- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أهل الكنانة: لن تصلح حالكم الرأسمالية
بل الخلافة على منهاج النبوة
الخبر:
نقلت جريدة الشروق على موقعها الثلاثاء 2016/8/16م، نقلا عن وزير الكهرباء قوله إن ما جرى من إعادة تسعير شرائح فواتير الكهرباء بداية لرفع دعم الكهرباء من الموازنة العامة للدولة خلال خمس سنوات، وعزا الوزير ارتفاع أسعار الاستهلاك إلى زيادة سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار المواد البترولية المستخدمة في محطات التوليد، وارتفاع أسعار صيانة تلك المحطات، كما نقلت على نفس الموقع في اليوم السابق الاثنين تصريح رئيس تحريرها أن أحد المصادر غير الرسمية أكد ارتفاع سعر السولار خلال أسابيع أو شهور قليلة من العام الحالي، متابعًا: «نحتاج معجزة لمنع ارتفاع سعر السولار وبقية الخدمات، لكن أظن أننا سائرون في هذا الطريق» وأن الزيادة المتوقعة للسولار وفقًا للمصدر قد تصل إلى 225 قرشًا، أو 250 قرشًا للتر الواحد.
التعليق:
رغم كل الثروات والموارد التي تملكها الكنانة إلا أننا نرى فيها شعبا فقيرا معدما، أفقره الحكام العملاء لما نهبوه وما سلموه لسادتهم من هذه الثروات، إلا أن هؤلاء الحكام ومن خلفهم سيدتهم أمريكا لم يشبع حقدهم من دماء الأمة وثروتها التي دأبوا على امتصاصها، فأبوا إلا أن يمتصوها إلى آخر قطراتها من دماء أهل الكنانة الفقراء وقوت أولادهم.
إن أي زيادة في أسعار الطاقة سواء أكانت الكهرباء أو البنزين أو السولار أو الغاز كلها تعود على أهل الكنانة فيدفعون هذه الزيادات من أقواتهم زيادة في أسعار السلع والخدمات، بينما هذه الأشياء هي كلها ملك لهم في الأصل تديرها الدولة لصالحهم، وواجب الدولة أن توصلها لهم جميعا على حد سواء، إلا أن هذا مستحيل في البلدان التي تحكمها الرأسمالية النفعية الجشعة التي أعطت أصحاب رؤوس الأموال حق تملك تلك الثروات واحتكارها دون باقي الناس، فقط يمكن حدوث هذا في دولة الخلافة على منهاج النبوة، لأنها وحدها التي تنظر للناس نظرة صحيحة مبنية على وحي الله عز وجل، لا تفرق بينهم على أساس لون أو دين أو عرق أو طائفة أو غنى أو فقر، وتحرص على رعايتهم جميعا على حد سواء كما تحرص على إحسان توزيع الثروة بينهم فيكون تداولها بين الجميع وليس الأغنياء فقط.
يا أهل الكنانة! إن الرأسمالية التي حكمتكم لعقود خلت أذاقتكم فيها الويلات حتى خرجتم عليها وعلى أدوات تنفيذها من حكامكم عملاء أمريكا في ثورة يناير، فخرجتم مطالبين بالحرية والكرامة والعدل، وكان طموحكم في تحسين أوضاع معيشتكم، إلا أن هذه الثورة ورغم صدقها لم تحمل مشروعا واضحا لعلاج مشكلات الكنانة المزمنة، ولم يكن لها قيادة واضحة واعية على مؤامرات الغرب والتفافه لسرقة الثورة، فكان ما رأينا من ارتداد لما هو أسوأ من أيام المخلوع مبارك بنفس رجالاته ونفس عمالتهم وخستهم لأعدائكم وأعداء أمتكم.
يا أهل الكنانة! إن حقوقكم كثيرة وما يعطيه لكم نواطير الغرب من حكام بلادكم فتات منها وهم غير مشكورين عليه، فحقوقكم وما يجب أن تنعموا به أكبر وأفضل بكثير مما تطمحون إليه إلا أنهم لن يوصلوا لكم شيئا من هذه الحقوق طالما هم في أماكنهم وعلى عمالتهم لأمريكا رأس الكفر، فاخرجوا كما خرجتم في السابق واحملوا معكم هذه المرة مشروعا يعبر عنكم واجعلوا لكم قيادة واعية على مؤامرات الغرب تقود حراككم وتوجه مسيرتكم وبينكم إخوانكم في حزب التحرير يحملون ما يحقق لكم كل ما ترجون وتطمحون، فكونوا معهم واحملوه معهم، ففيه والله خيركم وعزكم وعز الأمة كلها معكم.
يا أهل الكنانة! إن بلادكم غنية وفيرة الثروة ولا تحتاج إلا لمن يديرها إدارة صحيحة دون ارتباط بالغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا، بمعنى أن ثروات الكنانة تحتاج إلى سلطة تنعتق من التبعية والعمالة لأمريكا حتى تديرها إدارة صحيحة وتوصلها إليكم وترعاكم بها على الوجه الصحيح والمثالي، إلا أن هذا لن يحدث إلا إذا انطلقت هذه الإدارة بنظام مختلف عن النظام الرأسمالي ولا يصلُح لكم ولا يصلِحُ حالكم إلا ما ينبثق عن عقيدتكم وما أتى من وحي الله عز وجل؛ خلافة على منهاج النبوة، وهي ما يحملها لكم حزب التحرير، فهي فقط ما يحقق لكم الكرامة والحرية والعدالة وما تطمحون إليه من تحسين أوضاع معيشتكم، فدولة الخلافة في أصلها دولة رعاية ترعى وتعطي وتمنح ولا تجبي ولا تأخذ ولا تمنع، وحسبنا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما شكره رجل على عطاء مما يوزع من بيت مال المسلمين فقال: "ما بال هؤلاء نعطيهم حقهم فيظنونه منة مني عليهم؟!"، فهذا حال الحاكم في دولة الإسلام لا فرق بينه وبين رعاياه، فإذا جاعت الرعية كان أول من يجوع وإذا شبعت كان آخر من يأكل، لا يستأثر بشيء من حقوقهم لنفسه دونهم لأنه يعلم أن الله سائله عنهم وعنها ومحاسبه عليها وعلى تقصيره في حقوق هذه الرعية، وعلى الأمة أن تحاسبه على ذلك دون تقصير في المحاسبة على أساس أحكام الشرع التي تلزم الراعي والرعية، هذا هو ديننا وما فيه من أحكام تكفل العدل للجميع بلا استثناء وقد جربناه ما يزيد على ثلاثة عشر قرنا من الزمان، نموذج فريد في نوعه وإن شابه فترات من إساءة التطبيق إلا أنها لا تستوي أبدا مع إحسان تطبيق الديمقراطية الرأسمالية العفنة فهي الظلم بعينه وإن أحسنوا تطبيقها.
فيا أهل الكنانة! لا خلاص لكم إلا بالخلافة على منهاج النبوة ترفع عن كاهلكم أعباء الرأسمالية وأدواتها وتنعتقون بها من ربقة الغرب الكافر وتنهي عقود نهبه لثرواتكم وخيراتكم وامتصاص دمائكم، فكونوا لها جندا مخلصين وأنصارا منصورين وحرضوا أبناءكم في جيش الكنانة على نصرتها وإقامتها تفوزوا في الدنيا بها وبرغد عيشها وتفوزوا في الآخرة بجنة عرضها السماوات والأرض وتكون لكم الكرامة فيها بنصرة الله ورسوله واعلموا أنها آتية بكم أو بغيركم تحقيقا لوعد الله وبشرى نبيه e، فلتكن بكم أنتم قبل غيركم فتفوزوا فوزا عظيما، فلن يستوي العامل لها بالمصفق لها حال قيامها، فكونوا أنتم العاملين لها تكن لكم الكرامة والعزة في الدنيا والآخرة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
أكرمكم الله بالخير وبارك مسعاكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم