في ضوء النقاش العقلاني، الإسلام سيفوز

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

وفقاً لأبحاث جديدة أجريت في جامعة آرهوس في الدنمارك، فإن الموقف السلبي تجاه اللاجئين والمهاجرين، يتأثر بنظام المناعة لدينا.

 

التعليق:

 

لقد أجري البحث بالتعاون مع البروفيسور كيفن أرسينو من جامعة تمبل في أمريكا، ولقد نشر البحث للتو في مجلة "استعراض العلوم السياسية الأمريكية". إن هذه الدراسة هي أول استطلاع نسبي لمستوى القلق الدنماركي والأمريكي من العدوى وموقفهم السياسي تجاه المهاجرين واللاجئين.

 

ينص المقال المتعلق بالبحث على أن: "العلاقة بين الشك غير الواعي تجاه المهاجرين وبين جهاز المناعة هو أن تطور البشرية قد بنى نظام المناعة السلوكي، والذي يحفزنا على تجنب المواقف التي يمكن أن تصيبنا بالمرض أو العدوى".

 

تقول ليني آروي، الكاتبة المشاركة في الدراسة: "إن أولئك الذين يشعرون بقلق بالغ إزاء العدوى، هم الذين يترددون بشدة في التواصل مع الأشخاص الجدد أو المهاجرين حديثاً"، ويتابع زميلها مايكل بيترسن: "إن مصدر الخوف ينبع من أنظمة عميقة لا واعية، لا يمكن السيطرة عليها".

 

انتقد اليمينيون هذه الدراسة التي جعلت العنصرية والإسلاموفوبيا هما مصدريْ الخوف البدائي وغير العقلاني من العدوى، بدلاً من أن يقبلوها ويعترفوا بأنها صحيحة وواقعية. بل إنهم قالوا بأنهم لا يواجهون مشكلة مع المهاجرين غير المسلمين، من الصين أو اليابان على سبيل المثال، بل خوفهم فقط من المهاجرين المسلمين، لذلك فإن هذا الأمر يجب أن يدحض الدراسة على حد تعبيرهم.

 

كتب معلق ينتقد اليمين، أنه في حال وضعنا اختبار تصحيح لـ"أجهزة المناعة الحساسة"، فإنه من المحتمل أن يصاب اليمينيون بالحساسية من الإسلام.

 

إن الحقيقة هي أن ازدياد العنصرية والإسلاموفوبيا اللذين يسيطران على العالم الغربي هما نتاج الأفكار والمفاهيم، وبرعاية من السياسيين ووسائل الإعلام الرئيسية.

 

هنالك أمثلة عديدة لأناس تغيرت وجهات نظرهم حول المسلمين، عندما تم تقديم الإسلام بطريقة عقلانية وصادقة، وهنالك أمثلة أقوى حصلت زمن الصحابة على مر التاريخ، حيث إن أشد أعداء الإسلام قد أسلموا فجأة وتغيرت مفاهيمهم وقناعاتهم بالكامل.

 

إن ادعاءاتهم بأن الإسلاموفوبيا تقوم على الواقع وتوافق العقل، أو ادعاءاتهم بأنه خوف غير عقلاني من العدوى، كل ذلك يسهم إيجابيا في الجدل الساخن حول الإسلام والمسلمين في العالم الغربي. إلا أنه يجب رفع مستوى النقاش، حيث تكون الحقائق والحجج المنطقية هما المرجعيْن للنقاش.

 

ومع ذلك، فلا اليمين ولا اليسار يريدان ذلك، لأنه في ضوء النقاش العقلاني، سيفوز الإسلام.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يونس كوك