- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي:
ذريعة لعنصرية لا محدودة وسوء معاملة ضد المسلمين والأجانب في بريطانيا
(مترجم)
الخبر:
قال نائب بريطاني محافظ في تصريح يؤكده ما تقوم به الشرطة من التحقيق في عدة جرائم ذات دوافع عنصرية بأن الاعتداء العنصري آخذ بالارتفاع في بريطانيا ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. (CNN)
وبحسب ما ذكرت السي إن إن فإن ارتفاعًا بنسبة 57% في معدل جرائم الكراهية لوحظ في أعقاب احتمالية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كما أظهرت صفحات الفيس بوك علامات مقلقة عن تجاوزات حاصلة في جميع أنحاء بريطانيا وذلك في تجارب شخصية لأحداث يومية مرّوا بها ونشروها على صفحاتهم الشخصية في الفيس بوك. (الإنديبندنت)
التعليق:
لقد فتح تصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الباب واسعًا على العنصرية وما يتبعها من عواقب. ويبدو أنه وكما خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فإن شعبها بالمقابل خرج من دائرة الأخلاق الإنسانية. والظاهر أن العقلية الاستعمارية البريطانية قد أثيرت من جديد في نفوس الشعب البريطاني، برؤيتهم أنفسهم في صورة متفوقة على الأعراق والأجناس الأخرى. وفي حين كان الأمر يعتبر رأيًا خاصا يُحظر التحدث به علنًا وعلى الملأ إلا أن البعض كان يسخر علنًا من "الآخرين"، أما الآن فإن (الأنا) البريطانية تسمح لهم بأن يعلنوا صراحةً عنصريتهم تجاه أولئك القادمين من دول أجنبية.
على الساحة حاليًا هنالك العديد من المعايير المزدوجة أو حتى ثلاثية الأبعاد – المهاجر المقبول (الأوروبي الذي يعيش فعليًا في بريطانيا) وجماعة المهاجرين المرفوضة (المهاجرون الذين وصلوا حديثًا للبلاد)، بل ذهب البعض لأبعد من ذلك باستثنائهم المسلمين عامةً بغض النظر سواء أكانوا رعايا بريطانيين أو مهاجرين يبحثون عن عمل.
حالات التحرش والاعتداءات التي تم التبليغ عنها رسميًا تضاعفت، بما في ذلك الأعمال العدائية الموجهة ضد البولنديين مع محاولة ديفيد كاميرون طمأنة رئيسة وزراء بولندا على وضع السكان ذوي البشرة البنية والباحثين عن عمل من أوروبا الشرقية والذين يتوقع أن يغادروا البلاد مباشرة.
ويتعرض المسلمون بشكل عام والنساء اللاتي يرتدين اللباس الشرعي بشكل خاص لخطر الإيذاء، فكما يبدو يعتقد القائمون بأعمال التهديد أن بإمكانهم أن يتصرفوا وكأن السلطة بأيديهم، فيعتدون جسديًا ويتهكمون بشكل فاضح على المسلمين دون أدنى شعور بالخجل فيما يقف آخرون ويراقبون بصمت.
لقد أزال خروج أوروبا من الاتحاد الأوروبي طبقات كانت تحجب حقيقة مخبَّأة في نفوس البريطانيين الصغار والكبار مليئة بالتمييز والتعصب وعقدة التفوق، في بيئة خصبة حاليًا لهذا النوع من المشاعر والسلوكيات، تُظهر الأجنبي كسارق لموارد البلاد والوظائف، وأماكن السكن والرعاية، دون الالتفات لثقل المسؤولية الملقاة على بلادهم جراء تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من خلال فرض فوائد وقروض ربوية عالية عبر صندوق النقد الدولي، وغير ذلك من عقوبات وحروب اضطرت الآلاف إلى التماس اللجوء في أماكن أخرى. وبطبيعة الحال فإذا ما سادت مشاعر الكراهية والتعصب الأعمى عند العامة، فإن هذا سينعكس سلبًا على أولئك من الأجناس والأعراق والديانات الأخرى. وهذا ما يتم تجاهله وبراحة تامة من قبل العوام ورجال الحكومة. وفي حين نرى اعتذار بعض البريطانيين لمجتمعات اليورو، يصمت الجميع فيما يتعلق بالجيل الثالث بل حتى الرابع من أبناء الجاليات المسلمة الذين ولدوا ونشأوا في بريطانيا، وفي هذا تناقض واضح مع قيم يتبنونها أنفسهم. وبشكل عام فإن الظاهر بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون ذريعةً لعنصرية لا محدودة وسوء معاملة ضد المسلمين والأجانب في بريطانيا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.