- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتقالات جديدة في شبه جزيرة القرم
(مترجم)
الخبر:
في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2017، ثارت موجة أخرى من الاعتقالات ضد المسلمين في شبه جزيرة القرم بتهمة التورط بالعمل مع حزب التحرير. وقعت الاعتقالات هذه المرة في مدينة باخشي ساراي، العاصمة السابقة لولاية شبه جزيرة القرم وقد كان يطلق عليها هذا الاسم قبل ضمها من قبل الإمبراطورية الروسية في عام 1783م. واليوم تعد باخشي ساراي مركزا سياسيا وثقافيا لتتار القرم، وغالبا ما تداهم السلطات الروسية هذه المنطقة، لتعتقل في كل مرة المسلمين على خلفية اتهامات ملفقة بـ(الإرهاب).
التعليق:
ستة مسلمين وراء القضبان هذه المرة، كل منهم له نشاطه الجماهيري الفاعل وهم: مارلين أسانوف، وتيمور إبراهيموف، وسيرفِر زكيرييف، وإرنست أميتوف، وسيران ساليف وميميت بيليلوف. وكالمعتاد، يتهمون جميعا بالضلوع في أنشطة حزب التحرير بناء على الجزء الأول والجزء الثاني من المادة 205.5 من القانون الجنائي للاتحاد الروسي - تنظيم أنشطة منظمة إرهابية. والعقوبة المفروضة على الجزء الثاني من هذه المادة (المشاركة في أنشطة المنظمة) تتراوح ما بين 10 سنوات و20 سنة سجناً، ولا يجوز أن تقل العقوبة المفروضة على الجزء الأول عن 15 سنة، وقد تصل إلى السجن مدى الحياة.
بادر مسلمو القرم بالرد الفوري على القمع المرتكب ضد أبناء الشعب: ففي 14 تشرين الأول/أكتوبر، خرج المئات من الناس في جميع أنحاء شبه جزيرة القرم إلى الشوارع في احتجاج يرفعون فيه ملصقات تطالب بإنهاء عمليات تلفيق القضايا الجنائية بتهمة (الإرهاب). وجاءت ردة فعل قوات الأمن الروسية فورية - ووفقا لنتائج ردة الفعل هذه فقد اعتقل عشرات النشطاء وتم استجوابهم.
وأدت عمليات الاعتقال والاحتجاجات الجديدة إلى صدى شديد في وسائط الإعلام، باللغتين الأوكرانية والروسية. وتحدث العديد من العلماء والصحفيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان مرة أخرى عن عدم وجود أي أساس أو قاعدة للاتهامات بـ(الإرهاب) ضد حزب التحرير. وهكذا، وبعد كل سلسلة من مثل هذه الاعتقالات، يتعرف المزيد والمزيد من الناس على جرائم روسيا ضد المسلمين في شبه جزيرة القرم ومناطق أخرى.
ومن الجدير بالذكر أنه في أيام قليلة فقط، في 17 من تشرين الأول/أكتوبر، في مدينة ألمتيفسك (تتارستان)، كانت هناك اعتقالات للمسلمين بتهم التورط في حزب التحرير. فقد اعتقل ثمانية مسلمين وخضعوا لتدابير وقائية - اعتقالات، ووجهت إليهم تهم انطلاقا من نفس المادة 205.5 من القانون الجنائي للاتحاد الروسي. وحتى الآن، بلغ العدد التراكمي للمسلمين المحرومين من حريتهم بتهمة الانخراط في حزب التحرير حوالي 300 شخص. وفي شبه جزيرة القرم وحدها، حيث ألقي القبض على 20 شخصا بتهمة الانخراط في حزب سياسي إسلامي، ترك جهاز الأمن الفيدرالي أكثر من 100 طفل دون آباء!
مما لا شك فيه أن هذه الجرائم كلها التي ترتكبها روسيا ليست سوى أحداث مؤقتة، وستنتهي قطعا بإذن الله، عندما يقيم المسلمون دولتهم أخيرا في البلدان الإسلامية. وحتى ذلك الحين، فإن مسلمي القرم مستعدون للكفاح حتى النهاية للحفاظ على دينهم وهويتهم، بل إنهم يضحون بالفعل بممتلكاتهم وحريتهم وأمنهم على هذا الطريق!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد منصور