- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الزَّرَازيْرَ لمَّا طارَ طائرُها *** تَوَهَّمَتْ أنَّهَا صارتْ شَوَاهِينا
الخبر:
نقلت قناة الشرقية نيوز في 18 حزيران 2017 تصريحاً لرئيس الوزراء العراقي (حيدر العباديّ) خلال لقائه مع مجموعة من الإعلاميِّين والمُحللين السياسيِّين، جاء فيه ما يلي:
- إنه لن يسمح باستخدام الأراضي العراقيةِ مُنطلقاً لتوجيه ضربةٍ أو اعتداءٍ على أيِّ دولةٍ جارة. وأوضحَ أنَّ المنطقة تسودُها حالة من التوتر في العلاقات بين دول الجوار، وأنَّ العراق لن ينجرَّ إلى سياسة المحاور، مؤكداً حياديَّة مَوقف الحكومة، وعدمَ التدخل في شؤون الدول المجاورة، والمُطالبة بذات الحقِّ تُجاهَ العراق.
- وأضافَ أنَّ زيارتهُ المُرتقبة إلى دُولِ (الجِوار) هي لتعزيز العلاقات والبحث عن المصالح المشتركة ليكون العراق نقطة التقاء بدلاً من أن يكونَ ساحة للصِّراعِ والخِلاف.
التعليق:
ذكرنا في مناسباتٍ سابقةٍ أنَّ العراق يُعاني من فراغٍ سياسيٍّ خطير... ذلك أنَّ الحكومة القائمة فيه والمدعومة أمريكيَّاً هي من الضعف بمكان فباتت عاجزة عن السيطرة أو التحكم بدفة الأمور. وبات العراق - بعد احتلاله - بلد الطوائف والمليشيات المسلحة المدعومة من إيران ماديَّاً ومعنويَّاً، بل أصبح قادتها هم المُتصرِّفين في مقدرات البلد وأصواتهم تطغى على أيِّ صوت للحكومة... وكان ذلك كله بدفعٍ من إيران لتبقيَهُ تابعاً ضعيفاً تتحكم فيه. فمهمة الحكومة العراقية الأولى تتلخص في تنفيذ الأوامر بل (المؤامرات) الأمريكية المُفضيَة إلى تمزيق وحدة البلد أرضاً وشعباً... وأما الثانية فهي ابتزاز الناس وأكل أموالهم بأساليب شيطانية تحت مبررات محاربة (الإرهاب)، وتتوسل لذلك بقواتٍ مُسلحةٍ غاشمةٍ لقمعِ أيِّ تحرُّكٍ شعبيٍّ رافضٍ لتلك المُمارسات.
نعود الآن إلى رئيس مجلس الوزراء العباديّ وتصريحاته بأنه لن يسمح باستخدام الأراضي العراقية للاعتداء على دول الجوار بحسب التعبيرات الجديدة التي جاء بها المحتل الكافر، وهنا نقول للعبادي:
- أليس العراق أرضاً وسماءً غدا ممراً آمِناً (للمساعدات) الروسيِّة والإيرانيِّة بنقل الأسلحة والمعدَّات الحربيَّة براً وجواً لدعم نظام الأسد عدوِّ الله المجرم بحق إخواننا في سوريا؟ (الجزيرة)
- وما رأيك في التدخُلاتِ الإيرانيَّةِ السَّافرةِ في شؤون العراق التي تتظاهرون برفضها - بحسب النظام الرأسماليِّ المهترئ
- والتي أحالت البلد إلى ولايةٍ تابعةٍ لإيران تسمِّي وزراءها وحكامها، وتأخذ من أموالها ونفطها بغير حساب؟ (وكالة يقين).
- ألم يتبادر إلى سمعكم ما يصدر عن قادة المليشيات الطائفية - التي أضفيتم عليها صفة القدسيَّة - من تهديداتٍ سمِجةٍ باحتلال السعوديَّةِ والبحرين؟ فضلاً عن ترديد مقولةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ عن مظلوميَّةِ الشيعة في ذينك البلدين من قبل وزراء ومسؤولين في حكوماتِكم العَميلة؟
- ثم ما قولكم في الدعم الماديِّ والمعنويِّ للنظام القمعيِّ في سوريا، ومليشيات الحوثيِّين، والمعارضة البحرينية، وشيعة السعودية، وهذا ليس بالأمر الخفيِّ، بل هو معلومٌ ومسجَّلٌ؟ (راديو سوا وغيره).
- أم أنكم لا تعرفون شيئاً عن انخراط مليشياتكم الطائفية في القتال مع جيش بشار الظالم جيئة وذهاباً عبر الحدود البَريَّة والجويَّة؟
- ثم ما ردُّكم على التصريحات المزعجة لقادة المليشيات ونُوَّابِ البَرلمان ضِدَّ تركيا والسعوديَّةِ وقطر بأنها أنظمة داعمة لـ(لإرهاب)؟ أم أنَّ ذلك لا يُعدُّ تدخلاً سافراً في شؤون الغير كما تزعمون أو تُوهِمونَ البسطاء أنكم تستندون لقاعدة شعبيَّةٍ صُلبةٍ، أو حكومة عتيدةٍ تملك ناصية الأمور؟
وهكذا نجد أنَّ الأدِلة الدامغة قائمةٌ ومتوافرةٌ لفضح كذِبِكم وادِّعاءاتِكمُ الجوفاء... ولولا خوفُ الإطالة لجِئنا على ذكر الكثير من الشواهد والأمثلة... وصدق فيكم قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾.
أما زيارتكم المُزمَعة لدُول الجِوار بِهدفِ تعزيزِ العلاقاتِ والبحث عن المصالح المشتركة... فهي الأخرى لا تعدو كونها ترسيخاً لنهج التآمر على الأمة، وإشعال الفِتَنِ بين المسلمين، والإشراف على نهب الثروات التي استخلفكم الله عزَّ وجلَّ عليها لتحفظوها، وترعوا بها مصالحَ شعوبكم المنكوبة بكم وبأمثالكم من الحكام الرُّوَيْبِضات، فماذا عملتم بها غير جعلها نهباً لأعداء الأمة من اليهود والنَّصارى والكفار أجمعين؟!
نسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العَرشِ الكريمِ أن يُعجِّلَ بزوالكم، ويُخلفنا بعدكم حكاماً ربَّانِيِّينَ يحكمون بالعدل والقسط، ليُرضوا ربَّهم، ويُنصِفوا رعيَّتَهُم في ظل خلافةٍ راشدةٍ ثانيةٍ على منهاج النبوَّة لتقود العالم إلى الخير والفلاح، وتطرُدَ كلَّ مُتطاولٍ وطامعٍ فينا، وما ذلك عليه بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – العراق
وسائط
2 تعليقات
-
جزاکم الله خیر الجزاء
-
بارك الله فيكم