- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الإمام الترمذي الدولي للبحوث هو خدعة من السلطات الأوزبيكية المجرمة
(مترجم)
الخبر:
في الخامس عشر من شباط/فبراير ذكرت المجلة الإلكترونية “Gazeta.uz” بأن: "رئيس أوزبيكستان شوكت ميرزييايف وقّع في الرابع عشر من شباط/فبراير مرسومًا بشأن إنشاء مركز الإمام الترمذي الدولي للبحوث. ووفقًا للمرسوم فإن القرار يهدف في جوهره إلى دراسة علم الحديث وتراث الفقه الإسلامي الذي خلفه أبو عيسى الترمذي (الإمام الترمذي، 824 - 892م) والذي قدم مساهمة عظيمة في ازدهار الدين الإسلامي، دراسة عميقة والنهوض به. كما يجب أن تساهم هذه الخطوة في صون وتنمية القيم الوطنية الدينية للشعب الأوزبيكي وتعليم الجيل الشاب روح الأفكار النبيلة المتعلقة بحب الوطن والولاء له".
التعليق:
ها نحن نرى ميرزييايف يسير على النهج ذاته الذي انتهجه حديثا الرئيس الطاجيكي إمام على رحمون. فقد استغل رحمون مشاعر المسلمين من أجل رفع مصداقيته بين الناس على أنه تابع للإسلام، وأعلن عام 2009 عام الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان تكريمًا له. ميرزييايف يدرك جيدا بأن 93% من الناس في أوزبيكستان من المسلمين السنة. وتعزيز التزام المسلمين بالإسلام أمر طبيعي. حتى إن تصريحات ميرزييايف التي ذكر فيها شخصيات شهيرة في الإسلام كالإمام البخاري والإمام الترمذي وأبي ريحان البيروني والخوارزمي والإمام الماتردي، وغيرهم الكثير ممن عاشوا في أوزبيكستان نفهم منها حب الشعب الأوزبيكي حقا للإسلام واستعداده لفعل الكثير في سبيل هذا الدين.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي فتح كثير من علماء المسلمين حلقات علم في منازلهم وعلموا الناس الإسلام. حتى إن المسلمين من دول الجوار أتوا إليهم ليتعلموا الإسلام. وعندما ظهر فهم الإسلام كأيديولوجية في عقول هؤلاء العلماء، أعطى ذلك زخمًا أعظم لنشر الإسلام. حكومة كريموف لم تستطع تقبل هذا. وذلك يظهر جليًا في الصراع الذي خاضه الديكتاتور السابق كريموف ضد المسلمين الذين يريدون العودة إلى الطريقة الإسلامية في العيش.
زُجّ المسلمون الذين يدعون لحياة إسلامية، وهم الآلاف فعليا، في سجون أوزبيكستان لسنوات، ناهيك عن ذكر أولئك الذين استشهدوا. لذلك، فإن حكومة أوزبيكستان تسعى لملء عقول المسلمين بإسلام يكون مقبولا عندها. فهم يدركون أنهم لا يستطيعون منع الإسلام.
وإذا ما أرادت الحكومة الأوزبيكية العناية بالأحاديث التي رواها الترمذي، فإننا نود أن نقتبس واحدا منها. عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: «يا عدي اطرح عنك هذا الوثن» وسمعته يقرأ في سورة براءة ﴿اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله﴾، قال: «أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه».
إنه لمعلوم أن التشريع لا يكون إلا لله تعالى. وعلى ميرزييايف وحكومته أن يعرفوا بأن الإمام الترمذي، راوي هذا الحديث وأحاديث أخرى كثيرة كانت في أساسها، مع الرأي بأن القوانين الصادرة عمن هم في البرلمان هي قوانين كفر. لذلك فلو كان الإمام الترمذي حيًا، لكان في أول صفوف المسلمين الذين عارضوا هذه القوانين التي فرضتها حكومة أوزبيكستان. ونحن على يقين بأنه كان سيكون في صفوف أولئك الذين سيضعون أعضاء هذه الحكومة في السجن.
أيها المسلمون في أوزبيكستان! لا تدَعوا حاكمًا طاغية مثل ميرزييايف يخدعكم. ليس ما يفعله من فتح للدول مع الدول المجاورة، أو بأنه من الآن سيعمل كل الموظفين التنفيذيين من أجل رفاه الشعب، أو إلغاء امتيازات العمل في روسيا، ليس إلاّ سعيًا لتبييض وجهه هو وأولئك الذين من حوله. ونحن نرى كيف أنه وإلى الآن لا يزال آلاف المسلمين الأبرياء قابعين في السجون لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله. لن يعتني بكم ولن يخدم مصالحكم. لذلك، فإن هؤلاء الحكام الفاسدين سيستمرون في قمعنا، إلى أن نتوحد نحن المسلمين ونحيي الدولة، التي ستقتلع هؤلاء الطغاة جميعا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مبين أبو داوود – طاجيكستان