تدرُّج أردوغان في الخيانة:

من الخُطب الرنانة الفارغة إلى التنسيق التام مع أعداء ثورة الشام!!

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، خلال كلمة له ألقاها على هامش قمة العشرين المنعقدة في مدينة "هانغزو" الصينية، إنه قدم مقترحاً لكل من روسيا والولايات المتحدة لإقامة منطقة حظر جوي شمال سوريا. وأكد أن كلاً من أنقرة وموسكو وواشنطن، يعملون الآن للإعلان عن منطقة حظر جوي في الشمال السوري، في إشارة منه إلى المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة على طول الشريط الحدودي مع تركيا، بدعم من الجيش والمقاتلات التركية ضمن عملية أطلق عليها "درع الفرات". (المصدر: الاتحاد برس)

 

التعليق:

 

إن تخاذل تركيا وتآمرها مع أمريكا ضد ثورة الشام في ظل النظام العلماني بقيادة أردوغان ليس جديدا. فقد كان أردوغان ينفذ أجندة أمريكا ومخططاتها بدقة منذ بداية الثورة المباركة التي انطلقت من عقر دار الإسلام وصدحت من اللحظة الأولى معلنة: "هي لله... هي لله". حيث ادعى أردوغان دعمه وتأييده لهذه الثورة المباركة ووقوفه مع أهل الشام ضد ظلم الطاغية بشار وإجرامه، بينما كان يلعب دور تأمين النظام البديل العميل لأمريكا ومنع المخلصين من إيصال الإسلام إلى الحكم.

 

فخُطب أردوغان الرنانة وخطوطه الحمراء وتهديداته الفارغة ضد النظام المجرم في سوريا لم تتحول يوما ما إلى أفعال تردع نظام الطاغية بشار أو تنصر أهل الشام المسلمين من القتل والتشريد والإجرام التي فاقت حد التصور. بل إن الأيام قد أثبتت زيف وعود أردوغان وفضحت خيانته لأهل سوريا الصامدين وأكدت شدة عمالته لأمريكا عدوة الإسلام، وسعيه مع دول الغرب الاستعمارية في إجهاض الثورة ومنع قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

وها هو أردوغان بأوامر أمريكية قد خرج من مرحلة الخداع والتخاذل عن نصرة أهل الشام بعدم تحريك جيش أو حتى إصبع ضد هذا النظام المجرم، وانتقل إلى مرحلة جديدة من الخيانة في وضح النهار بإقامة علاقات صداقة وتعاون والتنسيق العلني مع ألد أعداء الأمة، مرورا بفتح قواعده لطيران التحالف بدعوى محاربة (الإرهاب) ليقصف ويقتل المسلمين المظلومين، وبالتنازلات المذلة أمام ألد أعداء الثورة، روسيا والتطبيع معها، وتدخله العسكري في سوريا، ليس تخليصا للمسلمين من السفاح بشار وإنما لقتلهم بحجة قتال ما تسميها "المنظمات الإرهابية"، إلى أن تنتهي به الخيانة إلى التصالح مع النظام المتهالك لإنقاذه ووأد الثورة ومطالبها الإسلامية.

 

إن التعاون التركي الروسي الأمريكي فيما يتعلق بإقامة منطقة حظر جوي في الشمال السوري، ودعم مقاتلاتها لما يطلق عليها عملية "درع الفرات"، هي ثمار السياسة الأمريكية في إدخال تركيا بدور فاعل في الأزمة السورية. وهي كلها تهدف نحو المحافظة على النظام ومنعه من السقوط بإضعاف الثوار وحصارهم بعيدا عن مركز النظام في دمشق، خاصة بعد ما جرى في حلب وفك حصارها، وإخضاعهم للحل الخياني الأمريكي. وتقوم تركيا برئاسة أردوغان بهذا الدور الخياني الجديد بكل إخلاص وتفان!

 

إن أردوغان يوالي أعداء الله ويحفظ مصالحهم وينفذ خططهم، ويعادي أولياءه الداعين إلى إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقد آن لأهل تركيا بأن يطيحوا به وبنظامه العلماني ويعملوا مع المخلصين على إقامة حكم الله في الأرض، بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاطمة بنت محمد