الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كفى بالموت واعظاً أيها الطغاة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كفى بالموت واعظاً أيها الطغاة!

 

الخبر:

 

أعلن التلفزيون الرسمي في أوزبيكستان يوم الجمعة 2016/9/2 وفاة الرئيس إسلام كريموف عن عمر ناهز (78 عاما) بعد أن تدهورت صحته إثر نزيف في الدماغ. وكان كريموف قد حكم البلاد بقبضة من حديد مدة 25 عاما.

 

التعليق:

 

رحل كريموف بعد ربع قرن من الحكم بسياسة الحديد والنار، رحل ولم يخلف وراءه سيرة حسنة نذكره بها، رحل وترك شعبه وعامة المسلمين فرحين بموته بدل أن يطلبوا له الرحمة ويتمنوا أن يكون مصيره الجنة، تركهم فرحين لأن الله قد خلصهم من طاغية كانت سنوات حكمه عجافاً، عانوا خلالها من الظلم والقهر والتضييق والملاحقة والقتل والقمع والتعذيب والاضطهاد، وسنتذكر هنا حديث الرسول ﷺ الذي يقول فيه: «شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم».

 

لقد عُرف كريموف بحقده وكرهه للإسلام والمسلمين، حيث قام بإغلاق غرف الصلاة في الأسواق، وقام بحظر الوضوء في الأماكن العامة، وفي عهده حظر بيع اللباس الشرعي، وأصبحت حرائر أوزبيكستان يجلسن في بيوتهن خوفا من نزع الخمار عن رؤوسهن في الشوارع، وكل من لم تستجب لطلب قوات الأمن بخلع الخمار كانت تفرض عليها غرامة مالية وتسجن، وفي عهد المجرم كريموف أيضاً حظر على الرجال إطلاق اللحى، وأغلقت الكثير من المساجد وحول عدد منها إلى مستودعات و"كازينوهات" واستراحات ومصانع تابعة للحكومة - تماماً كما كانت في عهد الشيوعية بالأمس القريب، والمساجد التي سلمت من الإغلاق لم تسلم من اعتقال ومطاردة الأئمة الصادقين والعلماء الربانيين، كما وأغلقت في عهده أيضاً المحلات التجارية التي تباع فيها الكتب الإسلامية.

 

هذا إضافة إلى المجازر التي كان يرتكبها بحق المسلمين هناك والتي كان من أبرزها مجزرة أنديجان المروعة في 13 أيار/مايو 2005 التي قام بارتكابها بالتعاون مع الرئيس الروسي بوتين، وذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء دون تمييز بين الرجال والنساء والأطفال.

 

أما على صعيد ملاحقة الجماعات الإسلامية ولا سيما حزب التحرير، والتضييق على أفرادها (رجالاً ونساء) وملاحقتهم وتعذيبهم وأهليهم حتى بات الداخل إلى سجون كريموف مفقوداً والخارج منها مولوداً، هذا إن خرج حياً على قدميه ولم يخرج على حمالة الموتى، فكم من شهيد قضى تحت التعذيب في سجون الطاغية! وبما أن المقام لا يتسع للحديث بشكل مفصل عن سجون كريموف وما كان يلاقيه المسلمون فيها، فإننا نورد بعض أنواع التعذيب التي كان يتعرض لها المعتقلون وأهلهم حسبما ذكرها موقع (أوزبيكستان المسلمة) لنعطي ولو صورة بسيطة عن بطش هذا النظام وجبروته وسعيه الحثيث لمنع انتشار الإسلام، وعودة الخلافة استجابة لإملاءات الدول الغربية ولا سيما روسيا وأمريكا.

 

فمن أساليب التعذيب في سجون كريموف: إلباس السجناء أقنعة الغاز وخنقهم بها، وصب المياه المغلية على أجسادهم عامة وعلى أعضائهم الحساسة خاصة، وقلع الأظافر، وإشعال النار بالولاعة في مناطق حساسة بالجسد، والصعق والتعذيب بالكهرباء، وحقن السجناء بالأمراض المعدية والفتاكة، وفي بعض الأحيان عندما كان الأهالي يستلمون جثامين أبنائهم يجدون صدروهم مشقوقة من نحورهم إلى أسفل بطونهم وقد استخرجوا منها أعضاءهم لبيعها!

 

ونتذكر في هذا المقام ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حيث كان يذكّر نفسه بالموت قائلاً: "كفى بالموت واعظاً يا عمر"، نعم كفى بالموت واعظاً أيها الطغاة المتجبرون في الأرض، لو كنتم تعقلون، فعاجلاً أو آجلاً ستهلكون، وستقفون بين يدي الملك الجبار وسيسألكم عن كل ما اقترفته أيديكم من أعمال في الحياة الدنيا، فكفى بالموت واعظاً يا بشار ويا سيسي ويا حسينة ويا كل الطغاة والفراعنة في هذا العصر، فاليوم عمل بلا حساب، وغداً حساب بلا عمل. يقول تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ

 

لقد دفن كريموف في سمرقند التي كانت شاهدة على عظمة الإسلام وعلى انتشار دعوته عبر التاريخ حتى وصلت إلى هذه البلاد البعيدة، وفي ذلك رسالة ضمنية مفادها أنه عبر العصور والأزمان رحل كل الطغاة والمتجبرون الذين وقفوا في وجه الإسلام وحملة دعوته، وبقي الإسلام موجوداً وما زال ينتشر في بقاع الأرض، فها قد رحل كريموف كما رحل كل من وقف في وجه الرسول ﷺ وصحابته الكرام وبقي الإسلام في عقول وقلوب أهل آسيا الوسطى وأهل أوزبيكستان خاصة، وها قد رحل كريموف وبقيت الدعوة للخلافة على منهاج النبوة قائمة وما زال حملتها يصلون ليلهم بنهارهم لإقامتها وتحقيق وعد رب العالمين وبشرى رسوله الكريم ﷺ، ونسأله تعالى أن يكون ذلك قريباً.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أختكم براءة مناصرة

 

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 06 أيلول/سبتمبر 2016

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع