الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كأنها جُمعت ثمانون راية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

بدأت الجهات الدولية الفاعلة في وضع نفسها لاستغلال الحقائق الجديدة في سوريا وترسيخ مشاركتها في إعادة بناء البلاد، فقد ظهر منافس جديد للاعبين الدوليين المعتادين وهو: الشيشان.

 

وبينما قد يبدو غريبا مناقشة موضوع فيدرالي روسي بذات النَّفَس كدولة مستقلة، فإن مستوى مشاركة سوريا مؤخرا مع السلطات الشيشانية لم يسبق له مثيل. حيث إن دور الشيشان في سوريا - وزعيمها رمضان قاديروف - شهد نموا كبيرا في العام الماضي، إذ تلعب القوات العسكرية الشيشانية دورا حاسما في مناطق خفض التصعيد، بعد أن تعززت العلاقات الدبلوماسية بشكل كبير، وبينما تدعي موسكو أنها أقرت معظم هذه المشاركة، فإن اهتمام الشيشان بالبلاد يتجاوز كثيرا الخطاب الرسمي للكرملين. (سوريا ديبلي).

 

وتعزم الصين على إرسال قوات إلى سوريا لمساعدة قوات الرئيس بشار الأسد، وفقا لما ذكرته صحيفة الخليج الجديد.

 

وذكرت مصادر مطلعة أن هذا التحرك يأتي مع تزايد قلق الصين بشأن وجود مسلحين إسلاميين في منطقة تركستان الشرقية الذين شوهدوا وهم يساعدون جماعات المعارضة في سوريا.

 

وفي الأسبوع الماضي، أشاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اجتماعه مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان بجهود النظام في التصدي للمقاتلين من حركة تركستان الشرقية الإسلامية.

 

كما ادعى النظام السوري أن نحو 5 آلاف مقاتل من أصل إيغوري، وهي أقلية عرقية مسلمة كانت السلطات الصينية تتهمها بانتظام (بالإرهاب)، قد وصلت إلى سوريا، وهي تمر بصورة غير قانونية عبر جنوب شرق آسيا وتركيا.

 

وقالت المصادر إن وزارة الدفاع الصينية تعتزم إرسال وحدتين تعرفان باسم "نمور سيبيريا" و"نمور الليل" من قوات العمليات الخاصة لمساعدة قوات الحكومة السورية. (ميمو).

 

التعليق:

 

في العام الماضي، قامت الشيشان بتوسيع دورها داخل سوريا، وتنافست مثل اللاعبين الرئيسيين للتأثير على علمانية مقبولة ومكانتهم الخاصة في إعادة إعمار سوريا.

 

ومنذ التطهير العرقي الوحشي للمسلمين في أوائل ومنتصف التسعينات، واستمرار ما يسمى بحركة التمرد التي كانت شوكة في خاصرة الكرملين؛ انضم المقاتلون الإسلاميون في الشيشان إلى مجموعات مختلفة في سوريا بهدف هزيمة نظام الأسد.

 

وبعد مشاركة تنظيم الدولة في إعدام العديد من المقاتلين الإسلاميين في الشيشان؛ قام قاديروف بإرسال قواته للإشراف على ما يسمى بالممر الآمن في حلب الذي أقامته تركيا تحت ذريعة المرور الآمن للمدنيين، وتركت جماعات المجاهدين محاصرة من قبل قوات الأسد وإيران.

 

وارتفع عدد أفراد الشرطة العسكرية الشيشانية بمقدار 400 فرد في الفترة ما بين أيار/مايو وتموز/يوليو. وكانوا يتمركزون في درعا وعلى نقاط تفتيش في الغوطة الشرقية وخارج حمص. لكن الأحداث الأخيرة أرغمتهم على المشاركة بشكل أكثر عمقا في إدلب، وذلك مباشرة ضد الجماعات الإسلامية الشيشانية المهيمنة.

 

إن الطاغية والجزار رمضان قاديروف، والجرو الصغير لبوتين، يتوق إلى لعب دور قيادي أكثر أهمية بين البلاد الإسلامية والعربية في السنوات الأخيرة، تحت ستار المؤسسات الخيرية والمؤسسات التربوية وحتى في المساعي الروحية كان قد لعب على مشاعر الأمة، في حين إنه سحق بشدة وقسوة أي علامة تدل على إحياء النهضة الإسلامية. وهو الآن يؤمّن أهدافه الغادرة في سوريا من خلال الوعد بمبلغ 14 مليون دولار لتمويل إعادة ترميم المسجدين البارزين؛ خالد بن الوليد في حمص والمسجد الأموي في حلب.

 

وبالنظر إلى أن مصالح قاديروف وبوتين واحدة، فإنه من المرجح أن تستمر المشاركة العسكرية الشيشانية بل وأن تنمو، فإن سوريا منقسمة خالية من القيادة الشرعية، وبأي ثمن، هي خطة هؤلاء أصحاب الجحيم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يدمر أمنهم وسلامهم.

 

وكما ورد في أحاديث آخر الزمان، التي تصف بالتفصيل الفتن العظيمة التي ستمر بها أمة محمد r«اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَة - فذكر منها - ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ - وبنو الأصفر هم الروم النصارى - فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَة - أي راية - تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا».

 

... وها نحن نرى لاعبا دوليا آخر وهو الصين، حيث تأخذ مكانها في مأساة الشام.

 

ففي عام 2015، تم إرسال 5000 جندي صيني إلى سوريا، وبالنظر إلى أن الصين هي واحدة من القوى الخمس التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فليس من الغريب أن تستخدم في أكثر من مناسبة موقفها لحماية مصالح نظام الأسد، وتمكين الأعمال القتالية على حساب ملايين الأرواح البريئة.

 

وتبرر وزارة الدفاع نشر قواتها الخاصة "نمور سيبيريا" و"نمور الليل"، من خلال الادعاء بأن الآلاف من المسلمين الإيغور، الذين تضطهدهم الحكومة الصينية بشكل فاضح، منخرطون في أعمال إرهابية وبأن البعض منهم غادر للقتال في سوريا.

 

قد يحاول أعداء الله اليوم وغدا أكثر من أي وقت مضى تبرير خداعهم وأكاذيبهم، لأن كل الحقيقة قد استعصت على عيونهم العمياء وقلوبهم المغلقة. وعند مرور أمة محمد rبهذه المرحلة المؤلمة، فإنه سيظهر اليقين الراسخ أن دين الله سبحانه وتعالى وحده يستحق العبادة ونيل الشرف للعيش في ظله، وأن الحماية والراحة لا توجد إلا فيه... وأن ظل الله سبحانه وتعالى على الأرض - الخليفة الصالح سيوجه الأمة في اتجاه الأمن والسلطة كما تستحق وكما وعدت.

 

 وكما قال حبيبنا الرسول محمد r: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَىْ مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتُكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَىْ مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ» رواه أحمد.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مليحة فهيم الدين

آخر تعديل علىالإثنين, 04 كانون الأول/ديسمبر 2017

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع