الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
قمة تيكاد: استمرار النهب الرأسمالي لثروات أفريقيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قمة تيكاد: استمرار النهب الرأسمالي لثروات أفريقيا

 

(مترجم)

الخبر:

 

غطت وسائل الإعلام الكينية على نطاق واسع مؤتمر طوكيو الدولي السادس للتنمية في أفريقيا (تيكاد) والذي استضافته العاصمة الكينية نيروبي يومي 27 و28 آب/أغسطس عام 2016. وقد انضم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لـ 36 رئيسًا أفريقيًا بالإضافة إلى 10000 مندوب لنحو 74 منظمة إقليمية ودولية. وتعتبر هذه أول قمة تيكاد يتم عقدها في أفريقيا، وقد صفت بأنها علامة فارقة في اقتصاد القارة. وقد اختتمت القمة بإعلان يعرف باسم إعلان نيروبي الذي أشار إلى التحديات الرئيسية التي تواجه أفريقيا منذ عام 2013. وهذه التحديات هي: انخفاض أسعار السلع العالمية و(الإرهاب) والتطرف العنيف. وقد تمت الإشارة إلى أنه على الرغم من أن أفريقيا حققت بعض التقدم؛ غير أن هذه التحديات قد سببت مزيدًا من العثرات في طريقها نحو التنمية. وقد اقترح المندوبون في توصياتهم بدائل اقتصادية زرقاء وخضراء لأفريقيا. أما بخصوص التعامل مع (الإرهاب)، فقد حث المندوبون الحكومات الأفريقية على العمل من أجل إيجاد الاستقرار العائلي في أوساط الأسر الفقيرة.

 

التعليق:

 

أطلقت اليابان مؤتمر تيكاد في عام 1993 في محاولة لتعزيز التنمية والسلام والأمن في أفريقيا، من خلال تعزيز علاقات الشراكة والتعاون متعدد الأطراف. وعادة ما تقوم الحكومة اليابانية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والأمم المتحدة للتنمية بعقد مؤتمرات هذه القمة كل ثلاث سنوات. ويزعمون أن مؤتمرات تيكاد وعلى مدى السنوات الـ 20 الماضية قد تطورت نحو جهود هائلة لحشد وإدامة الدعم الدولي من أجل التنمية في أفريقيا وفقا لمبادئ "الملكية" الأفريقية و"الشراكة" الدولية.

 

وقد تردد صدى كلمات رؤساء الدول الأفريقية خلال القمة في وسائل الإعلام أن أفريقيا قد حققت تقدما حقيقيًا في القطاعات الاقتصادية. إن هذا لا يعبر عن أي شيء سوى عن الكيفية التي تقوم بها وسائل الإعلام الرأسمالي بترديد الكذب والتضليل المرة تلو الأخرى فقط حتى يظن الناس أنه حقيقة. لذلك لم تكن مفاجأة أن نعرف من خلال وسائل الإعلام أن المؤتمر قد حقق لأفريقيا الكثير من المكاسب. وقد أثبت المؤتمر بشكل واضح أن أفريقيا ما زالت ترزح تحت نير القوى الاستعمارية. وقد صُنعت الحكومات الأفريقية لتعتمد على القروض والمنح الخارجية لتخدع شعوبها. إنه من العار بشكل رهيب أن يتم الاعتماد في بناء الطرق والمستشفيات والجامعات في أفريقيا على المساعدات الخارجية والتي قد حاصرت اقتصاد القارة الأفريقية بالديون مدى الحياة. إن هذه القروض والمنح ليست سوى أدوات استعمارية لنهب الموارد الهائلة في أفريقيا!

 

إن سياق الاستثمار الأجنبي والتعاون معه والذي يُذكر غالبًا باعتباره وسيلة فعالة لتعزيز الاقتصاد في أفريقيا إنما هو في الحقيقة ضغط على القارة لتركع وتستسلم للشركات الأجنبية متعددة الجنسيات والتي تنهب المواد الخام ومن ثم تستخدمها في إنتاج البضائع وتصديرها إلى السوق الأفريقية بسعر ثابت. ولذلك فإنه بانخفاض الأسعار ستتكبد الأسواق الأفريقية الخسارة وحدها. هذا بالإضافة إلى أنه يتم بيع المنتجات ذات الجودة العالية بأسعار مرتفعة. لذلك، فإن الموارد الطبيعية الأفريقية الضخمة هي السبب الرئيسي الوحيد الذي يجعل الشركات الغربية الكبرى تتهافت على القارة. واليوم، فإن أمريكا تستخدم اليابان في صراعها مع الصين على نهب ثروات أفريقيا. إن البدائل التي يتحدثون عنها مثل الاقتصاد الأخضر والأزرق هي مجرد تضليل لأفريقيا لأن الشركات الغربية الكبرى تستمر بإنتاج الغازات الضارة على الرغم من وجود بروتوكول كيوتو. أما فيما يتعلق بالإرهاب فإنه ذريعة جديدة لجلب الجيوش الغربية على الأراضي الأفريقية من أجل حماية الشركات الغربية والمصالح الاستعمارية الغربية. وينبغي أن نستوعب ونفهم بوضوح ما حدث في عملية ثعلب الصحراء في عام 2003، فقد قامت أمريكا وبريطانيا وبحجة أسلحة الدمار الشامل بغزو العراق ونهب نفطه.

 

إن قمة تيكاد تعد إحدى المحاولات الاستراتيجية الرأسمالية التي تُستغل لخدمة الرأسماليين الجشعين. ولا تعتبر هذه القمة المحاولة الغربية الأولى، فإن هناك أدوات قائمة بالفعل مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فقد أطلقا مبادرة في عام 1966 وتعرف باسم "البلدان الفقيرة المثقلة بالديون". وقد كانت هذه المبادرة تهدف لمساعدة 38 دولة من دول العالم الثالث التي تكافح بشكل دائم في دفع القروض. هذه هي الصورة الحقيقية للنظام الرأسمالي الذي يبني اقتصاده على الديون. ومن خلال الشروع في بدائل اقتصادية، يحاول الرأسماليون التغطية على فشل نظامهم الاقتصادي التام والذي يجب القضاء عليه.

 

إن المشاكل التي تعاني منها أفريقيا إنما هي نتيجة لغياب الإسلام ونظامه السياسي؛ دولة الخلافة الراشدة، فدولة الخلافة الراشدة ومن خلال نظامها الاقتصادي الفذ هي وحدها القادرة على إنقاذ أفريقيا والعالم بأسره من نير الرأسمالية التي تستمر بإدخال البشرية في أتون الأزمات والكوارث.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شعبان معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

 

آخر تعديل علىالأحد, 11 أيلول/سبتمبر 2016

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع