- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تتحكم في مفاصل الحياة السياسية في السودان
الخبر:
قال وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره الأمريكي تليرسون، قال: (واشنطن ساهمت في تقسيم السودان، وطلبت من روسيا الضغط على الخرطوم لفصل جنوب السودان) وقال: (أوباما قام ببعض الضغوط على الخرطوم لضمان انفصال جنوب السودان عن شماله) ودعا لافروف (للتفاوض وبحث الأمور سياسياً ومنح الشعوب الحق في تقرير مصيرها). (صحيفة الصيحة 13 نيسان/أبريل 2017م)
التعليق:
صدق لافروف وهو كذوب، وجاء بنصف الحقيقة وليس كلها، فقوله: (إن واشنطن ساهمت في تقسيم السودان) هذا نصف الحقيقة، والنصف الآخر، هو أن واشنطن كانت ولا زالت هي المحرك الأساسي الفاعل في إدارة الملفات السياسية في السودان لأجل تمزيقه وتفتيته، فهي لم تساهم فقط في تسخير العملاء والبيادق داخلياً وإقليميا، بل سخرت دولاً كبرى لتحقيق تلك الغاية، ومنها روسيا وبعض الدول الأوروبية... وكانت ولا زالت هي الآمر الناهي في السياسة السودانية.
الجدير بالذكر أن الإدارة الأمريكية أصبحت تتحكم في تفاصيل التفاصيل المتعلقة بالشأن السوداني الداخلي؛ فقد استجوبت السفارة الأمريكية بالخرطوم مركز الإحصاء، عن بعض المعلومات الإحصائية وذلك عندما قامت (رشيدة سنوس) نائب المستشار السياسي ورئيس القسم الاقتصادي بالسفارة الأمريكية بالخرطوم بزيارة مركز الإحصاء والتقت كرم الله علي عبد الرحمن المدير العام للجهاز مستفسرة عن البيانات والمعلومات الإحصائية وتلك المتعلقة بقطاعات الاستثمار المختلفة على وجه الخصوص). (الصيحة 5 نيسان/أبريل 2017م)، وهذا الواقع يجعل من السفارة الأمريكية بالخرطوم دولة فوق الدولة السودانية يتجول منسوبوها بين الوزارات والمصالح الإدارية في البلاد دون رقيب ولا حسيب، هذا وكان مدير جهاز الإحصاء قد صرح في وقت سابق لجريدة الرأي العام الصادرة في 29 آذار/مارس 2017م عدد 64480 قائلاً: (هناك شركة أمريكية ستقوم بالتعداد السكاني في السودان في العام 2018م)، وهكذا يقوم جهاز الإحصاء بتمليك أمريكا المعلومات الأمنية المتعلقة بالمسلمين في السودان، وهذا لعمرك من أكبر الجرائم التي ارتكبت ضد الأمة مع سبق الإصرار والترصد.
أما قول لافروف: (يجب أن يتم التفاوض وبحث الأمور سياسياً ومنح الشعوب حق تقرير مصيرها في دول ديمقراطية)، فهذه ليست فقط أصداء الخطاب الأمريكي يرددها لافروف، بل هي صلب العمل الأمريكي الذي يشجع دعوة الطوائف الصغيرة على المطالبة بحق تقرير المصير، فهو أسلوب تتبناه الإدارة الأمريكة لتحقيق الهدف الاستراتيجي لها وهو تمزيق السودان واتخاذه بوابة لدخول أفريقيا.
إن تصريحات العلج لافروف بهكذا صفاقة ووقاحة دون اعتبار لمشاعر المسلمين فضلاً عن إنسانيتهم لتدلل على أن الكافرين يتعاملون مع المسلمين وكأنهم حجارة أو حديد، فهم لم يكتفوا بالتآمر على المسلمين واستهداف بلادهم تفتيتاً وتمزيقاً، وصناعة للعملاء والخونة، بل يجاهرون بأنهم يمارسون الضغوط على حكام السودان وبعض أبنائه لتفتيته، وهذا قمة الفجور والجهر بالفاحشة وكأنهم ظنوا بأن الدهر مملكة لهم، وبأننا نبقى عبيداً خاضعين، وكأنهم يحسبوننا في تعداد الأموات، ولكن هيهات هيهات، فهذه الأمة لن تموت، وستظل تعمل لتحرير المستضعفين ونصرة المكتوين بجحيم الحضارة الرأسمالية المتوحشة التي لا تعرف سوى الاستعمار طريقة لنشر زبالتها التشريعية ووجهة نظرها السرطانية.
وإن الإسلام والقائمين عليه من حملة الدعوة المخلصين يقفون لأمريكا بالمرصاد، ويسعون لإقامة كيان الأمة المانع الجامع الذي ستتكسر عليه كل مؤامرات المتآمرين، وخيانة العملاء المتنكبين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام الدين أحمد أتيم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان