- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هجوم مقهى (جولشان)
مهّد الطريق أمام أمريكا الصليبية لنشر الرعب في بنغلاديش
الخبر:
في الأول من تموز/يوليو 2016، اقتحمت مجموعة من المسلحين المقهى الإسباني الذي يسمى (Holey Artisan Bakery)، في منطقة (جولشان أبتاون) في دكا، وقتلوا 20 شخصا، معظمهم من الأجانب. وجاء الهجوم بعد سلسلة من جرائم قتل الأجانب وأفراد الأقليات الدينية. ووفقا (لمجموعة SITE الاستخبارية)، والتي مقرها الولايات المتحدة وتعمل في مراقبة الشبكات الجهادية، فقد قالت "إنّ تنظيم الدولة قد أعلن مسؤوليته عن هذا الهجوم الوحشي".
التعليق:
يبدو أن بنغلاديش قد وقعت في شباك تآمر الاستعمار الغربي بعد مذبحة جولشان، فقد أصبحت الولايات المتحدة وحليفتها الهند الآن أكثر نشاطا في التآمر على بنغلادش باسم مكافحة تنظيم الدولة أو (المتشددين المحليين). وبالتالي، فإنّ معرفة ما تبع الهجوم هو أكثر أهمية بالنسبة لنا من معرفة هوية الجناة الحقيقيين. وبالنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في عمليات القتل السرية والكاذبة البشعة في باكستان وبعض دول الشرق الأوسط لتحقيق مصالحها الجيوسياسية، فإنه مما لا شك فيه أن هذا الهجوم كان جزءا من الحملة المخطط لها ضد الإسلام. والهدف من هذا الهجوم إلى جانب جميع عمليات القتل السرية الدائرة في البلاد واضح جدا، وهو تشويه صورة الإسلام السياسي ونشر الخوف من الإسلام، بحيث يصبح الناس يخشون الحديث عن الإسلام والانخراط في العمل المخلص لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة في البلاد.
إنّ الذي جعل الغرب الصليبي يصاب بالإحباط، هو فشله الذريع في تشويه صورة الإسلام السياسي، وفشله في بث القيم الليبرالية العلمانية في بلاد المسلمين كجزء من الهيمنة الثقافية، على الرغم من الجهود المضنية والمتواصلة التي يقوم بها.
لذلك فإن ارتفاع الأصوات التي تطالب بإقامة الخلافة على منهاج النبوة في هذا البلد تزداد قوة وهو ما يشكل قلقاً بالغاً لهم. وعلى سبيل المثال، فإنه في استطلاع للرأي قام به (مركز بيو للأبحاث) وهي منظمة في الولايات المتحدة، في كانون الأول/ ديسمبر 2015، أظهر الاستطلاع الذي قامت به في 39 بلداً إسلامياً أن 82٪ من المسلمين في بنغلادش يدعمون بشكل قوي تطبيق أحكام الشريعة. لذلك فإن هذا الخوف الغربي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ليس شيئا جديدا. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2004، توقع (مجلس الاستخبارات القومي) في (وكالة المخابرات المركزية الأمريكية) أن الخلافة ستكون ظاهرة على الساحة العالمية في عام 2020. وقد نشرت هذه النتائج في تقرير من 123 صفحة بعنوان "خريطة المستقبل العالمي"، والذي تم تقديمه إلى الرئيس الأمريكي وأعضاء الكونجرس، وأعضاء مجلس الوزراء وكبار المسؤولين وصناع القرار. وما كان لافتا في التقرير هو أنه كان مزودا بالمراجع حول الإسلام السياسي والتحديات المختلفة التي ستتعرض لها مصالح الولايات المتحدة في المستقبل المنظور. وبالتالي، فإنه وللحيلولة دون قيام الخلافة الراشدة الثانية، كانت أمريكا وحلفاؤها مُصرّين على جرّ هذا البلد إلى ما سمّوه "الحرب على الإرهاب" وهي في الحقيقة (حرب على الإسلام). وبالتالي فإن وجود تنظيم الدولة مناسب جدا للولايات المتحدة الأمريكية في البلد، فهو التنظيم الذي اكتسب سمعة سيئة من جراء قيامه بأعمال العنف والأعمال الوحشية باسم "الخلافة" المزعومة. وكان هجوم مقهى (جولشان) فرصة مثالية للولايات المتحدة الأمريكية لنشر الخوف من الخلافة الراشدة من خلال استغلالها للأنشطة الشنيعة لتنظيم الدولة.
كما أن بنغلادش من الأهمية الكبيرة الآن لوضعها تحت الرادار الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية نظرا لأهميتها الجيواستراتيجية والجيوسياسية في جنوب آسيا وفي السياسة الدولية. لذلك، فإنه وباستخدام ذريعة تنظيم الدولة، تدفع الولايات المتحدة الأمريكية بنغلاديش إلى أن تكون أكثر خنوعا لمطالبها، ولإدخال البلاد في المعاهدات العسكرية المختلفة معها ومع حلفائها باسم محاربة الإرهاب. وفورا بعد الهجوم مقهى جولشان، تم إجبار بنغلاديش على الجلوس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية في الحوار الأمني بين البلدين الذي سيعقد في الخامس من تشرين الأول القادم، للاتفاق على كيفية العمل بشكل وثيق بين البلدين تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية. وسيكون من الصعب على حكومة الشيخة حسينة تجاهل الضغوط الأمريكية الآن وخاصة بعد الهجوم. وفي آخر زيارة لها قبل الهجوم، رفضت رئيسة الوزراء حسينة اللقاء بمساعدة وزير الخارجية الأمريكية (نيشا ديساي)، ولكن هذه المرة اضطرت للقائها، فحكومة بنغلاديش ليست في وضع يمكنها من رفض طلبات الولايات المتحدة بعد الآن.
يجب على المسلمين في بنغلاديش وخصوصا الصحفيين والكتاب المخلصين والوجهاء، يجب أن يرفعوا أصواتهم ضد الحملات الصليبية الخطيرة التي تقودها أمريكا ضد دين الله سبحانه وتعالى. فالعمليات السرية منها والعلنية لإيجاد الفوضى والعنف الطائفي القبيح في جميع البلاد الإسلامية ومنها العراق وسوريا وباكستان هي حقائق واضحة نتيجة الغزو وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في تلك البلدان، وتريد الولايات المتحدة الآن القيام بسفك الدماء في هذا البلد أيضا، وتريد سحق تطلعات الشعوب في إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة وبأي ثمن. ولكن النصر هو المصير النهائي والحتمي لهذه الأمة بغض النظر عن مدى قوة المؤامرات التي يحوكها الكفار ضد هذه الأمة، مصداقا لما قاله رسولنا محمد e«لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» مسند الإمام أحمد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلاديش
وسائط
1 تعليق
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..