- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخُ يُعيدُ نَفسه فًهل مِنْ مُدَّكر؟!
الخبر:
كَشفتْ الصَّحيفةُ البريطانيةُ (ديلي ميل) عَنْ أنَّ "مرتزقة أمريكيين" يقومونَ بِتعذيبِ الأمراءِ السعوديينَ المعتقلينَ في إطارِ حملةِ الفسادِ التي يَقودها وَليُّ العهدِ محمد بِن سلمان، حتَّى إنَّهم يعلِّقونَ الأميرَ المليارديرَ الوليدُ بن طلال مِنْ رِجليهِ في وضعيةٍ مقلوبة. وأشارتْ إلى أنَّ المعتقلينَ يجري تعليقهم مِنْ أقدامهم رأساً على عقب لمجردِ توجيهِ رسالةٍ، ويقولونَ لهم فيها "إننا أذعنا التُهمَ الموجهةَ لكمْ عَلى الملأِ، والعالمُ كلهُ يعرفُ أنَّكم اعتُقلتم بتلكَ التهم". وقالتِ الصحيفةُ: إنَّ المرتزقة الأمريكيين "يوسعونَ (المعتقلينَ) ضرباً، ويعذبونهم، ويصفعونهم ويهينونهم لِجعلهم ينهارون". وكشفتْ أنَّ بلاك ووتر هيَ الشركةُ المتورطةُ في تعذيبِ المعتقلين، وأنَّ وسائلَ التواصلِ في العالمِ العربي، إلى جانبِ الرئيسِ اللبنانيِّ، كُلهم أقروا بوجودِ تلكَ الشركةِ في السعودية. ويذكرُ أنَّ وليَ العهدِ السعوديّ صادرَ كذلكَ أكثر من 194 مليار دولار مِنْ حساباتٍ مصرفيةٍ، واستولى على موجوداتٍ تخصُّ أولئكَ المعتقلين. المصدر
التعليق:
يُتقنُ حكامُ المسلمينَ ومنهم أمراءُ الخليجِ وعلى رأسهم حكام آل سعود، يتقنونَ تمثيلَ أنَّهم حكامٌ حقيقيونَ ذوو سيادةٍ، فَهم يأمرونَ وينهونَ ويبطشونَ بالنَّاسِ ويتصرفونَ في ثرواتِ الأُمةِ وكأنها مِلكُ يمينهم، يَعتدونَ على حُرماتِ المسلمينَ وكأنَّهم عبيدٌ عِندهم، يُحيطونَ أنفسهم بالمنافقينَ مِنْ بِطانةِ السوءِ ويوظفونَ أجهزةً قمعيةً عندهم ليمكنوهم مِن حبكِ كذبتهم كحكامٍ على النَّاسِ، وفجأةً يقررُ الحاكمُ الحقيقيّ في تلكَ العِزبِ أنّ يَعلمَ هؤلاءِ أنَّهم ما هُم إلا عبيدٌ عِندهُ في المزْرعة، يستخدمهم لجلدِ ظهورِ النَّاسِ ولما يقررُ السيدُ الاستغناءَ عَنّهم أو يَستبدل بهم غيرهم، يُلقي بهم في أقبيةِ السجونِ أو على قارعةِ الطريقِ، وأكثرُ مِن ذلك، يعذبهم وينكلُ بِهم ليستمتعَ بتعذيبِ مَن ظنّوا في أنفسهم يوماً أنهم أشرافُ مكة، نَسيَ هؤلاءِ الرويبضاتِ أنَّ سيدهم مِن فصيلةِ مصاصي الدماءِ، الذي يستمتع بِقتلِ وسحلِ البشر، ولا أقولها هنا مجازاً، بل على الحقيقةِ، فالعرقُ الإنجلوساكسون الذي ارتوى مِن دماءِ النَّاسِ في العالمِ القديمِ هو نفسهُ الذي ذهبَ ليشربَ مزيداً مِن الدماءِ في العالمِ الجديدِ وانطلاقاً منهُ، فهم لَم يحموا عملاءهم بَل هُم مَن أوقعوا بِهم في شرِّ أعمالهم في العراقِ وليبيا ومِصرَ وغيرها.... مخطئٌ مَنْ ظَنَّ يوماً أنَّ للثعلبِ دينا!
عِندما أصغى المستعصمُ باللهِ آخر خلفاءِ بني العباسِ إلى ابن العلقميِّ، وكان مِن بطانةِ السوءِ دخلَ هولاكو بغدادَ فَوجدَ حوضاً من الذهبِ الأحمرِ الخالصِ في ساحةِ القصرِ، وضعه المغولُ بعضه فوقَ بعضٍ، فكانَ كجبلٍ على جبل عندما قبضَ هولاكو على الخليفةِ قيلَ لهُ إنهُ لو قتلهُ وأريقت دماؤهُ على الأرضِ فسيحدثُ كوارثَ عظيمةً فأمرَ هولاكو بأن يوضعَ الخليفةَ في جلدِ بقرٍ وأن يضربَ بداخلهِ حتى يموت، وهكذا يعيدُ التاريخُ نفسهُ فَهلْ مِنْ مُدَّكر؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان