السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
(معاهدة) لوزان لم تكن انتصاراً، بل لقد كانت هزيمة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(معاهدة) لوزان لم تكن انتصاراً، بل لقد كانت هزيمة!

 

 

 

الخبر:

 

أقام الرئيس رجب طيب أردوغان حفل استقبال في يوم 29 تشرين الأول/ أكتوبر بمناسبة يوم الاحتفال بالجمهورية في المجمع الرئاسي. وقال الرئيس أردوغان، الذي تحدث في حفل الاستقبال، مؤكداً أن الجمهورية التي تأسست قبل 93 عاماً، هي رمز لتقدم الأمة والتي تمت محاولة محوها من التاريخ، "ليس علينا النظر إلى الجمهورية بشكل منفصل، بل على العكس تماماً، علينا أن ننظر لها على أنها استمرار لبداية جديدة وقوية".

 

التعليق:

 

استخدم الرئيس منذ ما يقارب الشهر هذه الكلمات في إحدى خطبه التي أدلى بها إلى زعماء القرى أو الأحياء المنتخبة في معاهدة لوزان: "ماذا فعلوا لنا في الماضي، لقد أظهروا لنا (معاهدة) سيفر عام 1920. بعد ذلك أقنعونا بـ(معاهدة) لوزان في عام 1923. وحاول البعض خداعنا من خلال تقديم لوزان على أنها انتصار. كل شيء واضح. نحن تنازلنا عن الجزر (يصرخ الرجل). هل هذا انتصار؟ وقد كانت تلك الأراضي لنا". قدم أردوغان هذا البيان بعد محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو حين كان العلمانيون يهاجمونه بشدة بسبب التحالف السابق بين حزب العدالة والتنمية وجماعة غولن. بهذا المعنى قال للعلمانيين، (تقريبا). ولكن أردوغان نفسه قال ونشر رسالة، وتحديداً بعد 9 أيام من محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو، أي في تاريخ 24 تموز/يوليو - الذكرى السنوية لمعاهدة لوزان: "لقد شهدت أمتنا العظيمة الانتصار الذي حققته من خلال إيمانها وشجاعتها وإيثارها مع معاهدة لوزان الدبلوماسية ونقلها إلى منصة القانون الدولي. هذا الاتفاق مثل سند الملكية لدولتنا التي تأسست حديثاً".

 

والآن قبل الخوض في التساؤلات عن هذه التناقضات. نرجع لبيان الرئيس أردوغان الذي قدمه في حفل الاستقبال يوم 29 والذي ذكر في الخبر، حيث اعتبر أردوغان أن الجمهورية هي رمز لتقدم الأمة والتي تمت محاولة محوِها من التاريخ، وقال: "لم تتوقف الجمهورية أبداً، بل إنها متواصلة مع بداية جديدة".

 

والآن، كيف حصل هذا التشويش؟ أولاً، السؤال هو، "هل (معاهدة) لوزان انتصار أم لا"؟ بالنظر إلى خطابه الذي ألقاه في 29 أيلول/سبتمبر 2016، إلى رؤساء القرى، لوزان ليست انتصاراً، بل هي هزيمة. حسناً تماماً، نحن نتفق... ولكن وفقاً للرسالة التي نشرت بمناسبة الذكرى السنوية لـ(معاهدة) لوزان في 24 تموز/يوليو 2016، فهو يرى أن (معاهدة) لوزان هي كسند الملكية للدولة التي تأسست حديثاً. ويقول إن نجاح شعب الأناضول قد تحقق من خلال الإيمان والشجاعة والإيثار الذي شهدته مع النجاح الدبلوماسي لمصطفى كمال وإينونو في لوزان. وأيضاً هو يبارك لأواخر المخططين لهذا النجاح. إننا نتساءل مجدداً، هل (معاهدة) لوزان انتصار أم هي هزيمة؟ إلى ماذا يقودنا هذا الوضع؟

 

بالعودة إلى القضية الأساسية السابقة (معاهدة) لوزان والجمهورية... وبعبارة أخرى، كيف وجدت (معاهدة) لوزان، وكيف تأسست الجمهورية.

 

في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1922، تم افتتاح مؤتمر لوزان. بينما كان حسين رؤوف أورباي قد عزم على حضور المؤتمر باسم الحكومة في أنقرة، قام مصطفى كمال بإرسال عصمت إينونو. قدم اللورد كيرزون، الذي يقود وفد الإنجليز، أربعة شروط في لقاءات سرية، وذلك لتمكين الأتراك من "الاستقلال". هذه الشروط هي: 1- الإلغاء التام والكلي لدولة الخلافة 2- نفي الخليفة 3- مصادرة جميع ممتلكات الخليفة 4- الإعلان على أن الدولة مبنية على أساس العلمانية.

 

من أجل تحقيق مطالب الإنجليز، وضع مصطفى كمال خطة للسيطرة على جميع القوى في البرلمان. لأنه يعلم أن جميع الممثلين لن يقبلوا اتفاقاً تحت هذه الشروط. في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1923 عندما تجمع البرلمان لحل أزمات الحكومة المصطنعة. قام مصطفى كمال إلى المنصة بعد أن سيطر على جميع القوى من خلال المؤامرات، وقال: "علينا تغيير هذا النظام. لقد قررت أن يكون النظام جمهورياً، والذي سيتزعمه رئيس منتخب". وعلى الرغم من احتجاج 40% من الممثلين على هذا القرار والامتناع عن التصويت، إلا أن حكومة أنقرة تحت حماية من الجنرال الإنجليزي السير هارينغتون نائب رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الاحتلال في البحر الأسود وتركيا والموالية للورد كيرزون قد أسست الجمهورية.

 

والآن، بالعودة إلى البداية، إن السؤال للرئيس أردوغان هو: ما هو تقدم الأمة الذي حصل في الجمهورية حين تأسست في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1923؟ هل هو تقدم الأمة التي أعدمت شنقاً في الساحات لأنها عارضت الانقلابات؟ أم هل هو تقدم الأمة التي ثارت ضد حكومة أنقرة عندما سمعت بإعلان الجمهورية؟ هل هو تقدم الأمة التي أعلنت أن مصطفى كمال وزملاءه الذين أسسوا الجمهورية وقضوا على الخلافة أنهم خونة؟ هل هو تقدم الشيخ سعيد وعاطف الاسكليبي ونيني خاتون الذين ضحوا في سبيل الخلافة والشريعة؟ أم هل هو تقدم الأمة التي تلعن الدين والقرآن في صالات اللعب المختلطة وعلى طاولات السُّكْر؟ أي تقدم هو؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمود كار

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

آخر تعديل علىالثلاثاء, 08 تشرين الثاني/نوفمبر 2016

وسائط

1 تعليق

  • khadija
    khadija الثلاثاء، 08 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م 15:57 تعليق

    أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع