- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السيانيد القاتل؛ فليمت الشعب وليحيا النظام!!
الخبر:
قال وزير المعادن في السودان، أحمد صادق الكاروري، إن بلاده ليست استثناء في استخدام المواد الكيميائية من بينها "السيانيد" السامة في عمليات استخلاص الذهب، وأن جميع الدول تستخدمها، وقال الكاروري، إن 95% من استخلاص الذهب على مستوى العالم يتم بمادة "السيانيد" وفق بروتوكولات معتمدة ومتعارف عليها. (الخرطوم، تلفزيون السودان)
التعليق:
يمثل إنتاج الذهب ركناً رئيسياً في مساعي الحكومة، للحيلولة دون زيادة الانهيار الكامل لاقتصاد البلاد، الذي خسر ثلثي إنتاجه النفطي مع انفصال جنوب السودان في عام 2011م، ففي وقت سابق أعلن رئيس اللجنة الفنية الروسية، إنعاموف، وضع القدرات والخبرات الروسية تحت تصرف الجانب السوداني، من واقع الخبرات الطويلة لروسيا في مجال التعدين. فهل فعلا روسيا التي تبيد أهلنا في الشام حريصة على صحة البيئة والإنسان في السودان؟
إن خطورة مادة السيانيد أنها تدخل الجسم عن طريق الجلد، والاستنشاق، فالتربة الملوثة بالمادة بمجرد أن يلامسها جسم إنسان، أو حيوان، فإنه يتعرض للتسمم، وتزداد خطورة هذه المادة عند هطول الأمطار على التربة الملوثة، حيث تجرف المياه التربة، وتذوب هذه السموم في الماء الذي يشربه الإنسان والحيوان في المناطق النائية، دون معالجته، كما أن جزءا مقدرا من هذه المياه تغذي المخزون الجوفي الذي يتسمم هو الآخر! وترى أكواماً من مخلفات "الكرتة" التي تمت معالجتها بالسيانيد في شكل جبال في الهواء الطلق تنقلها الرياح وتجرفها مياه الأمطار فتنشرها. إن المشكلة ليست فقط في استخدام هذه المواد السامة ولكن المشكلة تكمن في التخلص من النفايات في دولة مثل السودان، خاصة وأن أمامنا تجربة ماثلة في تلوث البيئة، وهي عدم التقيد بمعايير السلامة في استخدام الزئبق. ففي فترة السبعينات نتج عنه تلوث إشعاعي حصد الأرواح في مناطق التعدين، ولا يزال يسبب السرطانات، خاصة في الولاية الشمالية؛ التي أصبحت توصف بوادى الموت، كما أن من ضمنها منطقة (الشعير)، و(مرتا)، محل إنشاء مصنع السيانيد. مع العلم أن معظم الشركات التي تعمل، وتستفيد من تعدين الذهب، هي في الحقيقة مملوكة بطريقة أو بأخرى لنافذين ومنتسبين للنظام؟!
يحتج المئات من سكان القرى المجاورة لشركات تنقيب الذهب، شمالي السودان، وجنوب كردفان، على استخدام الشركات لمادة "السيانيد" السامة في عمليات استخلاص الذهب، فيما يستخدم المعدِّنون التقليديون مادة "الزئبق"، وسبق أن نجح أهالي بلدة (صواردة) شمالي السودان، في انتزاع قرار حكومي بإيقاف العمل بمصنع يستخدم مادة "السينايد" السامة في عمليات استخلاص الذهب إثر احتجاجات على شارع رئيسي.
ألا تخجل الحكومة من أن تظهر على شاشات التلفزيون ممثلة في وزير التعدين وتعترف بهذه الجرائم؟
ألا يكفي جرائم تغذية الحروب القبلية والشلل التام في الإنتاج في كافة المجالات؛ النفايات المستوردة، والتهجير لبناء السدود، ثم ثالثة الأثافي مادة السيانيد؟! يموت الإنسان في شمال السودان، كما ويموت في أطراف السودان لكن فقط صوت الموت هنا خافت.
وقد رصدت منظمة العدل والتنمية، إحدى المنظمات الحقوقية الإقليمية، كارثة بيئية تهدد بإبادة الملايين داخل السودان ومصر، نتيجة استخدام الشركات السودانية والتركية لـ"السيانيد".
إن غياب رعاية الشؤون، هو كارثة عظيمة، تجعل الدولة عدو ابنها الأول، ولا تكترث لصحته، ولا لموته، لكن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ راعية الشؤون وحامية الحمى، يكون الإنسان عندها مكرّمًا، محميًا، مصانًا بحرمة نفسه عند الله سبحانه وتعالى.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار – أم أواب