- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
العنصرية والتعصب تظهران حين ينخفض مستوى التفكير
(مترجم)
الخبر:
قام مكتب نائب الدولة الجمهورية جون بينيت بتوزيع استبيان يوم الخميس بينما قام مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية فرع أوكلاهوما بتنظيم يوم المسلم السنوي في مبنى الكابيتول. وقدم مكتب النائب قائمة من الأسئلة لثلاثة طلاب في مدارس إسلامية الذين جاءوا إلى مكتبه وطلبوا التحدث إليه.
وذكر سؤالاً من أصل 18 سؤالاً في النموذج: "قتل (النبي) محمد من لم يتفق معه من الوثنيين والمسيحيين واليهود" وأكمل، "هل تتفق مع هذ المثال؟"
وتناول النموذج أسئلة طرحت على المسلمين عما إذا كانوا يستنكرون الجماعات الإرهابية مثل حماس وحزب الله وعما إذا كانوا يعتقدون بأن يُعاقب من ترك الإسلام. وطُرح سؤال آخر للمسلمين عن رأيهم في أن تحكم الشريعة الإسلامية غير المسلمين.
ولاقى الاستبيان انتقادا سريعا من جانب جماعات الحقوق المدنية ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية فرع أوكلاهوما، وهو ما يمثل حوالي 40،000 نسمة من المسلمين في أوكلاهوما.
وفي هذا الصدد، قال آدم سلطاني، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، في أوكلاهوما: "لا ينبغي لأحد الخضوع لأسئلة معادية للمسلمين وبغيضة ومتعصبة قبل أن يجتمع مع ممثل خاص".
لم يرد بينيت على أية رسالة للتعليق على استبيان السبت.
وأشار النائب سابقاً إلى الإسلام بأنه "سرطان في أمتنا يحتاج إلى بتر." وفي دراسة مؤقتة عقدها بينيت في تشرين الأول/أكتوبر لدراسة الدين، أشار إلى أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية وأحد الأئمة المحليين كانوا إرهابيين.
في الآونة الأخيرة، أصبح بينيت تحت الضغط بعدما نشر خبرا في موقع التواصل (الفيسبوك) ينتقد المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون، وأضاف تعليقاً يقول فيه: "كلمتان... رميا بالرصاص".
وقالت آنا فاسي، مديرة الشؤون الحكومية لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في أوكلاهوما: "إنه أمر محبط أن يبقى الممثل بينيت بالضغط على المسألة بهذه الطريقة" وأضافت: "إنه من المؤكد أمر محبط ولكنه ليس مستغرباً". أسوشيتد برس (المصدر: الإندبندنت، 2017/03/05م)
التعليق:
لقد حذرنا الله تعالى في سورة آل عمران بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
تظهر العنصرية والتعصب حين ينخفض مستوى التفكير، وهذا هو أحط مظهر من مظاهر غريزة البقاء لدى الانسان والتي أيضاً يظهرها الحيوان كردة فعل غريزية.
هذا الرئيس صاحب شخصية "الحقائق البديلة" و"الواقع البديل" و"ما بعد الحقيقة"، قد شرع أسوأ ما في القيم والعنصرية مثل بينيت، حيث أصبحوا يشعرون فجأةً بأن وجهات نظرهم مقبولة في العالم المفكر.
شتم النازيون اليهود، ووصفوهم وسجلوهم وأعلنوهم أعداءً للدولة. وقام ما يسمى "بالمحافظين الجدد" بإعادة لحظة "بيرل هاربر"، فجعلوا المسلمين هم العدو في حربهم ضد الإسلام. وما يقوم به ترامب ومعاونوه مثل بينيت هو مجرد إعادة تطبيق تقنيات جوزيف غوبلز "وزارة التنوير العام والدعاية" ليحل اليهود محل المسلمين.
لدى كل إنسان الحق في أن يكون مسلماً، حتى إذا اختار أمريكيٌّ ذلك، ولا يمكن لأي قدر من الكراهية أو التخويف أن يوقف ذلك.
لقد جاء الإسلام رحمة للعالمين، والإسلام هو الطريق المستنير من الخالق سبحانه وتعالى، الذي يصون الدم والشرف وحرمة جميع من يعيش في ظله بغض النظر عن عرقه أو عقيدته، ودون الحاجة إلى تأجيج الكراهية والخوف من "الآخر".
الإسلام يوجد الوحدة، فقد وحد بين الحبشي بلال بن رباح والعربي عمر بن الخطاب والفارسي سلمان رضي الله عنهم، والمهاجرين من مكة مع أنصار المدينة، متجاوزاً الروابط العائلية والقبلية.
إن الأمة الإسلامية ليست مبنية على روابط أساسها المصلحة، أو غلطات ولادة أو جغرافيا، بل إنها روابط مبنية على العقيدة الفكرية الإسلامية؛ على "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حمزة