- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الفكر لا يتطور بل يتغير وينحرف!!
الخبر:
...وذكر مشعل أن "حماس" حركة حيوية تتطور وتجدد أداءها السياسي والمقاوم، وأنها اختارت نهجا جديدا وهو التطور والمرونة دون الإخلال بالثوابت والحقوق"،... (RT) وغيرها.
التعليق:
لعل مما يشيع بين الناس بعامة، وأوساط بعض المفكرين بخاصة دعوى تطور الفكر ومرونته، لتتخذ هذه الدعوى ذريعة للتغيير والتبديل والتحريف والانحراف، وقد وردت هذه الدعوى على لسان خالد مشعل في تبريره للوثيقة الجديدة التي أعلنها مؤخراً باسم حركة حماس.
وإذا عُرِف أن التطور بكل معانيه اللغوية والاصطلاحية لا يخرج عن كونه انتقالاً من حال إلى حال، فإن هذا التعريف لا ينطبق على الفكر، ذلك أن الفكر هو حكم على واقع، والفكر والتفكير هو ربط بين الواقع المنقول بالحواس إلى الدماغ الصالح للربط والمعلومات السابقة المتعلقة بذلك الواقع، فالذي يمكن أن يتغير في هذه العملية اثنان: الواقع، والمعلومات السابقة المتعلقة به.
فما دام أن خالد مشعل يقر في الوثيقة بالمرجعية الإسلامية فالمعلومات السابقة المتعلقة بالواقع لم تتغير، وما دام أن الواقع المراد إصدار حكم عليه هو احتلال فلسطين من شرذمة من اليهود، وهو لم يتغير، فكيف يتغير الحكم على هذا الواقع؟ وكيف يتغير الفكر الصادر للحكم على الواقع نفسه، وبالمرجعية نفسها؟!
إن القبول بدولة على حدود سبعةٍ وستين بحجة التطور والمرونة ما هو إلا تفريط بقضية فلسطين، وهو تغير في الفكر لا يستند إلى المرجعية الإسلامية التي تفرض إخراج المحتل لأي شبر من أراضي المسلمين، هذه المرجعية لا تتغير، وواقع احتلال أرض فلسطين لم يتغير، لكن الذي حصل هو انحراف في الفكر والتفكير، وهو خيانة لله ورسوله والمؤمنين، وتضييع لقضية فلسطين، واعتراف بحقٍ لليهود على أرض الإسلام حتى لو تضمنت الوثيقة نفياً للاعتراف بكيان يهود. وإن القبول بهذه الدولة على حدود سبعة وستين إنما هو اعتراف بدولة لليهود على أرض فلسطين والموقف الشرعي في هذه المسألة واضح وضوح الشمس، وبيّنه حزب التحرير على لسان أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة بقوله: "إن اعتراف فتح وحماس بدولتين في فلسطين لن يجعل كيان يهود مشروعاً في الإسلام، فليست فتح وحماس هما الإسلام والمسلمين، بل هما نزر يسير من القافلة انحرف عن الطريق، أما فلسطين، فهي أرض إسلامية مباركة، ملك للأمة الإسلامية، وهي تقع في عقلها وقلبها"، من جواب سؤال بعنوان: دوافع وأبعاد إعلان حماس لوثيقتها الجديدة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن
وسائط
1 تعليق
-
بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله