- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا فكرة ولا غاية ولا هدف يجمعهم
فما الذي سيوحدهم؟!
الخبر:
قالت السياسية الأمريكية، سارة بالين، حاكمة ولاية ألاسكا السابقة، والمرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي، إن "حركة حياة السود مهمة مهزلة" في أعقاب موجة الاحتجاجات التي اجتاحت أمريكا بعد مقتل رجلين من السود على يد الشرطة الأسبوع الماضي. وأضافت بالين في تدوينة على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" أن الأمريكيين من أصول أفريقية أو أصول آسيوية "يقسمون الأمة الأمريكية"، وفي السياق ذاته، حث أوباما الأمريكيين على ألا ينظروا إلى الولايات المتحدة وكأنها آخذة في الانقسام إلى مجموعات متعارضة، داعيا رعايا بلاده إلى أن يكونوا أكثر تضامنا في مواجهة العنف الذي تشهده بلادهم. وأضاف: "عندما يتحدث البعض عن استقطاب كبير، وعن عودتنا إلى أوضاع الستينات، فهذا ليس صحيحا، فليس هناك أعمال شغب، ولا نرى الشرطة تقمع الاحتجاجات السلمية". (المصدر: الجزيرة نت، CNN العربية)
التعليق:
إن ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية يكمن جوهره في أمور متعددة، تجمل في ثلاث نقاط رئيسية، إنهم مجتمع فاقد لفكرة تجمعهم وهدف يسعون لتحقيقه وغاية يريدون أن يصلوا إليها. فمن ناحية أنهم مجتمع يخلو من فكرة يجتمعون عليها ويتوحدون لأجلها، فهم يتصدرون قائمة التمييز العنصري على أساس لون البشرة على المستوى العالمي، فعلى الرغم من أن أصحاب البشرة السوداء يشكلون ما نسبته 20% من السكان إلا أنهم يعتبرون من الأقليات في المجتمع ويتم التعامل معهم بهذه النظرة الضيقة، فالمجتمع في أمريكا بثقافته العنصرية التي تميزه عن غيره من المجتمعات يغذي هذا المفهوم، بل ويصرح بهذا كبار المفكرين والسياسيين وهذا الأمر ليس بمخفي أو غير معلوم، فقد كان من دواعي اختيار أوباما ليكون حاكما لأمريكا أن الأقلية السوداء في أمريكا أصبحت تعي أنها تستغل ويمارس عليها التهميش والتحييد في كثير من الحقوق التي يتمتع بها أي أمريكي صاحب بشرة بيضاء، فقام المفكرون بدغدغة مشاعر السود والتلاعب بأفكارهم بعرض شخص كأوباما ليحكم الولايات المتحدة الأمريكية، فكانت هذه خطوة إضافية في إبقاء الولايات المتحدة كما نراها اليوم، ولكنها ما هي إلا خطوة لتأجيل تقسمها ووقوعها في الفوضى.
أما من ناحية أنهم مجتمع يفتقد إلى هدف يسعون إلى تحقيقه فهذا أمر لا شك فيه، فالمجتمع في أمريكا مجتمع قائم على النفعية المقيتة التي يسيرها المال وأصحابه، ولهذا لا يوجد عامل مشترك ولا هدف مشترك بين صاحب المال وبين من يخدمه، فأصحاب الأموال يسعون لتجميع الأموال وامتلاك البلاد والعباد، وفي الطرف الآخر لا نجد السكان يكترثون لهذه الفكرة ولا يلقون لها بالاً، فنرى بذلك عدم انسجام بين الطرفين، وهذا مدعاة إلى التفتت والانقسام. فكيف يمكن أن يكون مثل هذا الشعب متوحداً ومتناغماً مع بعضه إن كانت فكرة العبودية متأصلة فيه ولكن بأشكال مختلفة ومتنوعة أبسطها التمييز على أساس لون البشرة. والغريب في الأمر أن العبودية تأخذ طابعاً عاماً لشعب ولكنها تأخذ طابعاً خاصاً لأصحاب تلك البشرة فهم مستعبدون بشكلين اثنين، التعامل معهم كأفراد من الدرجة الثانية والتعامل معهم بمجموعهم كأنهم عبيد لأصحاب رؤوس الأموال، أفبعد هذا يبقى هدف يجمعهم؟!!
أما أن المجتمع في أمريكا يخلو من الغاية التي يمكن أن تجمعهم فهذا أمر جلي واضح، فالناس يعيشون في أعلى درجات الانعزالية والفردية المدمرة للمجتمعات، فكل شخص لا يكترث للآخر ولا يلقي له بالا ولا حتى يفكر بغيره مجرد تفكير، فكيف إن كان هذا الآخر ينظر إليه على أنه دخيل وعبد لا يستحق ما هو فيه كما هي النظرة إلى أصحاب البشرة السوداء، أفبعد هذا يمكن أن يكترثوا لما يحدث لهم وما يجري عليهم بتخطيط من قبل الحكام الحقيقيين للبلد، أفبعد هذا يمكن أن يكون عندهم غاية مشتركة يسعون لتحقيقها؟!
وأخيرا فإن عوامل التوحد في أي مجتمع مهما كان تكمن في ثلاث نقاط رئيسية، أفكار مشتركة متناغمة مع طبيعتهم، ومشاعر متبادلة ومتساوية بينهم، ونظام يجمعهم ويضمن لهم حقوقهم وواجباتهم. إن المجتمع في أمريكا يخلو من أفكار صحيحة تجمع الأفراد ويخلو من مشاعر متبادلة يسعون لبقائها ويحافظون عليها، أما النظام فهو ليس من جنسهم ولا يتوافق مع طبائعهم البشرية فيطبق عليهم بقوة الشرطي وصرامة القانون، فمتى ضعف الشرطي وخفت صرامة القانون انقض الأفراد على كل شيء وتفكك المجتمع وانقلب الأمر على أصحابه، وما نشاهده الآن من أحداث هي في أصلها ناجمة عن شدة الشرطي المفرطة وصرامة القانون القاسية فنتج عن ذلك التمرد والعصيان على الشرطي والنظام، وهذا قانون طبيعي فكثرة الشدة تولد الانفجار.
إن المجتمع في أمريكا على هاوية الانفجار والتفكك لأسباب كثيرة منها العنصرية القائمة على لون البشرة، والواقع الحالي للمجتمع هناك أشبه ما يكون بمن ينتظر رصاصة الرحمة لإنهائه وإقامة نظام يسعد البشرية ويرضي خالقهم، وهذا النظام ليس سوى نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء.