- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الذكرى المئوية لوعد بلفور والقضية الفلسطينية
(مترجم)
الخبر:
تصادف الذكرى المئوية لوعد بلفور في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وهو الوعد بإنشاء كيان ليهود في فلسطين. يتم الاحتفال بالالتزام البريطاني بإنشاء "الوطن القومي اليهودي" في فلسطين وإدانته مع اقتراب ذكرى التقسيم. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد قالت في كانون الأول/ديسمبر الماضي إنه "إحدى أهم الرسائل في التاريخ". وأضافت: "إنه يدل على الدور الفعال لبريطانيا في إيجاد وطن للشعب اليهودي". (الغارديان، 25 تشرين الأول/أكتوبر). وتعتزم السلطة الفلسطينية تنظيم مظاهرة كبيرة في لندن، وستطلب من الحكومة البريطانية الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 (هآرتس). إن "حملة الاعتذار عن وعد بلفور" بقيادة مركز العودة الفلسطيني التي تتخذ من لندن مقراً لها، تسعى للحصول على اعتذار رسمي من الحكومة البريطانية لإصدار الإعلان "الذي تسبب في الكثير من الأضرار".
التعليق:
بما أن وعد بلفور المشؤوم وصل إلى الذكرى السنوية المائة لإعلانه، فذلك يبين مدى تأثيره على الشعب الفلسطيني وباقي البلدان الإسلامية، وخاصة القدس والمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي. أما بالنسبة للمظاهرة التي ستنظم بالنيابة عن حكومة السلطة الفلسطينية، فستكون ضمن حدود القيود الدولية، في حين إن حكومة كيان يهود الغاصب لم تحاكم بعد في أي محكمة دولية على أفعالهم الخسيسة المستمرة ضد الرجال والنساء والشباب الفلسطينيين وتدنيس الأراضي المقدسة والمساجد. والكارثة هي الدعوة إلى الاعتراف الدولي بحدود عام 1967! وماذا عن باقي الأراضي من عام 1948... عكا ويافا وحيفا؟ وماذا عن مذبحة دير ياسين المروعة والعديد من القرى التي دمرها كيان يهود بأسلحة بريطانيا؟ ألا يعتبر هذا في بيان السلطة الفلسطينية ضمن الأرض المباركة فلسطين؟!
حقاً لماذا ستنظم السلطة الفلسطينية مظاهرة في لندن؟؟ لماذا يطلبون الاعتراف بهم من المؤسس والداعم الأساسي لكيان يهود منذ نشأته؟ ما الذي يمكن أن يدفع الإمبراطورية البريطانية للتراجع عن مثل هذا الاتفاق الكبير الذي يتماشى مع اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت البلاد الإسلامية إلى دويلات عميلة لدولة العدو التي تحارب وسطها؟ أين المنطق في وجود السلطة الفلسطينية التي يتمثل هدفها الرئيسي في حماية حدود العدو والاعتراف بهم على أرض فلسطين؟ وإذا كانت منظمة الشر هذه تعلن الغضب ضد المحتل الذي يقتل شعبها بدم بارد، والذي يعرض القاصرين إلى أساليب تعذيب شديدة لا تنتهي، بما في ذلك الاغتصاب والسياسات التي يسببها الإرهاب، والاستيلاء على الأراضي من الشعب الفلسطيني وإعلانها أرضهم، وحرق أشجار الزيتون وبساتين الأشجار المثمرة. فإذن لماذا يجلس حكام السلطة الفلسطينية ويتفاوضون مع المحتلين؟ ولماذا لا يقوم حكام المسلمين بواجبهم؟... والذي هو ببساطة استئصال وعد بلفور وأي اتفاقية أخرى تعترف وتتعامل مع كيان يهود المغتصب سواء أكانت معاهدات المياه أو صفقات النفط والغاز أو غيرها من المعادن... وبأبسط العبارات القضاء على كيان يهود؟!
كانت الإمبراطورية البريطانية هي التي وعدت فلسطين و(شرق الأردن) باستعادة أراضيهم مقابل التمرد ضد الخلافة العثمانية... ولكن البريطانيين لديهم خطة مدمرة أكثر خبثاً بكثير لتقسيم الخريطة الإسلامية بشكل عميق مما يجعل من المستحيل تقريباً على من مزقتهم الحرب من المسلمين في ذاك الوقت أن يعودوا للتمسك بإيمانهم بنظام الخلافة وأن يقوموا برفض الخطط الاستعمارية الغربية التي تخضعهم لما يملونه عليهم، الأمر الذي تسبب بنتائج مرعبة للغاية كما هو جليّ اليوم.
إنه نموذج على موقف الإمبراطورية البريطانية تجاه غيرهم، فقد رأوا أنه من المناسب إهداء أرض يسكنها بالكامل سكانها الأصليون لشعب أجنبي تم جمعه من أنحاء مختلفة من العالم لاصطناع كيان ملوث جديد والذي أدى إلى المذابح الدموية ونزوح مئات الآلاف من السكان الأصليين. العديد من المنظمات الشعبية تحارب من أجل تحرير فلسطين وحقوق الفلسطينيين، وهي قضية عصية على الاضمحلال على الرغم من الجهود الضخمة للتطبيع مع كيان يهود. ومع ذلك، فإن هذه المشكلة تعتبر مأزقاً مشؤوماً من قبل الأكاديميين والسياسيين ومراكز الفكر المتخصصة، في حين إن الحل الإسلامي واضح للمسلمين، وهو عودة فلسطين وبلاد الشام وغيرها من بلاد المسلمين للتوحد تحت راية الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر