الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحرية والمساواة والإفلات من العقاب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحرية والمساواة والإفلات من العقاب

 

الخبر:

 

نشرت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) على موقعها تحليلا صحفيا بعنوان "الحرية والمساواة والإفلات من العقاب"، تعرضت فيه لتعامل الحكومة الفرنسية مع التحقيق في قضية اغتصاب قواتها في أفريقيا الوسطى لفتيات وصِبْية. وقد ذكر التقرير الذي سبق عودة المحققين إلى أفريقيا الوسطى أنه ليس هناك أي إشارات لتقدم في شأن التحقيق الذي دام لمدة عامين وأن فكرة إدانة أي من الجنود غير واردة على الإطلاق. (إيرين 2016/7/4).

 

التعليق:

 

سلمت الأمم المتحدة الحكومة الفرنسية شهادات مفصلة من الضحايا وقائمة بوصف وكنية 11 من المدعى عليهم في تموز/يوليو 2014. وقد وقعت الانتهاكات الأخلاقية المشار إليها في مخيم للاجئين المروَّعين في محيط مطار بانكو والذي تشرف عليه القوات الفرنسية في عملية "سنغاريس" في أفريقيا الوسطى بين نهاية عام 2013 وبداية عام 2014. وتكتمت الحكومة الفرنسية على الشهادات والانتهاكات الجسيمة وتعاملت مع الملف بسرية إلى أن نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تسريبات حول الملف فأعلنت الحكومة تحقيقا شاملا بشأن الانتهاكات.

 

اعتبر الرئيس الفرنسي السابق هولاند أن ثبوت الادعاءات بتورط جنود فرنسيين في تجاوزات جنسية وأفعال دنيئة في أفريقيا الوسطى يعني أن "شرف فرنسا هو الذي سيكون على المحك". وأكد في حينه على ضرورة الوصول إلى الحقيقة كاملة وعلى رفض أي تسامح مع الجناة"، وبالرغم من ذلك فلم يحدث أي تطور في التحقيق ولم يتجاوز الأمر إعداد بعض اللجان وتعيين المحققين. وفي هذا الإطار أعدت التلفزة الفرنسية في العام الماضي تقريرا تساءلت فيه عن سبب عدم استجواب أي من المدَّعى عليهم في هذه القضية فكان الرد أنه لن يتم استجواب أي من الجنود حتى تتضح الحقيقة!! وقام المحققون على إثر هذا التقرير المتلفز بالتحقيق مع خمسة من الجنود. ويستمر التحقيق الفرنسي على نار هادئة حتى تضيع الحقيقة ويأمن أشباه البشر من العقاب.

 

بالإضافة إلى هتك أعراض الفتيات فإن الجنود الفرنسيين قاموا بانتهاكات جسيمة مثل إرغام فتية صغار على ممارسة الرذيلة مقابل الحصول على الطعام وبعض النقود وإجبار فتيات على ممارسة أفعال منافية للطبع السليم، كمعاشرة الحيوانات، وقد توفيت إحداهن على أثرها بمرض غريب، كما قام أحد الجنود الفرنسيين بالتبول في فم صبي صغير (الإندبندنت حول تغطية تقرير مسرب عن الجرائم الأخلاقية للقوات الفرنسية في أفريقيا الوسطى 2016/4/1)

 

لم يقتصر التباطؤ في إدانة الجناة والحماية من العقاب على الحكومة الفرنسية بل طال الأمم المتحدة، حيث كشفت هذه القضية مجدداً عن حال الأمم المتحدة، وقد أعلن مدير العمليات الميدانية لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنديرس كومباس عن استقالته من الهيئة الأممية في الشهر الماضي. وقد أتت استقالة المسؤول الأممي الكبير هذه بعد كشفه عن فضيحة الانتهاكات الجنسية آنفة الذكر. وصرح علناً أن الاستقالة هي احتجاج على الفساد المستشري في أروقة الأمم المتحدة وغياب معايير الشفافية والتقصير في تحقيق الأهداف وتحكم البيروقراطية، وقال "إن نظام المساءلة التابع للأمم المتحدة معطل، وببساطة لا يعمل". وفي الإطار نفسه انتقدت بولا دونوفان، الناشطة في حملة الكود الأزرق التي تستهدف إنهاء الاستغلال الجنسي من قبل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، انتقدت موقف الأمم المتحدة الذي لم يترك لكومباس أي بديل سوى الاستقالة. وقالت في تصريحات نقلتها عنها إيرين "لا أعرف كيف يمكن لشخص العمل مع نظام يسعى جاهدا لإثبات أن بإمكانه هزيمة كل من يحاول فضحه، رغم كل العبارات المكررة، والتأكيدات بعدم التسامح مع المخالفات، إلا أنها مجرد عبارات فارغة".

 

لا شك أن الأمم المتحدة اليوم تسير على خطى عصبة الأمم، وقد بدأت علامات الانهيار تدب في أوصالها. فمنذ سنين وكثير من الدول، حتى الغربية منها تطالب بإجراء إصلاحات عاجلة. لقد استشرى الفساد فيها وتحكم التنافس الشرس في أروقتها وبان تحيزها للدول المستعمرة وأصابها الشلل التام، فظهر للملأ حقيقة أمرها. فكيف نرضى البقاء في مثل هذه المنظمات الفاشلة؟ وكيف نقبل بوجود قوات حفظ السلام التي تنشر الرذيلة وتروع الأبرياء في بلادنا؟!

 

لا بد للمسلمين من العمل على إيجاد أعراف دولية حقيقية بدلا من الشعارات الزائفة والعبارات الرنانة التي ضج بها الناس؛ أعراف دولية تحيي قيم نصرة المظلوم، وإعانة المحتاج، ومحاسبة الجناة أياً كانوا دون السماح لغيرهم التدخل في شأنهم وإدارة أمرهم. وهذا متأت ومتاح لو وجدت الإرادة السياسية الصادقة من قبلهم، ولكن هيهات أن يقوم حكام الضرار الحاليون بذلك، فهم أس البلاء وأصل الداء في بلادنا، ولهذا فالأولوية ليست في متابعة ترقيع وإصلاح هيئات فاشلة وزائفة ومنهارة حكماً، بل في العمل على تغيير حالنا وإقامة شرع الله فينا. إن تسيير شأننا سابق لأي تغيير على الساحة الدولية في عالم يسوده الظلم ويضيع حق المظلوم فيه. بإذن الله سيتغير الحال وترد المظالم ويسود العدل، وما ذلك على الله بعزيز.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هدى محمد (أم يحيى)

 

آخر تعديل علىالخميس, 07 تموز/يوليو 2016

وسائط

3 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 08 تموز/يوليو 2016م 13:46 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • OM RAya
    OM RAya الخميس، 07 تموز/يوليو 2016م 17:31 تعليق

    جزاكم الله خيرا

  • Khadija
    Khadija الخميس، 07 تموز/يوليو 2016م 09:08 تعليق

    اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء..

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع