متى تتغيّر حال الشّباب المسلم فلا تكون نهايته كالبوعزيزي أو محسن فكري؟!!
- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
متى تتغيّر حال الشّباب المسلم
فلا تكون نهايته كالبوعزيزي أو محسن فكري؟!!
الخبر:
خرج آلاف المغاربة إلى الشوارع في مدينة بشمال البلاد يوم الاثنين لليوم الرابع احتجاجا على مقتل بائع سمك سحقا في شاحنة لجمع القمامة بعد مواجهة مع الشرطة أثناء محاولته استعادة أسماك صادرتها منه الشرطة.
وأدى مقتل محسن فكري في الحسيمة يوم الجمعة إلى أحد أكبر الاحتجاجات على مستوى البلاد منذ عام 2011 عندما نظمت حركة 20 فبراير مظاهرات تطالب بالإصلاح الديمقراطي مستلهمة انتفاضات الربيع العربي التي اندلعت في مختلف أرجاء المنطقة.
ويندر وقوع مظاهرات كبيرة في المغرب الذي يملك فيه الملك السلطة المطلقة. ونجح المغرب في تهدئة احتجاجات على غرار تلك التي شهدتها بلدان الربيع العربي عام 2011 من خلال الإصلاحات والإنفاق وتشديد الإجراءات الأمنية. بينما أطاحت تلك الاحتجاجات بحكام تونس ومصر وليبيا. (رويترز)
التعليق:
بهذه الحادثة عادت بنا الذّاكرة إلى محمّد البوعزيزي ذلك الشّابّ من تّونس الذي قام في 17 كانون الأول/ديسمبر عام 2010 بإضرام النّار في نفسه احتجاجاً على مصادرة السّلطات البلديّة لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حقّ الشرطيّة التي صفعته أمام الجميع. ورغم تباين الموقفين فالبوعزيزي قد أضرم النّار في نفسه بينما محسن فكري قد قضى سحقا في شاحنة لجمع القمامة، إلّا أنّ ما يجمع الحادثتين هو حالة الشباب التي تشكو الإهمال والتجاهل. شباب له من القدرات ما يجعله صانعا للتغيير، عنده من الطاقات ما يمكّنه من العمل لبناء مستقبل مشرق. لكن الواقع يصفعه بقوّة وبلا رحمة، كيف لا وأولو أمره حكّام ضرار عملاء جبناء لا يعملون إلّا على خدمة الكافر المستعمر الذي نصّبهم فلا يهتمّون بمن يحكمون ولا يرعون شؤونهم.
إنّ ما يعانيه الشباب من بطالة وفاقة وفقر يجعله يركب الصّعاب لتوفير لقمة العيش بعد أن أغلقت الأبواب للحصول عليها بعمل توفّره له الدولة. فهو بين خيارين أحلاهما مرّ: إمّا العمل وسط أجواء لا تضمن له كرامته فيعاني ظلما وتسلّطا وهضما للحقوق وتجاهلاً للقدرات، أو الهروب والهجرة إلى بلدان أخرى طمعا في الحصول على ما افتقده في بلاده.
ظاهرة متكرّرة في بلدان العالم العربي وخاصّة بلدان الرّبيع العربي التي شهدت ثورات شعوبها على الظلم والاستبداد ونادت بتغيير النظام. فأيّا كان هذا النّظام: رئاسياً أم برلمانياً أم جمهورياً أم ملكياً فهو وضعيّ بشريّ ناقص عاجز عن تأمين حاجات النّاس وتوفيرها، ومهما طال أو امتدّ عمره فهو إلى زوال ولن يدوم. والنّظام المغربي شأنه شأن كلّ الأنظمة العربية التي لن تدوم ولن يقبلها الناس لأنّه نظام قائم على القمع والهيمنة، وهو بعيد كلّ البعد عن عقيدة النّاس الذين لن يحيوا الحياة الكريمة إلا في ظلّها وبنظامها المنبثق عنها: نظام ربّ العالمين الذي كفل للنّاس أجمعين حياة الهناء والسّعادة التي فقدوها منذ أطبق النّظام الرأسمالي على أنفاسهم وأحياهم أذلّاء ضعفاء تحكمهم ثلّة عملاء مجرمين جبناء.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم
-
بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .