الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

الخبر:

 

إن حظر لباس البحر الذي ترتديه بعض المسلمات والذي يغطي كامل الجسم قد هيمن على عناوين الأخبار خلال الأسبوعين الماضيين. وقد قامت حوالي 30 مدينة بحظر هذا اللباس على شواطئها، وقد ربط بعض رؤساء البلديات الحظر بهجوم الشاحنة في 14 تموز/يوليو في نيس الذي أودى بحياة 86 شخص وقتل كاهن كاثوليكي قرب روان من قبل المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية.

 

رد فعل الجالية المسلمة تجاه حظر (البوركيني) غير كاف

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

إن حظر لباس البحر الذي ترتديه بعض المسلمات والذي يغطي كامل الجسم قد هيمن على عناوين الأخبار خلال الأسبوعين الماضيين. وقد قامت حوالي 30 مدينة بحظر هذا اللباس على شواطئها، وقد ربط بعض رؤساء البلديات الحظر بهجوم الشاحنة في 14 تموز/يوليو في نيس الذي أودى بحياة 86 شخص وقتل كاهن كاثوليكي قرب روان من قبل المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية.

 

يبدو أن الجدل حول لباس البحر لكامل الجسم سيستمر بعد أن قال عدد من رؤساء البلديات بأنهم سيتجاهلون قرار يوم الجمعة من قبل المحكمة الإدارية العليا للبلاد والذي يعلق الحظر في مدينة واحدة من الريفييرا الفرنسي. إن رؤساء البلديات الذين يطعنون بالحظر سيدعمون من قبل نيكولا ساركوزي، الرئيس المحافظ السابق الذي أدخل الحظر الفرنسي للنقاب قبل خمس سنوات.

 

إن مثل هذا الهجوم على ما يظن أنه لباس إسلامي يبرر وبشكل طبيعي الاستجابة الكبيرة من الجالية الإسلامية في أنحاء العالم. وقد أعرب العديد من الإخوة والأخوات عن ازدرائهم من هذا الحظر على وسائل التواصل الإلكتروني فضلاً عن الظهور في وسائل الإعلام الوطنية، وتم تسليط الضوء على نفاق الدولة الفرنسية في انتهاك الحريات الشخصية للمسلمين في ارتدائهم لما يريدون على الشاطئ.

 

التعليق:

 

بينما يمكن للعالم بوضوح مشاهدة المعايير المزدوجة في فرنسا، هنالك العديد من القضايا في طريقة معالجة المسلمين لهذه القضية. أولاً، إن هذا الثوب ليس لباساً شرعياً، ولا يجب الدفاع عنه لأنه لا يطابق مواصفات اللباس الشرعي الذي أوجبه الشرع على المرأة المسلمة. أما ثانياً، فإن سباحة النساء المسلمات في مثل هذه الملابس على شاطئ مختلط أمام الآخرين حرام. ولذلك فإن هذه المسألة من بدايتها لا تتعلق بشكل مباشر مع الإسلام نفسه، بل مع الطريقة التي تختارها بعض النساء المسلمات لممارستها.

 

علاوةً على ذلك، فإنه في أعقاب هذا الحظر قد فشلت أيضاً الردود من الجالية المسلمة في إدراك السبب الجذري لمثل هذه الهجمات ضد أي شيء ينظر إليه على أنه من الإسلام. وقد دافع العديد من النشطاء عن حرية المرأة في ارتداء مثل هذه الملابس، إن هذا القول هو الصفة المميزة لجميع المجتمعات الحديثة المتسامحة. ومع ذلك فإن قيمة الحرية عندنا بصفتنا مسلمين ليست بالشيء الذي نستخدمه أو نتكل عليه للدفاع عن تصرفاتنا وأعمالنا. وإذا قبلنا بقيمة الحرية ومفهومها، فإنه يتوجب علينا أيضاً أن ندافع عن حق الآخرين في التعري، وهذا لا يمكن أن يتفق وينسجم مع الفهم الإسلامي للحياة.

 

ومع هذا فإن هذه الرسالة ما زالت تمضي دون أن يلاحظها المسلمون الذين شاركوا في الاحتجاجات، مثل الذي حدث في لندن، حيث دعي الناس لإحضار اللباس، ومع ذلك أرادوا دعم الحرية. وقد قدمت المقالات والمقابلات من قبل العديد من النساء المسلمات البارزات، اللواتي أكدن مراراً وتكراراً على حرية النساء في اختيار طريقة لباسهن، وعلى وجوب حماية ذلك.

 

إن الرد الصحيح منا كوننا مسلمين على هذه القضية يكون بإظهار نفاق فرنسا التي أصبحت سعيدة في انتهاك قيمتها الخاصة للحرية في معركتها الأيدولوجية ضد الإسلام. إلا أنه لا يجب علينا محاولة الدفاع عن زي البحر هذا تحت ذريعة تلك القيم. وبدلاً من ذلك، علينا إدراك أن هذا جزء من أجندة أوسع، لتشويه صورة الإسلام والمسلمين وذلك لإضفاء الشرعية على الإصلاح في العالم الغربي. بالإضافة إلى ذلك، فإن علينا أن ندرك أن رواية الإسلام المتشدد هي من صنع الغرب لتتمكن الحكومة الفرنسية من مواصلة حملاتها العسكرية في الخارج، وعلى وجه الخصوص في حربها في سوريا تحت ذريعة مكافحة تنظيم الدولة . فمن المعروف أن الهجمات الغربية لا تستهدف فقط تنظيم الدولة بل أيضاً تستهدف جماعات أخرى في محاولة لسحق الثورة الصادقة للأمة.

 

إلى أن ندرك السياق الأوسع من هذه الهجمات، فإن استجابة الجالية المسلمة ستكون دائماً غير كافية وستفشل في تنوير الأمة كما الحال في السبب الجذري لهذه الكراهية.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عائشة حسن

آخر تعديل علىالإثنين, 05 أيلول/سبتمبر 2016

وسائط

3 تعليقات

  • om raya
    om raya الثلاثاء، 06 أيلول/سبتمبر 2016م 16:15 تعليق

    جزاكم الله خيراو بارك جهودكم

  • إبتهال
    إبتهال الثلاثاء، 06 أيلول/سبتمبر 2016م 09:19 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الثلاثاء، 06 أيلول/سبتمبر 2016م 08:07 تعليق

    بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع