- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
«لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ...»
الخبر:
تنبأ مركز أبحاث أمريكي بأن الإسلام سيكون الدين الأوسع انتشارا في العالم بحلول عام 2070، وبأنه الديانة الوحيدة التي تنتشر بوتيرة أسرع من نمو سكان العالم. وقد حلل مركز بيو للأبحاث التغيرات الديموغرافية في الديانات الكبرى بالعالم، ووجد أن عدد الشعوب المسلمة سينمو بنسبة 73% بين عام 2010 و2050، مقارنة بـ 35% للنصرانية الديانة الثانية الأسرع نموا.
وترى الدراسة أن لدى الإسلام قاعدة أتباع أصغر سنا من باقي الأديان، ما يعني أنَّ المسلمين سوف يمتلكون القدرة على الإنجاب وقتا أطول. وأن نحو 34% من المسلمين أعمارهم أقل من 15 عاما، مقارنة بالمعدل العالمي الذي نسبته 27% فقط. (الجزيرة نت)
التعليق:
نعيش في هذه الأيام الذكرى الـ 93 لهدم الخلافة حسب التقويم الميلادي، حيث هدمت في الثالث من آذار/مارس عام 1924م على يد الكافر المستعمر وأذنابه من خونة العرب والترك، وقد ظن المستعمرون أنه بهدمها لن تقوم لأمة الإسلام قائمة وأن الإسلام كدين لم يعد له وجود وسيبدأ في الاضمحلال والزوال. ولكن الواقع يثبت عكس هذه النبوءة.
فرغم أن ما خسرته الأمة بفقد الخلافة كان كبيراً، ورغم أن السنوات بلا خلافة هي سنوات عجاف، حيث أصبحنا كالأيتام على موائد اللئام، وغاب الأمن والأمان عن بلادنا، وتم تقسيمها إلى دويلات هزيلة يحكمها حكام عملاء للغرب، واحتلت مقدساتنا وانتهكت حرماتنا، ونهبت ثرواتنا، ولكن رغم هذه الجراحات النازفة ورغم هذه الآلام لا زالت جذوة الإسلام متقدة في قلوب وعقول المسلمين، ولا زالوا يتوقون للاحتكام إلى شرع الله في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والثورات ولا سيما ثورة الشام خير شاهد على ذلك، ولا زال في الأمة من يعمل بجد واجتهاد لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة.
ورغم كل حملات التشويه والتضليل التي تمارسها الدول الغربية ضد الإسلام والمسلمين من خلال مفكريها وسياسييها ووسائل إعلامها وإعلامييها، ومحاولاتهم ربط المسلمين بـ(الإرهاب والتطرف) وإلصاق التفجيرات بهم، إلا أن الإسلام لا زال ينتشر في بلادهم، ولا زال الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، حتى باتت دراساتهم وأبحاثهم (وهذه الدراسة واحدة منها) تتحدث عن سرعة انتشار الإسلام في العالم وعن إقبال الناس على التعرف عليه رغم كل هذه البروبغندا والدعاية المضادة، فالسحر قد انقلب على الساحر، وعلى سبيل المثال بعد أحداث صحيفة شارلي إيبدو والتفجيرات التي تعرضت لها بعد رسمها صوراً مسيئة للرسول rارتفعت مبيعات القرآن في صفوف الفرنسيين 3 أضعاف و5 أضعاف بعد أحداث باريس عام 2015. ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.
وختاماً: فإننا لسنا بحاجة إلى دراساتهم وأبحاثهم لندلل على أن المستقبل للإسلام وللمسلمين، وأن دولتهم عائدة لا محالة لأن الله سبحانه وتعالى قد وعدنا بالنصر والاستخلاف في كتابه العزيز فقال جل من قائل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، ولأن رسوله rبشرنا فقال: r: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ».
فعجل لنا يا رب بهذا اليوم، واجعلنا من العاملين المخلصين لإعزاز دينك وتحقيق وعدك وبشرى نبيك r.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة