- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اللغة العربية هي ما يربط الأمة بدينها
(مترجم)
الخبر:
"يسعى بعض السياسيين في العديد من دول أوروبا الغربية إلى إجبار الأئمة على إلقاء الخطب باللغة الرسمية فقط: في ألمانيا، على الأئمة الوعظ باللغة الألمانية، في إيطاليا باللغة الإيطالية، في بريطانيا باللغة الإنجليزية، في فرنسا باللغة الفرنسية.
ولتبرير هذا المطلب، هناك حجّتان. فبعضهم يرى أن الحظر سيكون بمثابة استراتيجية لمكافحة (الإرهاب)، بينما يعتقد آخرون أن الخطوة ستشجع المسلمين على الاندماج في المجتمعات الأوروبية، وقلة من الناس تروق لهم الحجتان" (المصدر: theatlantic.com)
التعليق:
إذا ما ألقينا نظرة فاحصة على الدافع وراء لزوم تغيير لغة الخطبة الأسبوعية من اللغة العربية إلى الفرنسية أو الإيطالية أو الألمانية أو الإنجليزية فإننا نرى أن هذه الحكومات المختلفة قد توصلت إلى ما يلي من نقاط:
في بريطانيا قال مصدر حكومي كبير بأنه "إذا كان الأئمة يتحدثون بلغة أخرى، فمن الصعب إذًا معرفة ما إذا كان التطرف يحدث". وقد دعا نائب وزير المالية الألماني ينس سبان الشهر الماضي إلى سنّ "قانون بشأن الإسلام" يجعل من خطب أئمة المساجد "شفافة" حتى تعرف السلطات ما يدور داخل المساجد، على حد تعبيره، وأضاف أن على الأئمة الوعظ باللغة الألمانية. كما طالبت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبان بإلزام الأئمة بإلقاء خطبهم باللغة الفرنسية، وقالت في هذا الشأن عام 2014: "ليس من الصعب المطالبة بأن تكون المواعظ في فرنسا باللغة الفرنسية إذ من اليسير معرفة المواضيع التي يجري التطرق إليها".
إن على المسلمين الذين يعيشون في أوروبا أن يدركوا بأن الحجج المقدمة ضحلة ويمكن دحضها بسهولة. كما ينبغي أن يفهموا أيضا بأن هنا بالفعل خطة خبيثة وراء هذه التغييرات.
معروف حدّ السطحية بأن الحكومات ترسل بالفعل "مراقبين" إلى المساجد حيث الجاليات المسلمة، ليبلغوا عن أي - مما يسمى - رسائل "راديكالية" قد تحويها الخطب الدينية. إن منع الخطبة باللغة العربية لن يقدّم أية معلومات إضافية. كما أن الحجة التي تدعي بأن تسليم الخطبة باللغات الرسمية بديلاً عن العربية ستعزز الاندماج المجتمعي تعتبر قاصرة إذا ما أدركنا بأن المهارة التي تمكنه من التحدث بلغة ثانية لا يمكن أبدا اعتبارها عائقا أمام تحقيق الاندماج المجتمعي. وإلى جانب ذلك، هل خطبة أسبوعية، لا تتجاوز الساعة، تمنع حقا الاندماج إذا ما قدمت باللغة العربية؟
إذن ما هي الخطة الأكثر خبثا وشرًا وراء فكرة أنه لا ينبغي إلقاء الخطب باللغة العربية. أدرك الغرب بأن اللغة العربية هي ما يربط الأمة بدينها. هي لغة القرآن والسنة. وإذا ما فقدت الأمة معرفتها بالعربية فإنها تلقائيا ستفقد فهمها للقرآن والسنة وبذلك تفقد القدرة على استنباط أحكام الإسلام. وإذا ما فقدت الأمة قدرتها على استنباط أحكام الإسلام فإنها ستفقد القدرة على النهوض من جديد في ظل نظام حياة كامل شامل. هذا هو السبب الذي يكمن وراء الخطة المذكورة أعلاه، فلغة الخطبة هي واحدة من حملة أكبر بكثير بدأت بالفعل من سنوات عديدة، هدفها الوحيد فصل العلاقة بين المسلمين واللغة العربية وبالتالي الإسلام.
إن على الجاليات المسلمة في أوروبا أن تكون حاسمة عند التفكير في أية تغييرات تتقدم بها الحكومات فيما يتعلق بالدين. فهم بحاجة إلى التفكير في ما ستحدثه هذه التغييرات في مستقبل الدين من خلال دراسة تاريخ دينهم، ومن ثم سيرون بأن اللغة العربية لطالما كانت مستهدفة من قبل الكفار لأهميتها العظيمة في فهم الدين بشكل صحيح. وهذا هو السبب في أن على الأمة الإسلامية أن تستثمر كل الجهود لجعل اللغة العربية من جديد جانبا محوريا في حياتها وعند أجيال المستقبل. ولا بد أن يكون العمل جماعيا من قبل الأمة في مواجهة أي شيء يقف في طريق تحقيق ذلك.
﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ياسمين مالك
عضو القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير