- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ارحلوا عنا وخذوا عملاءكم معكم إن أردتم
الخبر:
أوردت الأخبار في الأيام الأخيرة أخبارا من أمريكا تطلب فيها أمريكا من روسيا الضغط على حليفها إيران وبالتالي من مليشياتها وحزبها في لبنان ترك الأراضي السورية فورا.
التعليق:
قبل كل شيء ومن ناحية أن تطلب أمريكا من روسيا الضغط على إيران في سوريا لأي أمر كان واصفة إياها بالحليف للروس، فإن هذا الأمر لا ينطلي على المفكرين الواعين أبدا لأنهم يدركون جيدا أن حكام إيران ما كانوا ليتدخلوا في سوريا ويرسلوا إليها السلاح والمال والمليشيات الطائفية للقتال ضد الثوار دعما للنظام وبخاصة أمرها لحزبها في لبنان بهذه المهمة القذرة، لو لم يكن هناك موافقة مسبقة من أمريكا التي لم نرها تحرك ساكنا منذ دخول إيران ومليشياتها إلى سوريا وأولهم حزب إيران الذي كانت أسلحته وقوافله تتنقل من لبنان إلى سوريا وبالعكس وعلى مرأى ومسمع من أمريكا، بل بالعكس وجدنا بعض السياسيين الأمريكان يصرحون بوضوح أحيانا أنهم راضون عن وجود حزب إيران وغيره من مليشيات إيران تقاتل في سوريا من تسميهم إرهابيين وهي في الحقيقة فرحة لتقاتل المسلمين وإراقة دمائهم وإثارة النعرات فيما بينهم، بل إن امريكا نفسها هي من خططت لذلك مستخدمة حكام إيران والسعودية وقطر وتركيا وغيرهم من حكام العرب العملاء الرويبضات. لذلك لا يمكن لعاقل أن يصدق أن أمريكا لم تكن راضية عن تدخل إيران وأشياعها في سوريا لأنها أي أمريكا نفسها كانت ولا زالت المخطط والمسهل والراعي للوجود الإيراني بكل وجوهه في سوريا بل وفي العراق واليمن وأفغانستان لتساعدها، ويا للأسف في ضرب المسلمين وترويضهم ومحاولة إقناعهم بالرضا بما تريد أمريكا فرضه علينا مع الادعاء بالممانعة والمقاومة ومحاربة أمريكا زورا وبهتانا.
ومن ناحية ثانية نحن نعلم بأن روسيا نفسها ما كانت لتدخل سوريا لمحاربة الثورة فيها ودعم النظام المجرم لولا موافقة أمريكا على ذلك مسبقا بل وبطلب منها، وهي تعرف أكثر من غيرها أن إيران ليست حليفة لروسيا وأن أمريكا تمون على حكام إيران أكثر بكثير مما تمون عليهم روسيا.
لذلك كله أوجه كلامي لأمريكا وروسيا ولكل الدول التي تتدخل في بلادنا عسكريا وسياسيا وبكل أنواع التدخل والاستعمار بأن يراجعوا حساباتهم جيدا ويدركوا أن أمتنا الإسلامية لم تعد تنطلي عليها حيلهم مهما مكروا ومهما خططوا ومهما فعلوا، فلقد دب الوعي فيها وأصبحت مصممة على الجهاد وبذل الغالي من أجل الوصول إلى حكم الإسلام، في كل بلاد المسلمين وبخاصة في سوريا التي تلاحظون عدم تمكنكم من تطويعها من جديد بعد أن أصبحت ورقة طاغية الشام، عميلكم الهالك في مهب الريح، وقريبا إلى هاوية سحيقة بإذن الله وبهمة المخلصين الواعين من أبناء الأمة وفي مقدمتهم حزب التحرير.
لذلك فلتتركوا لنا بلادنا لنحكمها كما نريد وكما يطلب منا رب العالمين لأننا أخذنا بالنسبة لذلك قرار الحياة أو الموت، وهو قرار العزة على كل حال.
فارحلوا عنا وخذوا عملاءكم معكم إن أردتم، مع علمنا بأنهم لا قيمة لهم عندكم، وعندها سيكون للأمة حسابها العسير معهم ولن يتأخر الحساب بإذن الله حيث ترونه بعيدا ونراه قريبا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان