- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان اّخر مختطف من قبل الرأسمالية
(مترجم)
الخبر:
منعت السلطات التنظيمية لوسائل الإعلام الإلكترونية الباكستانية (pemra) يوم الاثنين الدّاعية والمحاور المضيف عامر لياقت من عرض برنامجه الرمضاني "إنعام غار" لمدة ثلاثة أيّام على محطة جيو إنترتينمنت. وقيل إنه بيان صادر عن السلطة التنظيمية.
وأصدرت السلطة التنظيمية إشعاراً لعرض القضية بعد حلقة 6 حزيران/يونيو، والتي أظهرت تجديداً من قبل مضيف البرنامج لفتاة قامت بالانتحار. بحسب ما ذكر بيان (pemra).
وقد ألغت محكمة السّند العليا الحظر حتى يستمر البرنامج. (المصدر: الفجر وGeo).
التعليق:
يقدم رمضان في باكستان حقيقتين متقابلتين، إحداهما أن النّاس تسعى وتكافح في سبيل الله سبحانه وتعالى، حيث الصّيام في النهار والعبادة في الليل في عزلة عن الناس، والثانية أن هناك مجموعة واسعة من الأنشطة المصمّمة لزيادة الأرباح وتحويل الأنظار عن المعنى الحقيقي لهذا الشهر المبارك.
في البرنامج التلفزيوني "إنعام غار"، يسأل المضيف الذي يسمى الدّاعية الإسلامي الجمهور الحاضر للمشاركة في أنشطة تنتهك بوضوح الصفات المميزة التي نحتاج إلى بنائها، ويطلب من الجمهور أداء أعمال مثل إظهار الغضب والتصرف بجنون وحتى استخدام الشتائم. وكل هذا من أجل الحصول على مكافأة مادّية. وعلى الرّغم من أن نسبة المشاهدة تافهة ويرجع ذلك إلى السلوكيات الغريبة التي يملكها المضيفون، إلاّ أنّ هذا البرنامج شائع جداً وبالتالي يمكن أن ينقلب الحظر بسهولة ويعود البرنامج.
إلى جانب هذا، فإن المدن الرئيسية الباكستانية تقدم الإفطار والسحور بشكل مفتوح وبوفرة وبسعر ثابت للبلدان التي يعيش فيها الفقراء والذين يتسولون يومياً للحصول على المال والغذاء والاحتياجات الأساسية. حيث أصبح رمضان وليمة ضخمة للقلّة في حين يواجه الشعب ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والفاكهة.
ومع انشغال المحلات التّجارية بالحرص على تزويد المستهلك بالصفقات والتنزيلات الرمضانية والحصول على أحدث المجموعات لملابس العيد مع أحد السيدات المصممات للملابس والتي تكون تكلفتها بمعدل 3-4 مرات أكثر من الراتب الشهري للخادمة. حيث يبدو أنه لا يمكنك تفويت ذلك. كل هذا يظهر بوضوح أن حقيقة رمضان قد تم اختطافها وإلغاؤها من قبل الرأسمالية.
في حين إن تميز رمضان بالأهمّية والتفرد، بالإضافة لتناول الطعام الجيّد وامتلاك الأشياء، ليست بالشيء الذي يبعد الناس عن الله سبحانه وتعالى. ولكن فصل الإسلام عن الحياة، أي بمعنى التفكير العلماني، هو ما شوّه عبادة المسلم لربه. حيث أصبح الإسلام مسألة شخصيةً، بحيث يمكنك اختيار ما تريد أخذه وما لا تريد أخذه. في حين إن المجتمع الإسلامي الحقيقي قد وحّد الأفكار والمشاعر التي تضمن تماسكه وتفرده في التفكير والسلوك.
في حين إن المصلين في المساجد الذين يتلون القراّن ويقومون بذكر الله قد يختارون تجنب المادية وزيادة العرض، إلاّ أن السؤال هو من سيقوم بحماية أولئك الذين لا يستطيعون القيام بذلك؟ وكيف يمكن للمجتمع تجربة المعنى الحقيقي لرمضان؟ ومن سينظم ما ينبغي أن يكون عليه رمضان؟ فالإسلام ليس قضية للفرد لوحده، فقد جاء الإسلام لتنظيم علاقة الإنسان مع خالقه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته مع من يحيط به. إن المنظّم الوحيد الفعّال هو نظام الخلافة الإسلامية التي ستحل محل النظام الرأسمالي، حيث سيتم تطبيق نظام الإسلام على مدار السنة، في رمضان وفي غيره. هذا هو السبب في أنّ المسلمين في الماضي قد شهدوا فرصة لكسب الآخرة في رمضان، الكسب الدائم وليس فقط كسب الدنيا. واجتهدوا في الصيام والصلاة والجهاد في سبيل الله. وليس اعتبار رمضان كمصدر للأكل والتسوق والمهرجانات التلفزيونية!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمن
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.