الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أزمة أنجرليك الحاصلة مع ألمانيا

 

 

 

الخبر:

 

وفقاً للأنباء التركية في التلفزيون الألماني (دويتشه فيله)، قال الوزير جابرييل من الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD) في تصريح له اليوم في سانت بطرسبرغ قبل زيارته إلى تركيا: "نحن نبحث عن فرص من أجل إعادة العلاقات مع تركيا إلى طبيعتها". [سبوتنيك تركيا، 2017/06/03]

 

التعليق:

 

دعونا أولاً ننشّط ذاكرتنا قليلاً ونورد باختصار كيف تطورت هذه الأزمة، ولنقيّم بعد ذلك الموضوع من وجهة نظر الأحكام الشرعية ومن منظور سياسي. كما تعرفون، فإن حكومة إردوغان لم تسمح للمسؤولين الألمان بزيارة القوات الألمانية المتمركزة في قاعدة إنجرليك الجوية، وذلك كرد فعل على منح الضباط الذين كانوا من بين الذين اشتركوا في محاولة انقلاب 15 تموز حق اللجوء في ألمانيا، ورفض إعادتهم لتركيا. وبناءً على ذلك نشب توتر في العلاقات بين تركيا وألمانيا عُرف بأزمة إنجرليك.

 

يوجد حوالي 260 جندياً ألمانياً في قاعدة إنجرليك لمحاربة ما يُسمّى تنظيم الدولة. وتوجد أيضاً قوات ألمانية تنشط على طائرات أواكس في قونيا بهدف التجسس على المسلمين. هذه الطائرات باستطاعتها نقل معلومات إلى قياداتها البرية والبحرية والجوية والتواصل معها رقمياً.

 

وفقاً لحكم الشرع، فإن تأسيس تحالف عسكري مع قوات كافرة استعمارية وتأمين قاعدة عسكرية لهم على أراضٍ إسلامية هو حرام شرعاً. لأن هذا الأمر يفتح المجال أمام القوات الاستعمارية للهيمنة والسيطرة على المسلمين.

 

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ [النساء: 141]، حيث إن الطائرات الحربية المرتبطة بقوات التحالف التي تقلع من إنجرليك تقصف المسلمين الأبرياء في سوريا والعراق باسم مكافحة (الإرهاب) المزعوم. فعلى سبيل المثال، التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة بقيادة أمريكا، قيادة القوات المركزية الأمريكية (CENTCOM) تحديداً، كانت قد صرحت بتسببها بمقتل 484 مدنياً "عن طريق الخطأ" في عملياتها في سوريا والعراق التي بدأت في شهر آب/أغسطس 2014 وحتى شهر نيسان/أبريل. [zernews.com، 2017/06/03] هؤلاء الذين قُتلوا عن طريق الخطأ هم مسلمون أبرياء. أما المسلمون الأبرياء الذين يُقتلون عن قصد فهم بالآلاف.

 

وعلى الرغم من أن الطائرات الحربية التركية لم تشارك في العمليات، إلا أن هؤلاء المسلمين الأبرياء قد قُتلوا بواسطة طائرات التحالف الحربية التي تُقلع من أراضٍ تركية. لذلك، فإن المسؤولين الأتراك مسؤولون بالدرجة الأولى عن قتل هؤلاء. لأنهم قد سمحوا لهذه الطائرات الحربية القاتلة بالإقلاع من أراضيهم. في حين إن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة 2].

 

أما سياسياً فهي مخاطرة أخرى. إردوغان وفريقه، وأثناء معاندتهم لألمانيا التي أقرت بحق اللجوء للمشتبه بهم في الانقلاب، وبحسب إردوغان، فإن غولن وأتباعه المشتبه بهم رقم واحد في محاولة 17-25 كانون الأول/ديسمبر ولاحقاً في محاولة الانقلاب العسكري في 15 تموز يقيمون منذ سنوات طويلة في أمريكا. لماذا لم يطالب بهم من الإدارات الأمريكية بصوت عالٍ؟ وإذا تم رفض طلبات إعادتهم التي تمت على استحياء عن طريق الإعلام، فلماذا لم يحسم أمره بشأن إغلاق قاعدة إنجرليك، التي تُعتبر وكراً للإرهاب الأمريكي؟ أليس من الأجدر لإردوغان معاندة أمريكا التي تقدم السلاح لوحدات حماية الشعب الكردية YPG، والتي أمنت الحماية لمنظمة تُعتبر المنظمة "الإرهابية" رقم واحد بالنسبة لتركيا، ولا تعترف أمريكا بأنها منظمة إرهابية أساساً؟

 

حسناً، عندما يريد عضو من أعضاء الكونجرس الأمريكي زيارة إنجرليك التي يخدم فيها الجنود الأمريكيون، هل سيستطيع إردوغان أن يقول لأمريكا "لا، أعطونا أولاً الإرهابي غولن، وغيّروا قوانينكم، وبعد ذلك نسمح لكم"؟ رأينا كيف أنه أثناء لقائه مع أمريكا دونالد ترامب في البيت الأبيض في 16 أيار/مايو في المقابلة التي استمرت لعشرين دقيقة لم يقل ذلك ولم يعانده.

 

اليوم إذا عاند ألمانيا بشأن موضوع إنجرليك، فليكن معلوماً أن هذا الأمر يحصل بإذن أمريكا. لأن هناك أزمة في العلاقات بين ألمانيا وبين أمريكا. اليوم إذا جاء الوزير الألماني إلى تركيا من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، فهذا أيضاً ضمن إطار الأوامر والتعليمات التي تعطيها أمريكا لتركيا. حيث إن وزير الخارجية الألماني سيجمار جابرييل وأثناء لقائه نظيره الأمريكي ريكس تليرسون، كان قد طلب من أمريكا التدخل في موضوع منح الإذن للمسؤولين الألمان بزيارة جنوده الموجودين في إنجرليك من قبل تركيا.

 

من المحتمل أن أزمة إنجرليك كانت ضمن أجندة مناقشات إردوغان مع أنجيلا ميركل وترامب في قمة الناتو في 25 أيار/مايو، وأنه تم التوصل إلى حل وسط بشأن الأزمة. إنها ليست تركيا، وإنما أمريكا هي من سيقرر فيما إذا كان الجنود الألمان سيغادرون إنجرليك أم لا ضمن إطار هذا الحل الوسط. لأن إنجرليك ليست أرضاً تركية وإنما هي أرض أمريكية. ولكن تركيا هي صاحبة الكلمة في أمور شكلية كإعطاء الإذن بالزيارة. لذلك، فإن الآلية الوحيدة لدحر الولايات أمريكا وغيرها من الدول الاستعمارية وطردها من هذه الأراضي هي الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، القائمة قريبا بإذن الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إرجان تكينباش

آخر تعديل علىالإثنين, 05 حزيران/يونيو 2017

وسائط

4 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 07 حزيران/يونيو 2017م 12:35 تعليق

    بارك الله فيكم و تقبل طاعاتكم و صالح أعمالكم

  •  سفينة النجاة
    سفينة النجاة الثلاثاء، 06 حزيران/يونيو 2017م 18:50 تعليق

    بارك الله فيكم

  • omraya
    omraya الثلاثاء، 06 حزيران/يونيو 2017م 14:57 تعليق

    بارك الله فيكم ونفع بكم

  • Khadija
    Khadija الثلاثاء، 06 حزيران/يونيو 2017م 10:54 تعليق

    بورك في إعلامكم المستنير الراقي، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع