- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام القرغيزي يجبر المسلمين على صلاة عيد الفطر في
آخر يوم من رمضان!
الخبر:
أجبر النظام القرغيزي المسلمين أن يصلوا صلاة عيد الفطر قبل يوم، في يوم الثلاثين من رمضان. وقد تبين للمسلمين بشكل واضح أن 6 تموز هو أول يوم من شهر شوال. ورغم ذلك منع النظام المسلمين أن يصلوا صلاة عيد الفطر.
التعليق:
تمت صلاة العيد في 5 تموز في ميدان «بابيدا» في العاصمة بشكيك. وكان المسلمون يصلون العيد أمام «البيت الأبيض» منذ عدة أعوام. وفي الأعوام الأخيرة كان عدد المصلين للعيد حوالي 150 ألفاً في هذا المكان، أما في هذه السنة فالذين جاؤوا لصلاة العيد هم ما بين 10-15 ألفاً فقط!
لم يستطع 135 ألف مسلم أن يقيموا صلاة الفطر في هذه السنة. إنهم لم يصبحوا مرتدين أو فاسقين تاركين للصلاة! بل يزداد المسلمون، ويقوى تمسكهم بدينهم سنة بعد سنة. لقد رفض الملايين من المسلمين في هذا البلد أن يصلوا صلاة العيد قبل انتهاء رمضان خشية من الله. لأنهم أدركوا أن ترك الصوم والاحتفال بالعيد قبل انتهاء شهر رمضان محرم شرعا وأن اقتراف البدع هو ببساطة معصية وتجاوز لحدود الله. وقد تعرض المسؤولون الدينيون والخطباء ورؤساء لجان المحلات لضغوط من قبل الأجهزة الأمنية، فضلا عما تعرضوا له من قبل دار الفتوى. حتى بعض الأقوياء في الإيمان والعلم من المسلمين لم يفطروا قبل انتهاء شهر رمضان رغم كونهم مجبورين على صلاة العيد قبله بيوم.
امتحنت الحكومة مسلمي قرغيزستان من خلال الضغوط باذلة كل جهودها واستعملت كل الجهات الدينية العميلة لها لذلك، في محاولة منها لإدراك حجم أهمية هذه الجهات في أذهان المسلمين. والنتيجة كما نرى لم يتبع المسلمون هذه الجهات العميلة أي علماء السلاطين إلا عدد يمكن إحصاؤهم على أصابع اليد… ولولا الضغوط التي مارستها الأجهزة الأمنية على المسلمين لما رأينا أحدا يتبعهم أبدا. إن علماء السلاطين يريدون أن يوفقوا بين أوامر أسيادهم وبين أحكام الشريعة بالتأويل والتمييع.
إن الذين أجبروا علماء السلاطين والمفتين على اقتراف هذه المحرمات هم رجال الأمن وموظفو وزارة الداخلية وهذا واضح وضوح الشمس. لأنه لا يوجد أي مفتٍ في دار الفتوى يمكن أن يجبر شخصاً على اقتراف المحرمات. أما وراء المفتين فتعمل أجهزة القوات الخاصة. ولكن من الذين يقفون وراء أجهزة القوات الخاصة؟ لا شك يقف وراءهم السلطة القرغيزية. هم يدخلون ضمن الأجهزة التنفيذية. أما إجبار الناس على الاحتفال بالعيد أو منعهم من ذلك فهو قرار سياسي، فالتخطيط لهذه الأعمال يتم من قبل السياسيين وينفذونها بواسطة السلطات التنفيذية.
والخلاصة، لقد اقترف القادة في قرغيزستان خطأ جديدا، حيث دفعوا أتباعهم من المشايخ إلى ارتكاب الحرام فسقطوا من أعين المسلمين وهانوا عليهم.
إن العلماء يستمدون قوتهم بعد الله سبحانه وتعالى، من حب الناس لهم، أما العلماء الذين يخضعون لأوامر الأجهزة الأمنية ويتذللون لها، فلن يبقى لهم وزن عند المسلمين، ولن يرجوا فائدة منهم. ومن الآن فصاعدا لن تخرج أي فتوى من فتاواهم إلا تحت ضغوط الأمنيين. وهذا المبدأ لا يمكن أن يعيش طويلا. والحكومة ستصبح متعَبة. فلا تجد السلطة إلا أن تجدد بالعلماء علماء آخرين.
إن 99% من المسلمين في قرغيزيستان هم بسطاء، فيقارنون بين العلماء بما يدعونه هؤلاء من التقوى والورع، فيتبعون من يظهر حب الإسلام وتقوى الله ويتشبثون بذيول ثيابهم حبا فيهم وذلك من حب أهل قرغيزستان لدينهم. لكن صلاة العيد بالأمس ستجعل أكثر المسلمين يتخلون عن علماء السلاطين قريبا؛ لأنهم اكتشفوا أنهم خاضعون للأجهزة الأمنية، وينفذون أوامر هذه الأجهزة حتى في اقتراف المحرمات.
إن الأمة لا تعطي قيادتها لخائن ولا لجبان، وإن عمي عليها أمر قادتها وعلمائها ردحا من الزمن، فإن ذلك لن يدوم إلى الأبد، فسرعان ما ستعرف الأمة بل لعلها قد عرفت من الذي يمثلها حقا ويدافع عنها ويعمل لصالحها، ومن الذي يمثل عليها ويوردها المهالك.
نسأل الله أن يرشدنا إلى خير أمرنا، وأن يلهمنا الصواب في اختيار قادتنا وعلمائنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرزاق (أبو عبد الله)
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
حسبنا الله ونعم الوكيل
-
اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء.