- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أهل الكنانة! إنه لن يعيد ثرواتكم التي ينهبها الغرب بتواطؤ من حكامكم
إلا الخلافة على منهاج النبوة
الخبر:
خبران متتاليان الأول نقلته روسيا اليوم على موقعها في 2017/2/14م، حول شراء شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية للطاقة، حصة في حقل "ظهر" المصري، من شركة "إيني" الإيطالية للتنقيب واستكشاف وتطوير حقول النفط والغاز، وتوقيع العقد بحضور رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل ووزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا. كما تحدث الموقع عن ممتلكات شركة إيني وتاريخها في مصر واحتياطي البترول الضخم في الحقل المباع. أما الخبر الثاني فهو ما نشرته جريدة المصري اليوم على موقعها مساء اليوم نفسه حول تصريح شركات نفطية كبرى، أنها تخطط لزيادة استثماراتها في مصر، متوقعة اكتشاف مزيد من النفط والغاز بعدما وضع كشف إيني لحقل الغاز العملاق ظُهر المياه المصرية في البحر المتوسط في دائرة الاهتمام.
التعليق:
بينما نرى أهل مصر وما هم فيه من فقر مدقع وعوز لا يخفى على ذي عينين، وبينما نرى ما يتسبب فيه النظام من أزمات تنذر بكوارث لا يعلم مداها إلا الله، نجد هذا النظام يمكن عصابات شركات الغرب الرأسمالية من التصرف في بلادنا وثرواتنا كما لو كانت ملكها، فتبيع وتشتري وتنقب وتبحث عن الثروات والخيرات في أراضينا تحت رعاية هؤلاء النواطير المسلطين على رقابنا، وها هو الغرب وعصاباته لم يكتفوا بما قد نهبوه فعلا من ثروتنا، وإنما يسعون لزيادة النهب والسلب لها وبشكل متسارع تحت سمع وبصر النظام وبمباركته وتقنينه لعمليات النهب المستمرة لثروات الكنانة.
إن شركات النفط التي تعمل في بلادنا ما هي إلا مؤسسات لصوصية عابرة للقارات، بنود تعاقداتها مع الدول هي بنود سرية غير معلنة لا تعرفها الشعوب صاحبة الحق الوحيد في هذه الثروات ولم تسمع عنها، بل تفاجأ بأنها مطالبة بسداد فواتير كبرى لتلك الشركات جراء استعمال النفط والطاقة المملوكة لهم أصلا.
يا أهل الكنانة! إن ثرواتكم الهائلة التي لا تعد ولا تحصى ومنها هذا النفط هي حقوق أصيلة لكم ولأبنائكم لا يجوز لكم التفريط فيها ولا القعود عن المطالبة بها ومحاسبة من جعلوها نهبا لعدوكم، بل يجب أن تسعوا لوضعها في يد أمينة تستخرجها وتستخلصها وتنقيها وتعيد توزيعها عليكم بالشكل الصحيح الذي يرضي من وهبكم هذه الثروات. وهذه اليد الأمينة لن تكون أبدا يد نظام رأسمالي جشع يمكّن اللصوص والسراق من ثروات البلاد ورقاب العباد، هذه اليد الأمينة يجب أن تكون يداً يحبها الله ورسوله ويرضى عنها الله وتعمل لرضاه، إنها دولة الخلافة على منهاج النبوة، ترعاكم وتحميكم وتحفظ عليكم ثرواتكم وحقوقكم وكرامتكم وتعمل لعزكم ورفاهيتكم وتهيئ لكم الأجواء لحياة إسلامية صحيحة تقام فيها أحكام الإسلام بشكلها الصحيح، فيرى الناس الإسلام بتمام أحكامه، وقد صار واقعا عمليا مطبقا بكل أحكامه التي تطعم الجائع وتكسو العريان وتعف النفوس ويستظل الناس بأحكام عدلها التي لا يظلم فيها أحد فيدخل الناس في دين الله أفواجا.
وبينكم شباب حزب التحرير يحملونها ويحملون همها ويذكرونكم بها ليل نهار، وقد جهزوا لكم مشروعها وآلياتها ووفروا عليكم كثير جهد في البحث والتنقيب عنها، فاحملوا معهم حملهم ففيه وحده نجاتكم ولا بديل أمامكم غيره، فوحده الذي يكفل لكم حقوقكم ويحقق لكم ما تطمحون إليه وما خرجت من أجله ثورتكم، فسارعوا لإقامتها معهم واحفظوا ما بقي عليكم من الثروات قبل أن تأتي عليها عصابات الغرب فيحاسبكم الله على ما ضيعتم من حقوقكم وحقوق أولادكم، سارعوا يا أهل الكنانة فالأمر جد لا هزل وإنها والله لعز الدنيا وكرامة الآخرة. وإنا وإياكم لعلى موعد قريب معها فلا يسبقنكم إليها سابق فأنتم أهلها وأولى الناس بها، وقد كنتم دوما درعا للإسلام وأهله وعلى صخرتكم تحطمت هجمات التتار والصليبيين، فمن للإسلام إن لم يكن أنتم ومن ينصره غيركم، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله والله بصير بالعباد.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر