الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وزير الإرشاد.. يتبع سنن أمريكا وبريطانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وزير الإرشاد.. يتبع سنن أمريكا وبريطانيا

 

 

 

الخبر:

 

أوردت صحيفة الصيحة الصادرة في الخرطوم صباح الأربعاء 2016/08/17م، خبراً تحت عنوان: (وزير الإرشاد: الخطاب الديني بالأسواق مادة فاسدة ومخالفة للشريعة)، وجاء في متن الخبر ما نصه: (أعلن وزير الإرشاد والأوقاف عمار ميرغني نية وزارته إصدار قرار (لتنظيم) العمل الدعوي بالمساجد، بحيث يمنع الحديث فيها إلا بعد أخذ إذن مسبق، كاشفاً عن إجراءات تتخذها وزارته، بالتعاون مع المجلس الوطني، والأجهزة الأمنية (والعدلية)، لتطبيق قرار منع الحديث الديني في الأسواق، والأماكن العامة، معتبراً الخطاب الديني في هذه الأماكن العامة مخالفاً للقرآن الكريم، وواصفاً إياها بالفاسد).

 

التعليق:

 

تصر وزارة (الإرشاد) السودانية، وعلى رأسها وزيرها عمار ميرغني على مناطحة الأمة الإسلامية، ومخالفة كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة رسوله e، تماشياً مع الحملة الأمريكية للقضاء على الإسلام، والتي من عناوينها محاربة الإرهاب والتطرف، ففي الوقت الذي شهدت فيه العاصمة السودانية الخرطوم يوم الخميس 18 آب/أغسطس 2016م، انعقاد ورشة عمل موسعة حول "دور الخطاب الديني في التصدي لظاهرة الإرهاب"، بمشاركة الجامعة العربية، وعدد من وزراء الإعلام العرب، وممثلي المؤسسات الإعلامية العربية، وتأتي هذه الورشة تنفيذا لقرار مجلس وزراء الإعلام العرب الصادر في 25 أيار/مايو 2016م في إطار تنفيذ التوجيهات الأمريكية الإرهابية لمحاربة الإسلام، ها هو وزير الإرشاد ينشط هذه الأيام في إصدار عدد من القرارات اتباعا لسنن أمريكا بريطانيا، خدمة للحملة التي يقودها بارونات البيت الأبيض لمحاصرة المد الإسلامي، ومحاولة خنق الأصوات التي تدعو لتحكيم الإسلام من خلال تجفيف منابع التعبئة في الأمة، وملاحقة الخطاب الإسلامي أينما وجد بغية اجتثاثه.

 

وحيال هذه القرارات؛ التي تعتبر عربدة شيطانية، تمارسها وزارة الإرشاد، فإننا نذكر الجميع بالحقائق التالية:

 

أولاً: إن الدعوة إلى الله عز وجل سواء أكانت في الطرقات، أو في الأماكن العامة، أو الخاصة، هي فرض على كل مسلم ومسلمة، وهي أشرف عبادة يباشرها المسلم، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾، فالدعوة إلى الله هي أحسن كلمة تقال في الأرض، وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء مع العمل الصالح...

 

ثانياً: إن الدعوة إلى الله هي مهمة الأنبياء والرسل، ويأتي من بعدهم من انتدبهم الله لهذا الأمر من العلماء والدعاة، ولنتأمل كيف أن الله سبحانه وتعالى قد أمر نبيه eبالقيام بهذا الأمر على سبيل الإلزام لا الندب، ويبرز ذلك من خلال قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾. ولقد عرف النبي eحقيقة الأمر فقام إلى الدعوة ولسان حاله يقول: مضى عهد النوم، وما عاد منذ اليوم إلا السهر والتعب، والجهاد الطويل الشاق والدعوة إلى الله عز وجل. إنه رسول الله قائدنا وقدوتنا، فكيف يطالبنا هذا الوزير بالنوم على خطوط النار، ونحن ننتمي لأمة الحبيب المصطفى e؟! كيف يطالبنا الوزير بالتوقف عن الدعوة إلى الله ونحن أمة تعاني الاستعباد والاستعمار بكل أشكاله؟! فأنى لنا التحرر إذا لم نتواصل مع الأمة تفاعلاً وتعبئة وتوعية وتذكيراً لدينها في كل مكان متاح؟َ!

 

ثالثاً: إن الهدف والغاية من الدعوة إلى الله هي: هداية الخلق إلى عبادة الله تعالى، وتعريفهم بما في الرسالة الإلهية من أوامر ونواهٍ، وشرائع وتنفيذها عليهم؛ لأن الله تعالى يقول لنبيه e: ﴿يا أيها المدثر * قم فأنذر﴾، والإنذار هو أظهر ما في الرسالة، فهو تنبيه للخطر القريب الذي يترصد الغافلين السادرين في الضلال وهم لا يشعرون، وفيه تتجلى رحمة الله بالعباد وهم لا ينقصون من ملكه شيئاً حين يضلون، ولا يزيدون في ملكه شيئاً حين يهتدون؛ غير أن رحمته سبحانه اقتضت أن يمنحهم كل هذه العناية ليخلصوا من العذاب الأليم في الآخرة.

 

إن أمريكا وربائبها يعلمون خطورة الدعوة إلى الله على نفوذهم في المنطقة، ولهذا يتحركون للصد عن سبيل الله، فهم لا يريدون هداية الناس وإنما يريدونهم خدما وعبيداً في مجتمعات رأسمالية علمانية يفصل فيها الدين عن السياسة في حياة الناس.

 

رابعاً: إن محاربة الإسلام وحملته، والحيلولة دون وصول الثقافة الإسلامية للناس، هو مخطط أمريكي للحيلولة دون ظهور الأمة مرة أخرى على الشعوب والأمم، لأن الاتصال الحي بالجماهير هو الذي يوجد الوعي، ويمكّن من تنظيم صفوف الأمة الإسلامية، وقيادتها بفكرة مبدئية تخلصهم من هذا الواقع الرأسمالي المرير، وهذا ما تخشاه أمريكا وأدواتها، ولذلك تسخر عبيدها في المنطقة لتقوم بهذا الدور الخبيث نيابة عنها.

 

خامساً: إن أكبر دليل على أن وزير الإرشاد يسترشد بمنهج الشيطان وليس القرآن، هو تلك الفلسفة التشريعية التي يستند إليها لمعرفة الخير والشر وكيفية استنباط القوانين، فقد ذكر الوزير أنه سيتم تطبيق القانون وأنهم سيرون هل وجد القانون حالة رفض من جماهير كثيرة في الأمة، فإذا كان عدد الرافضين كثيراً يقول الوزير عندها سنبطل قرار عدم التحدث في المساجد ونعتبره مرفوضاً جماعياً!

 

إن هذه المنهجية في سن القوانين والتشريعات هي التي نرفضها لأنها مخالفة صريحة لكتاب الله وسنة رسوله، فالقوانين والتشريعات في الإسلام لا تؤخذ بأغلبية الأصوات وإنما بقوة الدليل، هذا لأن (سعادة) الوزير يسترشد بدين غير دين الإسلام، ولهذا نحن نرفض الخضوع لكل الأديان الوضعية ونرفض ما يفعله بيادق أمريكا في المنطقة، وندعو لخلع هذا النظام الموالي لأعداء الأمة وإقامة نظام الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، نقيمها على أنقاض النظام العلماني الذي يبشر به الوزير، ولمثل هذا فليعمل العاملون.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ/ عصام أحمد أتيم

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالسبت, 20 آب/أغسطس 2016

وسائط

3 تعليقات

  • om raya
    om raya السبت، 20 آب/أغسطس 2016م 16:06 تعليق

    جزاكم الله خيرا

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 20 آب/أغسطس 2016م 09:07 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija السبت، 20 آب/أغسطس 2016م 08:31 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع