الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
واشنطن مع "ناتو" خليجي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

واشنطن مع "ناتو" خليجي

 

 

 

الخبر:

 

في حوار أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط، تناول القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي الجنرال الأمريكي جيمس جونز مواضيع عدة، لفت النظر منها اقتراحه بإنشاء حلف خليجي شبيه بالناتو. حيث قال: "وضعت هذا الاقتراح كفكرة، لأنه يخيل إلي أنه كلما عملت دول الخليج واتحدت ضد الخطر الوجودي، وأصبحت قوية عسكرياً، وحسنت الاتصالات فيما بينها، وتبادلت المعلومات الأمنية، وربما اعتمدت استراتيجية وتكتيكات مشتركة، عندها يهيأ إلي أن الولايات المتحدة سترحب بالعمل مع هذا النوع من الكيان، بدل أن تتعامل مع كل دولة بشكل منفرد. وربما الدول الصغيرة تستطيع أن توفر تسهيلات متخصصة لمثل هذا التحالف، أي قد لا نحتاج إلى 10 مطارات بل 4، وبغض النظر عما سيكون الحل، فأنا وضعت الفكرة، لأن هذا ما نتحدث عنه، ولأن للولايات المتحدة خبرة طويلة في التعاطي مع تحالفات، وكنت سعيداً أنه في أبو ظبي، عندما شاركت هذا العام في مؤتمر أمني، سمعت آخرين يتحدثون عن هذه الفكرة، وسمعت في واشنطن من يتحدث عنها أيضاً، لذلك قد تجري بعض المحادثات حول هذه المسألة، وأعتقد أنها رسالة قوية موجهة إلى إيران". (، 1 نيسان 2017)

 

التعليق:

 

عند أصحاب النظر الصافي، الذي لم ولا تشوش عليه هتافات الموت لأمريكا أو أساطير محور الشر، فإن النظام الإيراني، ومنذ بداية الثورة الإيرانية، كان يُظهر ما لا يبطن في ما يتعلق بعلاقته مع أمريكا. وقد كان واضحاً جداً سير النظام الإيراني مع السياسة الأمريكية في نقاط مفصلية كاحتلال أفغانستان والعراق، كما أنه قد تكشفت في الآونة الأخيرة مجموعة من الوثائق الفاضحة لطبيعة العلاقة بين الطرفين (ينظر مثلاً نقلاً عن صحيفة الغارديان)

 

 وفي الحقيقة، فإن "الاستخدام" الأمريكي للورقة الإيرانية يختلف باختلاف الظروف، فحيناً يعلو صوت تصدير الثورة، وحيناً آخر يعلو صوت النووي الإيراني، حتى ما إن تمتلئ مياه الخليج "العربي" بقطع السلاح الأمريكي، وتتكدس مخازن الخليج "الفارسي" بشتى أنواع الأسلحة الأمريكية، تعود المياه إلى مجاري الخليج "الأمريكي"، ويُغلق النووي الإيراني بالشمع الأحمر، ويُفتح السوق الإيراني على مصراعيه أمام الشركات الأمريكية!

 

ثم ها هي نبرة جديدة تدندن حول تحالف أمني جديد على شاكلة حلف الناتو، للوقوف أمام خطر وجودي إيراني!! تجلس فيه دول الحلف بالطبع على قدم وساق مع الحليف الأمريكي، على طاولة مستديرة تتساوى فيها أوزان دول الخليج مع أمريكا! يتبادل الطرفان المعلومات والأجواء والأراضي والمحيطات!

 

وأياً ما كانت جدية الإدارة الأمريكية الجديدة في الدفع بهذا الاتجاه، فإنه لم يعد خافياً كذب وسخف شعار (الإرهاب) الذي ترفعه أمريكا وحلفاؤها للتغطية على حقيقة حربهم على الإسلام والمسلمين. ولم يعد خافياً كذلك سعي أمريكا الحثيث لتركيز وتعزيز نفوذها في المنطقة.

 

يجب أن يكون واضحاً أن استخدام بلاد المسلمين قواعد لضرب بلاد المسلمين منكر عظيم، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾، وتقديم الإسناد للجيش الأمريكي، وغيره من جيوش الكفر، منكر عظيم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء﴾، ومشاركة الكافر في قتل المسلمين وتشريدهم وترويعهم منكر عظيم، قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾.

 

هكذا توجهات يجب رفع الصوت لإنكارها والسعي لإحباطها، لا أن تمر علينا وكأنها مبادرات لإنشاء مصانع الآيس كريم أو قطع غيار مكائن التبريد، لتلطيف جو الخليج الملتهب!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / الكويت

آخر تعديل علىالإثنين, 03 نيسان/ابريل 2017

وسائط

1 تعليق

  • omraya
    omraya الثلاثاء، 04 نيسان/ابريل 2017م 17:41 تعليق

    جزاكم الله خيرا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع