- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
راعية الإرهاب العالمي أمريكا
هي من يمزق الأوطان، ويقتل المسلمين في كل مكان
الخبر:
نقلا عن مراسل (العربية - الحدث والشرقية نيوز) في 17 آذار 2017م:
1- مجازر وموت بالمجان يتعرض له أهالي الجانب الأيمن للموصل كشفت عنه رئيسة مجلس القضاء بسبب نفاد المواد الغذائية، واستمرار القصف الذي يطال المدنيين، وحذرت من إبادة جماعية لمن بقي منهم داعية لإعادة الحسابات العسكرية، والمطالبة بإسقاط المواد الغذائية والإغاثية عن طريق الطائرات.
2- الكشف عن صور مأساوية لمعاناة أهالي الموصل ممن شردتهم الحرب الدائرة فاضطروا للبقاء في الصحراء، وقضاء ليلهم وسط برد قارس. ولا يزال الغموض يلف مصير عشرات العوائل من سكان المدينة القديمة ذات المباني المتهالكة، لم يجدوا مفرا من البقاء فيها رغم القصف الصاروخي الذي يستهدف مواقع تنظيم الدولة وسط تلك المنازل.
3- وأفادت مصادر من السكان أن عددا من العائلات دفنوا تحت ركام منازلهم نتيجة لذلك القصف الذي لا يزال يهدد أرواحهم.
التعليق:
لقائل أن يقول إن ما يجري لأهالي الموصل هو نتيجة حتمية، لأن بلدهم بات مسرحا لعمليات عسكرية وقتالية تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة كالمدافع وراجمات الصواريخ والطائرات الحربية بأنواعها من أجل انتزاع المدينة من براثن تنظيم الدولة، ذلك الخصم المتشبث بآخر معاقله هناك، والذي يقاتل بشراسة منقطعة النظير، ذلك أنه لم يعد يملك خيارات أخرى بعدما تمت محاصرته من جميع الجهات، فلا جَرَمَ أن يستمر عناصره في القتال حتى الموت!
لكن ذلك التبرير أو التأويل لا يصمد أمام الحقائق الدامغة التي لا ينازع فيها إلا مجرم حاقد أو جاهل ضال. أفلم تكن أمريكا الكافرة المحتلة هي أول من تسبب في خراب البلاد وإشاعة الفوضى والحروب الطائفية المدبرة بين أبنائه الذين توافقوا على العيش دهورا قبل تدنيسها أرض العراق، وتمزيق اللحمة القائمة بينهم على أساس العقيدة الإسلامية - رغم الخلافات الفرعية بين مذاهب أهله - عبر بث أفكار سقيمة خبيثة جلبها المحتل وأعوانه معهم، ﴿لَا مَرْحَباً بِهِمْ﴾، من قبيل المحاصصة، والأقلية والأغلبية والفدرالية والعلمانية... إلى نهاية تلك السلسلة النجسة من الأفكار التي فعلت فعلها كالوباء الداهم؟
ثم ألم يعبر ساسة وقادة ما بعد الاحتلال ممن باع شرفه وآخرته للكفار، وسعى بكل ما أوتي من قوة لإنجاح مشروع أمريكا لتقزيم العراق وتمزيقه؟ ألم يعبر أولئك الأشرار وأذرعهم المسلحة "المليشيات" الطائفية تصريحا فجا وتلميحا بغيضا من الذين سقتهم إيران بماء حقدها التاريخي أن "أهل السنة والجماعة" في الموصل - وقبلها - الأنبار وديالى وصلاح الدين وكركوك إنما هم إرهابيون، و" دواعش" كناية عن "التنظيم" وأورام سرطانية يجب استئصالها؟ نعم، كل هذا جرى ويجري، بل لقد صرح قبل أيام قليلة أحد نواب الموصل أن قوات الجيش تقاتل - على العموم - بشكل مهني يتوخى حماية وحياة المدنيين... لكن قوات الشرطة الاتحادية تتعمد - بحسب ذلك النائب - قصف مواقع التنظيم وسط منازل الأهالي لطغيان الصبغة الطائفية - فيما يبدو - فيتسببون في دفنهم تحت الأنقاض، ولو نظرنا إلى حشود النازحين والفارين من الموت الذين بلغ عديدهم مئات الآلاف... لتبين أن الحكومة العميلة لم تقم بما يلزم من إجراءات لانتشالهم من الأخطار سوى أعمال خجولة لجهات حكومية أو دولية إغاثية تقدم لهم مساعدات لا تسد الرمق.
وفي الختام، لا نملك غير التضرع والدعاء لأهلنا في الموصل، ولإخواننا في سوريا وليبيا واليمن وأمثالهم من أمة الإسلام حيث جار علينا الأعداء من كل حدب وصوب، وجيشوا الجيوش لإطفاء جذوة الإيمان في قلوبنا، تلك الجذوة التي لا يدرك الكفار سرها... ولكن هيهات هيهات أن تضيع جهود العاملين المخلصين بحول الله تعالى، وإن نصره لقريب ونحن باقون على ذلك حتى نرى راية الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ترفرف عاليا في ربوع بلاد المسلمين ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ۞ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – العراق