- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
معركة الموصل
(مترجم)
الخبر:
في 9 تموز/يوليو، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انتصاره في الموصل بعد أن تمت استعادة المدينة أخيرًا من تنظيم الدولة. قبل ثلاث سنوات فقط، في حزيران/يونيو 2014، قام نحو 1500 مقاتل من تنظيم الدولة بتوجيه قوة أكثر بعشرين مرة من حجمها (للاستسلام) واستولوا على ثاني أكبر مدينة في العراق. وبعد وقت قصير من إعلان الناطق باسم تنظيم الدولة أبو محمد العدناني عن تأسيس الخلافة، في تموز/يوليو 2014، ألقى أبو بكر البغدادي خطاب الانتصار من الجامع الكبير النوري في الموصل. ومعركة الموصل تمثل معلماً مهما للعراق وللائتلاف الغربي العالمي، ولكن في الواقع هذا ليس نهاية الطريق.
التعليق:
لقد لقي الآلاف مصرعهم، وفرّ ما يقرب من مليون شخص، وتحولت مساحات من الموصل إلى أنقاض خلال هذه الحملة المنهكة، بما في ذلك مسجد النوري القديم والمئذنة. وبالرغم من أن قوات تنظيم الدولة لم تتعدّ 10 آلاف و15 ألف فرد، فقد استغرق الأمر ما يقرب من تسعة أشهر لهزيمتهم في المدينة بالرغم من أن هذه العملية الضخمة شملت أكثر من 100 ألف من القوات العراقية والشرطة الاتحادية والمليشيات المختلفة، فمع القوات التي تفوق أعداد تنظيم الدولة بأغلبية ساحقة، والتي كانت مدعومة من قبل أمريكا، كيف تمكن تنظيم الدولة من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة، وبالرغم من الاحتمالات التي تقف ضدها ما زالت تكشف عن القدرات الحقيقية للقوات العراقية.
القوات العراقية تدعي بأنها انتصرت، وأهل الموصل الذين تمكنوا من البقاء على قيد الحياة لا ثقة لديهم بالحكومة المركزية العراقية كفقدان ثقتهم بتنظيم الدولة سواء بسواء. والواقع أن هذه القوة العسكرية (الشيعية) استولت على أغلبية المدينة (السنية). وسكانها لا يثقون بالحكومة المركزية ولا بالمليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي تعمل في أنحاء الموصل. هذا هو التحرير الذي يتم تقديمه لشعب الموصل. وهكذا تبقى المشاكل الأساسية في العراق دون حل.
كانت أمريكا تخطّط منذ البداية للسيطرة على العراق من خلال السعي إلى تقسيم عرقي بحكم الأمر الواقع في البلاد إلى ثلاث مناطق مستقلة ذاتيًا على أساس عرقي من السنة والأكراد والشيعة على التوالي.
وهذا التقسيم هو السبب لجميع المشاكل. وأدى البرلمان الديمقراطي والتجمع التشريعي الذي أنشأته أمريكا في العراق إلى تحويل الدولة إلى دولة فئوية مع تحول الاقتتال الفصائلي إلى حالة دائمة.
وأصبح دور إيران الآن مركزًا في العراق. وبالرغم من تشوه صورة أمريكا في التمرد عام 2005 وبدئها عملية إنشاء النظام السياسي للدول، واصلت إيران النزيف حتى الموت من أجل أمريكا، وهذا جعل الموالين لها ينضمون إلى أمريكا لإنشاء النظام ولإنهاء التمرد.
أكد محمود أحمدي نجاد في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز خلال زيارته لقمة الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2008: "لقد مدت إيران يد العون إلى الولايات المتحدة بشأن قضية أفغانستان... وقدم بلدنا المساعدة إلى الولايات المتحدة في استعادة السلام والاستقرار في العراق". تمكنت الولايات المتحدة من خلال وعود من مناصب في الحكومة والرشاوى والمكافآت من استيعاب العديد من الفصائل الشيعية للتخلي عن العنف والمشاركة في الإعداد السياسي الأمريكي. وقد حدد مسؤول عراقي دور إيران في ذلك الوقت "ليس هناك شك في أن الإيرانيين قاموا مؤخرا بتطبيق النفوذ والضغط على جيش المهدي لاحتواء عملياته داخل العراق والحد منها". وبالرغم من كل الخطابات ضد إيران من واشنطن في معركة العراق ضد تنظيم الدولة، فإن قائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني كان يقود ويوجه القوات على الأرض بدعم جوي من القوات الأمريكية من أجل دعم النظام في بغداد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عدنان خان
وسائط
3 تعليقات
-
بوركتم وجزيتم خيرا
-
بارك الله فيكم
-
جزاكم الله خير الجزاء و بارك فيكم