- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
العائق أمام توسيع السلام في المنطقة
يكمن في معاداة الشعوب العربية لكيان يهود وليس في قادتهم
الخبر:
نشر موقع "رأي اليوم" يوم الأربعاء الموافق لـ2017/11/22 تصريحاتٍ لنتنياهو رئيس وزراء كيان يهود في الذكرى الأربعين لزيارة أنور السادات لكيان يهود، ومن جملة ما صرح به نتنياهو: أن العقبة الكبرى أمام توسيع السلام لا تعود إلى قادة الدول حولنا، وإنما إلى الرأي العام السائد في الشارع العربي والذي تعرض خلال سنواتٍ طويلةٍ لغسل دماغ تمثل بعرض صورةٍ خاطئةٍ ومنحازةٍ عن كيان يهود، وقال أيضاً: حتى بعد مرور العشرات من السنوات وعلى غرار الطبقات الجيولوجية يصعب جدا التحرر من تلك الصورة وعرض كيان يهود على حقيقته وبوجهه الجميل والحقيقي.
التعليق:
يؤكد نتنياهو في تصريحاته تلك أن العلاقة بين كيان يهود وحكام المسلمين جميعاً لا تشوبها شائبةٌ، وأن يهود وحكام المسلمين ومن ورائهم الغرب الكافر يدٌ على مَن سواهم، وها هم حكام الخليج ومَن شايعهم من بعض الكتاب المأجورين، أخزاهم الله جميعا، قد بدأوا بكل وقاحة يجاهرون بالتطلع إلى إقامة علاقاتٍ مع كيان يهود والتطبيع معه، إلا أن ما يؤرق نتنياهو وغيره من قادة يهود هو إدراكهم أن حكام البلاد العربية والإسلامية لا يمثلون شعوبهم في شيء، وهم في نظر شعوبهم ليسوا أكثر من لصوصٍ اغتصبوا سلطان الأمة في لحظة غفلةٍ من الأمة بدعمٍ من الغرب الكافر، وهم أعداءٌ لشعوبهم، وهم حجر عثرةٍ في وجوههم، ويدرك قادة يهود أنه لولا الحماية التي يوفرها لهم هؤلاء الطواغيت لأصبح يهود وكيانهم أثراً بعد عين، كما أن قادة يهود يدركون قبل غيرهم أن اتفاقيات السلام التي عقدها معهم هؤلاء المغتصبون للسلطة لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، لأنها لا تلزم إلا هؤلاء الطواغيت، أما الشعوب فهي في حلٍّ منها ولا تقيم لها وزناً، وإن زماناً ستحرق فيه الشعوب المسلمة هذه الاتفاقيات وترمي برمادها عُرض البحر قد لاحت بشائره في الأفق، ولذلك كان من الطبيعي أن يعتبر نتنياهو أن مشكلته هي مع الشعوب وليس مع القادة الأذلاء العملاء، وكيف تكون مشكلته معهم وهم الذين سلّموا فلسطين ليهود على طبقٍ من ذهبٍ في مسرحياتٍ مكشوفةٍ للقاصي والداني؟!
ونقول لنتنياهو إن الشعوب المسلمة وليس فقط الشعوب العربية ستبقى شوكةً في حلوقكم إلى أبد الآبدين طالما أن الإسلام وأحكامه متجذرةٌ في عقول وقلوب هذه الشعوب، التي تعتبر الأرض المباركة فلسطين، التي بارك الله فيها وفي ما حولها، هي أرضٌ خراجيةٌ، وبالتالي فهي ملكٌ لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وطالما أن المسلمين يقرأون قول الله عز وجل في سورة الإسراء ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ فهي حقٌّ للمسلمين فقط، وستعود لهم طال الزمان أم قَصُر، ولن يضرهم أو يفت في عضدهم ما قامت به شرذمةٌ حقيرةٌ لا تخاف الله من التنازل عنها ليهود، وإن دولة الخلافة التي فتحتها وحررتها وحمتها لقرونٍ طويلةٍ لهي قائمةٌ بإذن الله قريباً، نراها رأي العين، وهي التي ستحررها من جديد من عصابات يهود، وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون، فانتظر يا نتنياهو إنا منتظرون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام