- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
البشير ومدير مكاتبه يتبجحان بالعمالة والاسترزاق
الخبر:
نشرت صحيفة اليوم التالي السودانية وعلى مدى أربعة أيام متتالية حوارا فريدا من نوعه مع "رجل الملفات الرئاسية الفريق طه"، كما أسموه، ورد في ثناياه على لسانه: "... بعدها رافقت الرئيس أسياسي أفورقي في زيارة غير معلنة للسعودية..."، وبعدها يتحدث الرجل عن مرافقته لوزير الخارجية السعودي، فيقول: "... ومنها توجهت معه إلى جنوب أفريقيا وملاوي وزامبيا..."، ويقول: "ومرة أخرى سافرت مع الجبير بطلب منه، وزرنا عددا من الدول الأفريقية، منها كينيا وتنزانيا وأوغندا، ثم توجهت برفقته إلى عدد كبير من دول غرب إفريقيا، وعلى رأسها مالي والنيجر ونيجيريا وبنين والسنغال وموريتانيا ودول أخرى،... وأقول بكل بفخر إن الرئيس البشير كان وراء زيارة زهاء أربعين من القادة الأفارقة إلى المملكة".
وعن الاتصال بالأمريكان يقول: "بعد تلك الفترة تكررت زيارات المبعوث والقائم بالأعمال الأمريكي لي في بيتي بعلم السيد الرئيس... وأستحضر هنا أن مقابلتي الأولى مع المبعوث الأمريكي تمت في أبو ظبي سرا،... المهم أنني سافرت إلى أمريكا وقابلت كارتر في منزله..."
ويقول: "... الأمريكان متواصلون مع الرئيس عبري، ... الأمريكان ارتاحوا لهذا النهج لأنه سهل الأمور، وأدى لاستمرار التفاوض في أجواء صحية، خذوها مني: إذا ابتعد البشير عن الرئاسة فسيشكل ذلك الأمر كارثة للسودان".
أما البشير فيقول في لقائه المنشور بجريدة الشرق الأوسط يوم الخميس 26 كانون الثاني/يناير: "رفع العقوبات الأمريكية عن السودان كان وعدا قديما، حيث بدأت المحادثات بشأنه قبل عام 2000، بدأ بشرط واحد ولكن تلته شروط أخرى، فبدأت الطلبات بتوقيع اتفاقية سلام في جنوب السودان، فوقعنا الاتفاقية، غير أن واشنطن طالبت باتفاقية أخرى في دارفور،... وبالفعل عملنا اتفاقية في دارفور".
التعليق:
ما سبق هو غيض من فيض ما ورد في اللقاءين المذكورين آنفا لمدير مكاتب الرئيس السوداني ووزير الدولة الفريق أمن طه عثمان مع جريدة اليوم التالي السودانية والذي نشر على مدى أربع حلقات ابتداء من يوم 16 كانون الثاني/يناير، والمقابلة التي أجرتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مع الرئيس عمر البشير. يصيبك الغثيان وتتملكك الدهشة حينما تقرأ ما تقيأ به الرجلان في تلكما المقابلتين. مصدر الدهشة هو الوقاحة التي يتحدثان بها عن تنفيذهما لطلبات أمريكا المتجبرة الظالمة في فصل جنوب السودان وتهيئة دارفور للانفصال. ويأتيك الغثيان من التفاصيل التي يرويها المدعو طه عثمان عن اطلاع الرئيس على كل تفاصيل المحادثات أو بالأصح الأوامر التي كان يلقيها عليه المبعوث الأمريكي وكل من كلفته الإدارة الأمريكية بالاتصال بحكومة الخرطوم واستجابتها الفورية لتلك الأوامر، ويزداد غثيانك وأنت تقرأ مديحه لرئيسه وتزلفه له بشكل ساقط. لقاء المذكور بالجريدة تم بموافقة الرئيس كما ذكر طه، ويبدو أن الرجل أو كليهما أرادا إرسال رسالة لبعض الجهات داخل الحكومة والحزب الحاكم يبينان فيها أن طه هذا رجل أمريكا وهمزة وصلها داخل القصر فلا تمسوه بسوء فيحل عليكم غضبها، كما وأن الإعلان الوقح عن العمالة للأجنبي المستعمر الكافر قد يدفع ويشجع بعض ضعاف النفوس داخل النظام للارتماء في أحضانه وتنفيذ أمره، ألا ساء ما يعملون. إن فعل هؤلاء الرويبضات يزيد أهل الحق حماسة لتكثيف جهودهم مع المخلصين من أهل القوة والمنعة وسائر قطاعات المجتمع لدفع البلاد في اتجاه التغيير الصحيح لنيل خيري الدنيا والآخرة، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي