- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فاجعة مصرع نساء المسلمين بإقليم الصويرة بالمغرب
تكشف مخازي ومآسي الدولة الوطنية
الخبر:
أفاد بلاغ لوزارة الداخلية المغربية أن حادث التدافع الذي وقع يوم الأحد 19 تشرين الثاني/نوفمبر2017 خلال عملية توزيع مساعدات غذائية نظمتها إحدى الجمعيات المحلية بالسوق الأسبوعي لجماعة سيدي بولعلام بإقليم الصويرة أدى إلى مصرع 15 امرأة وإصابة أخريات بجروح متفاوتة الخطورة.
التعليق:
الرويبضات وسقط القوم يتخوضون في ثروات وأموال الناس بغير حق ويستغنون فحشا، ونساء المسلمين يمتن دهسا وتدافعا طلبا لرغيف خبز فقرا وبؤسا.
هذا ما آلت إليه أوضاع المسلمين بعدما فقدوا دولتهم دولة الإسلام العظيم، وأقصي الإسلام من الموقف الدولي والعلاقات الدولية والسياسة وحياة الناس، وحلت محله الرأسمالية الكافرة الفاجرة وكياناتها المصطنعة عبر اتفاقات سايكس ـ بيكو، واتفاقيات إيفيان واتفاقات إيكس ليبان، وأنشئت الدويلات الوطنية الوظيفية في بلاد المسلمين على أنقاض خلافتهم، دويلات بخرقة الكافر المستعمر سموه علما، ونشيد وطني وعميل مأجور لخدمة أهداف ومصالح الكافر المستعمر بات أميرا وملكا ورئيسا. ومن يومها حل الخراب والدمار بديار المسلمين، فألبسوا الذلة والصغار وتجرعوا الجور والحيف ألوانا وسوموا سوء الرعاية فقرا وأمرضا وتجهيلا وقهرا، وركبوا البحر فرارا من العدو العميل إلى العدو الأصيل، وباتوا كالمستجير من الرمضاء بالنار، وصدق فيهم قول نبيهم r، عن ثوبان مولى النبي عن رسول الله rقال: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا...».
هكذا باتت مآسي المسلمين تترى ومصائبهم كبحر لجي مصائبه تعلو إحداهن الأخرى، فتقارير لئام الغرب تشهد بصنيعه فينا، ولأهل المغرب نصيبهم من المآسي يتجرعونه أصنافا وألوانا من البؤس والفقر والحرمان.
حسب تقرير هيئة الأمم المتحدة لسنة 2016: صنف المغرب كإحدى الدول الأكثر فقرا في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وحسب التقرير فإن 60% من أهل المغرب هم من الفقراء والمعوزين، و5 ملايين من أهل المغرب يعيشون بأقل من دولارين في اليوم، ومليون منهم بأقل من دولار واحد.
وهذا الوضع يزداد سوءاً فقد احتل المغرب سنة 1995 المرتبة 117 حسب مؤشرات التنمية البشرية من بين 188 دولة، وسنة 2016 تدنى إلى المرتبة 123 أي مزيد من سوء الرعاية والفقر والبؤس.
يا معشر الأهل بالمغرب! أما آن الأوان لنزع لبوس الذلة والمهانة عنكم باقتلاع الاستعمار من جذوره وإزالة كيانه المسخ "الدولة الوطنية" لقيطة سفاح الرأسمالية دولة المخازي والمآسي، واستعادة سلطانكم المغصوب بتحكيم شرع ربكم لتعودوا كما حق لكم أن تكونوا أعزة مكرمين، يسوسكم خليفة راشد يعمل بسيرة الراشدين ويقتفي أثرهم، مجسدا قول الفاروق رضي الله عنه: "وما مثلي ومثل هؤلاء، كمثل قوم كانوا في سفر وجمعوا منه مالا وسلموه إلى واحد ينفقه عليهم فهل يحل لذلك الرجل أن يستأثر عنهم من أموالهم؟".
وهذا خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز يقتفي أثر الراشدين يخاطب بنيه في مرض موته وهم بضعة عشر ذكرا ليس فيهم بالغ قائلا: "يا بني والله ما منعتكم حقا هو لكم ولم أكن بالذي آخذ أموال الناس فأدفعها إليكم".
فكيف بكم يا معشر الأهل، والرويبضات وسقط القوم ومن قبلهم ومن ورائهم الغرب الكافر المستعمر يتخوضون في أموالكم التي جعلها الله حقا لكم ويستغنون فحشا وتهلكون أنتم فقرا وبؤسا؟!
حري بكم الجد مع الجادين العاملين لإقامة خلافة الإسلام العظيم التي فيها وبها عزكم ورفاهكم وقبل كل هذا رضا ربكم. قال تعالى: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مناجي رشيد