- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
البيت الأبيض يعترف:
طائراتنا بدون طيار قتلت 116 مدنيا في باكستان واليمن والصومال
الخبر:
قال البيت الأبيض الأمريكي في تقرير رسمي إن عدد الضحايا المدنيين، الذين قتلوا في غارات بطائرات بدون طيار، وغارات أخرى نفذها الجيش الأمريكي يصل إلى 116 قتيلا من المدنيين في باكستان واليمن والصومال، وذلك منذ 2009.
والتقرير، الذي صدر الجمعة، هو الأول من نوعه الذي تقر فيه الإدارة الأمريكية بأرقام تتعلق بالضحايا المدنيين جراء الغارات بطائرت بدون طيار، حيث رجح التقرير أن يكون عددهم ما بين 64 و116 ضحية في الفترة بين كانون الثاني/يناير 2009 وكانون الأول/ديسمبر 2015.
ويأتي هذا التقدير مناقضا لتقديرات كثير من المنظمات الحقوقية، التي تشير تقاريرها إلى تقديرات تصل إلى 1100 قتيل مدني. ويشير التقرير الأمريكي إلى مقتل ما بين 2372 و2581 "إرهابيا" في الغارات. ويضيف أن عدد الغارات بلغ 473 غارة منذ تولي أوباما الرئاسة في عام 2009.
إلا أن البيت الأبيض لا يذكر في التقرير الصادر عنه الأماكن بالتحديد التي قتل فيها المدنيون، لكنه يوضح أن تلك الحصيلة لا تشمل سوريا وأفغانستان والعراق. (المصدر: بي بي سي)
التعليق:
منذ قتل أنور العولقي حامل الجنسية الأمريكية من غير محاولة اعتقاله ومحاكمته، ثار جدل قانوني في أمريكا عن مسوغات القتل المستهدف لرعاياها في الخارج المتهمين بما يسمى الإرهاب، وتتذرع أمريكا بأنها في حالة دفاع عن النفس أو أنها في حالة حرب وهي تقوم بجرائمها تلك، وبحسب القانون الدولي فإنه يفرق بين الحالتين: ففي حالة الحرب يطبق القانون الخاص بالصراعات المسلحة، بينما ينبغي الإحالة في حالة الدفاع عن النفس إلى قواعد قانون الدفاع عن النفس «الذي يعني عملية إنفاذ القانون»، وفي حالة الحرب نجد أن الساحة التي تتم فيها الجرائم ليست ساحة حرب، فليس كل شبر في الكرة الأرضية ميدان حرب تتذرع أمريكا بمرور شخص فيه ليكون ساحة حرب، وفي حالة الاشتباك يسمح قانونهم الأمريكي للجندي بالقتل دون خشية العقوبة، بينما في حالة عدم الاشتباك، فإن عليه أن لا يلجأ للقتل أو أن يطلق النار إلا عند الضرورة القصوى وللرد فقط بشكل متناسب على تهديدٍ واقعٍ لا محالة، وهذا كله لا ينطبق على قتل من يسمون بالإرهابيين بالطائرات من غير طيار، فكلها عمليات خارج إطار ما يسمى القانون الدولي أو الأمريكي، وهي كلها عمليات بلطجة تعود فيها أمريكا إلى أصول رعاة البقر.
وأما قتل المدنيين جراء هذه العمليات، فوضعه أدهى وأمر، وهي جرائم حرب لا يحاكم عليها مرتكبوها ولا يقدمون للمحاكمة، وهذا كله دليل دامغ على أن القوانين الأمريكية إنما هي قوانين غاب، وما حدث في سجن أبو غريب ليس منا ببعيد، ولا ما حصل في العراق من جرائم منا ببعيد، وكلها جرائم لم يقدم للمحاكمة فيها أحد، ولسان حال أمريكا أن دماء شعوب العالم كله مستباحة لتبقى سيطرة أمريكا على العالم وشعوبه غير منقوصة.
وأما ثالثة الأثافي، فهي أن أمريكا وهي تهدد العالم كله، وتجتاحه وتعيث فيه فسادا، وتحتل العراق بحجج مكذوبة من أسلحة دمار شامل ومشاركة في الإرهاب، وتحتل أفغانستان كرمى لشركات النفط وخطوط أنابيبها،... كل هذا يضع السؤال: فهل تعطي أمريكا بهذا مبررا لكل شعوب العالم ودوله أن تقتص من أمريكا بالطريقة الأمريكية نفسها عبر طيارات من غير طيار، وتقول لهم بأن هذا من أعمال الدفاع عن النفس وأنه من أعمال الحرب وأن ساحة الحرب في كل شبر من العالم؟ أوليست هذه هي الرسالة التي توصلها أمريكا بأعمالها تلك للعالم كله؟ أوليست هذه هي مسوغات أمريكا للقتل والبطش؟ فلئن قتلت أمريكا 1100 مدني مقابل 2581 ممن تدعي أنهم إرهابيون، أي تقريبا مدنيا واحدا مقابل 2.5 من أهدافها، أوليست هذه سابقة تسوغ للعالم أن ينظر لأمريكا أنها دولة إرهابية خارجة عن القانون، تحتل بلادا وتغير أنظمتها كيفما شاءت وتقتل مدنييها كيفما شاءت، تعتبرهم تهديدا لها وهي التهديد الحقيقي لاستقرارهم وأمانهم في بلادهم بعيدين عنها آلاف الكيلومترات؟
هذه الأرقام تتناول جرائم أمريكا في باكستان واليمن والصومال، وهذه الحصيلة لا تشمل سوريا وأفغانستان والعراق، وجرائم أمريكا في كل زاوية من العالم الإسلامي أشد وأعتى والأرقام أكبر بكثير، وما أضحيتم أيها المسلمون في حسابات أمريكا أكثر من أغنام لا تحسب لكم حسابا لغياب الدرع الواقية - دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ترد الصاع صاعين لأمريكا، فلا تجرؤ أن تمس شعرة لمسلم آمن في بيته وفي سوقه، وأن يصبح ثمن دم المؤمن أغلى من الكعبة، وإن لم يعمل المسلمون على إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فليس لهم إلا أن يحصوا عدد ضحاياهم!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ثائر سلامة
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
جزاكم الله خيرا
-
اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء..