانشل تايمز، ادّعى أنه رأى صبياً صغيراً يشرب البيرة (الكحول) وقام بنشر صورة له على تويتر.
ويقول إن الصّبي قد شرب البيرة في خمس جرعات وتمت مكافأته ببعض القطع النقدية، قبل أن تُعرض عليه سيجارة (داس عليها ورفض تدخينها).
كما انتشر أيضًا على وسائل التواصل الإلكتروني فيديو لسواح إنجليز يرمون القطع النقدية على الأرض للأطفال المتسولين حتى يلتقطوها.
التعليق:
المعاملة المقيتة وغير الإنسانية للضحايا الأبرياء الأكثر ضعفًا في العالم لا يمكن أن تصنّف بأنها حادثة منفردة قامت بها مجموعة عشوائية من الأشخاص. هذا العنف الممنهج ضد الأطفال والعاجزين يمكن رؤيته على أنه عُرف ثقافي في جميع المجتمعات الغربية والذي يحط من قيمة الشباب ويضع الحريات الشخصية والتسلية الأنانية فوق أي قانون أخلاقي سلوكي.
أي شخص شاهد الفيديو سيكون مشمئزا للغاية من السلوك القاسي والمتكبر تجاه الناس الأكثر حاجة وبؤسا والذين عانوا الويلات العظام. ومع أن هوية الأطفال المتسولين في هذه الحادثة لم يتم تأكيدها من كونهم مسلمين، إلا أننا جميعا ندرك أن الصبي الذي شرب البيرة كان على الأغلب لاجئًا من سوريا - وهو صغير جدًا لمعرفة أن ما شربه كان يحتوي على الكحول - وهو تصرف يدرك السياح الإنجليز المتوحشون تماماً أنه مخالف لأحكام الإسلام. وبغض النظر عن كون الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة كانوا مسلمين إلا أنهم ما زالوا أطفالاً ومعاملتهم على أنهم حيوانات في حديقة الحيوان هو أمر غير مقبول بتاتا في الإسلام. إن القيم الوطنية التي تُروج لأفضلية شعب على الآخر بناء على الجغرافيا تسبب هذه الكراهية للشعوب الأخرى وتقسم الشعوب وتخلق هذا النهج الاستعماري الذي يسيطر على الآخرين ويضطهدهم. هذه ليست المرة الأولى التي يسخر فيها سياح كرة القدم الأوروبيون من اللاجئين في بلد أخرى ولن تكون الأخيرة. فقد أوردت صحيفة الإندبندنت يوم 2016/3/16 أن "مشجعي ايندنهوفن خلقوا من الفقر مسرحية من خلال رمي القطع النقدية على متسولة في مدريد. المشجعون الهولنديون كانوا يجلسون على شرفات البارات في منطقة بلازا مايور في العاصمة الإسبانية".
من الواضح في هذا الفيديو أن تلك النسوة كن يرتدين اللباس الإسلامي ومع الأخذ بعين الاعتبار حجم أزمة اللاجئين فمن المحتمل أنهن نساء مسلمات بائسات من سوريا، اللواتي في ظل الديمقراطية العالمية، قد سُلبن كرامتهن وأُلقي بهن إلى الطبقة الأسفل في المجتمع حيث إن التوسل لم يكن يوما من طبيعة الثقافة الإسلامية. أن نشاهد الإذلال لأخواتنا الحبيبات الطاهرات وطريقة معاملتهن المنحطة هو أمر يفطر قلوب المؤمنين بالله عز وجل، ولكن يجب أن يجعلنا ندرك مدى قُبح الثقافة الغربية وكيف أنها تدمر الكرامة الإنسانية. في ظل الحكم الإسلامي أثبت التاريخ مرة تلو الأخرى كيف أن الخلافة قد كرمت اللاجئين وأمنت ملاذا آمنا للهاربين من الفقر وظلم الطغاة. إن إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة هو الذي سينقذ الضعفاء من أمتنا من هذا الاستغلال الممنهج، ويحطم الأصنام الباطلة للحرية والديمقراطية والوطنية. لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن واجب الأمّة في إقامة حكم الإسلام في سورة المائدة: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: 49].
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء...
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم