الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
السلطات القرغيزية ضد النساء المسلمات في قضية الزي الشرعي (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

السلطات القرغيزية ضد النساء المسلمات في قضية الزي الشرعي

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في 19 تموز/يوليو، نشرت وكالة المعلومات "K-news" مقال "أنار باكيتبيكوف" بعنوان "لافتات فاضحة: استفزاز أم دعوة للهوية الوطنية؟". أثار المؤلّف مسألة الحدث الأخير الذي أثار المسلمين في قرغيزستان. لمدة أسبوع تقريباً، كانت هناك محادثات مستمرة في المجتمع حول اللافتات المعلقة في عاصمة قرغيزستان مع صور لفتيات يلبسن الزي الشرعي والنقاب الوطني، ومع عبارة "أين نحن ذاهبون، شعبي البائس".

 

في 14 تموز/يوليو، عقد مؤتمر صحفي في بيشكيك تكريماً لزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تحدث فيه أتامباييف عن مبادرته لتخصيص الموارد المالية لوضع لافتات في جميع أنحاء البلاد. وقد علقت هذه اللافتات الكبيرة في أماكن مختلفة من بيشكيك، كما وقال ألمازبيك أتامباييف: "لا يوجد في هذه اللافتات شيء مشترك إطلاقاً مع القيم الإسلامية. يرجع هذا إلى الحفاظ على القيم الوطنية والتقاليد واللباس الوطني ولغتنا وثقافتنا. نحن لسنا بحاجة إلى العربية أو الباكستانية أو البنغالية أو الثقافات الأخرى".

 

التعليق:

 

جرى نقاش وجدال بين مسلمي قرغيزستان الشهر الماضي حول قضية اللباس الشرعي. بعض المسلمين الذين تسمموا بالتعليم الغربي بشكل عام، يتحدثون عن اللباس الشرعي على أنه شيء غريب عن ثقافتهم، بدون تقديم أي دليل على كلامهم. والجزء الآخر من المسلمين يتحدثون عنه بأنه يذكّرهم بماضيهم، ويقولون إنّ اللباس الشرعي جزءٌ لا يتجزأ من ثقافة الشعب القرغيزي. ولإثبات ذلك يستشهدون بعبارات شيوخهم وبالصور القديمة التي تظهر فيها المرأة المسلمة في اللباس الشرعي مع صور لأغطية الرأس التقليدية للشعب القرغيزي.

 

في وقت سابق، بدأت في المجتمع مناقشات لموضوع المؤتمر النسائي "مكان المرأة في تاريخ الإسلام"، والذي عقد في 27 أيار/مايو في مدينة أوش. ولقد ضم المؤتمر مئات من الشابات المسلمات في البلاد. وكان المؤتمر قد خصص لذكرى كورمانجان داتكا (حاكم قرغيزستان في أواخر القرن الـ19). وقد انتشرت بسرعة المعلومات والصور من المؤتمر على شبكات التواصل الإلكتروني. حيث تمت مناقشة وانتقاد أن جميع المشاركات في المؤتمر كن يرتدين اللباس الشرعي والنقاب.

 

إن الزيادة السريعة لمشاركة وأنشطة المسلمين والمسلمات المرتديات للباس الشرعي في البلاد هي مصدر قلق كبير للقوة الوحشية التي تحاول عزل مسلمي البلاد عن الإسلام. حيث تستخدم في صراعها ضد الإسلام والمسلمين، قوة الأئمة الفاسدين الذين يسيّرون فتاواهم بما يرضي السلطات الحاكمة. كما وتستخدم قوة وسائل الإعلام والمثقفين العلمانيين في مواجهة الصحفيين والكتاب. وخير مثال على ذلك هو الصحفي نارين إياب، الذي نشر صوراً من المؤتمر وتعليقاً على صفحته في الفيسبوك: "لقد فوجئت، لقد فكرت ما إذا كان هذا من قرغيزستان أم لا، لماذا نحتاج لكل هذا في القرن الـ21؟ هل من الضروري أن نتغطى ونلتف لإظهار أن الشخص تقي، إن الأخذ فقط بالشكل الخارجي دون فهم المعنى الحقيقي للدين هو ظاهرة سيئة. هل هذا هو الإسلام أم لا، هل هم مؤمنون أم غير مؤمنين، لا يهم، لكن الأمر السيئ أن المجتمع يسير إلى الوراء. جميع البشر يتحركون إلى الأمام، ولكن قرغيزستان اقتباساً عن ساليزان زيغيتوف فإن "أعينهم في الجزء الخلفي من رؤوسهم"، نحن ننظر للخلف، فليس لدينا النّخبة التي ستقودنا إلى الأمام".

 

مثل هذا الموقف تجاه المرأة المسلمة التقيّة، المطيعة لأوامر ربها، لا يأتي إلاّ من الفكرة العلمانية للمستعمرين الغربيين. فبعد كل شيء، كان الغرب من خلال تعليمهم الخبيث والفاسد ومن خلال المثقفين والسياسيين الفاسدين هو الذي جلب فكرة أن الإسلام لم يكن قادراً على حل المشاكل الملحّة للإنسان، مشيراً إلى أنه من عصور التدهور وقوانين القرون الوسطى.

 

ولكن الواقع يدل على أن فكرة العلمانية في الغرب ما هي إلا كذبة يستخدمها الغرب للاستعمار المادي والأخلاقي لبلادنا. ولجلب الأفكار العلمانية لمسلمي قرغيزستان، وليس فقط لهم، بل ضمن الغرب أن المسلمين أصبحوا متأخرين من الناحية الثقافية والمادية. وإننا نرى كيف يعيش الناس اليوم في الفقر بدون تقدم مادي لا على الصعيد العلمي ولا التكنولوجي، وفوق ذلك لا يوجد رقي من الناحية الأخلاقية.

 

وفوق هذا فإن السلطة تفسد الشباب بكل أنواع البرامج الترفيهية، وترسم وتخطط لهم كل أنواع الحلقات الضارة المفسدة من إدمان على الكحول أو إدمان على المخدرات. وبالتالي تضمن السلطات بأن الشباب غير قادرين على الاستقلال أو على حل مشاكلهم.

 

ولذلك، فإن السلطة لا تريد من مسلمي البلاد أن يمارسوا أنشطتهم وشعائرهم الدينية، وبالذّات عندما يتعلق الأمر بالشباب. فكلنا نعلم أن طبقة الشباب هي الطبقة الأكثر نشاطاً في المجتمع، وهي الطبقة التي يمكن أن تحرك الجبال التي تسد طريقها. وهنالك من الأمثلة ما هو كاف على ذلك من تاريخ المسلمين، سواء أكان في زمن الصحابة أو التابعين أو في وقت لاحق من شباب الأمة الصالحين.

 

إن الهجمات الشرسة على الإسلام والمسلمين في البلاد، سواء أكانت على لباس المرأة الشرعي أو على اللّحية أو على حملة الدعوة بالإضافة إلى أمور أخرى، كل هذا يبين صحوة مسلمي قرغيزستان ويظهر سعيهم لتنفيذ أوامر ربهم. ولكن كلما زادت قوة الحملة الشرسة على الإسلام والمسلمين، ازدادت سرعة إعادة إحياء دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. حيث قال النبي محمد e: «...، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

إلدر خمزين

 

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالأربعاء, 27 تموز/يوليو 2016

وسائط

2 تعليقات

  • Khadija
    Khadija الأربعاء، 27 تموز/يوليو 2016م 08:57 تعليق

    نأمل أن تكون هذه الجهود دافعاً لنا للتمسك بأحكام هذا الدين والعضّ عليها بالنواجذ، وزيادة الثقة بها .والعمل على إيجاد من يقوم بتطبيق الإسلام بكامل أحكامه، ومنها السياسة الإعلامية.
    ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما تنشرون وأن ينفع المسلمين به، وأن يجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا وأن يهيئ لهذه الأمة من يطبق هذا الدين كما أمر الله...اللهم آمين آمين

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 27 تموز/يوليو 2016م 08:55 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع