- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قضية فلسطين لا يمكن اختزالها في نقل سفارة أو اختيار عاصمة!
الخبر:
طالبت فلسطين بعقد اجتماعات طارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي لبحث التوجه الأمريكي للاعتراف بالقدس عاصمة لكيان يهود، حسبما أفاد مراسل الجزيرة في فلسطين. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قام بحملة اتصالات مع قادة دوليين وعرب في محاولة لحثهم على سرعة التدخل وثني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره الإعلان عن القدس عاصمة لكيان يهود.
وحذرت القيادة الفلسطينية من أن إعلان أمريكا مثل هذا الموقف بعد تقييدها عمل بعثة فلسطين في واشنطن يقضي على دور أمريكا وسيطا لحل الصراع العربي مع كيان يهود، ويدخل المنطقة في مسار أشد خطورة. واعتبرت استعداد إدارة الرئيس ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لكيان يهود قبل تحقيق الحل بزوال الاحتلال بمثابة تدمير لعملية السلام، وهو ما من شأنه دفع المنطقة إلى مربع عدم الاستقرار. (الجزيرة 2017/12/3) "بتصرف"
التعليق:
ما إن صدرت تسريبات إعلامية بأن ترامب يدرس خطة يعلن بموجبها القدس عاصمة لكيان يهود، وعزمه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، حتى أطلقت الدعوات وبدأت التحركات لعقد اجتماعات طارئة، كما أجريت الاتصالات للتدخل لثني ترامب عن قراره الذي لم تتضح معالمه ولا وقت إعلانه بعد، فيما ضجت مواقع التواصل الإلكتروني بالخبر وعبر روادها عن رفضهم وغضبهم لهذا القرار بإطلاقهم وسم "#القدس_عاصمة_فلسطين"، وفي ذلك خير ودليل على أن فلسطين والقدس جزء من عقيدة المسلمين التي لا يقبلون المساومة عليها.
ولكن السؤال هنا هل المشكلة أصلاً في مكان وجود السفارة الأمريكية أم في وجودها أساساً على أرض فلسطين؟! وهل صراعنا مع كيان يهود محصور في الاعتراف بالقدس عاصمة له؟
إن الأصل فينا بصفتنا مسلمين ألا نقبل بوجود سفارة لأمريكا لا في تل أبيب ولا في القدس سواء غربيها أو شرقيها، ولا على أي شبر من أرض فلسطين المباركة، وأن لا نعترف ولا نقبل بأي تقسيم أو تقزيم لقضية فلسطين على أساس حل الدولتين، وتقسيمها لأراضي 48 وأراضي 67. وأن نرفض كل الحلول الاستسلامية والمبادرات الخيانية التي تطرحها الأنظمة في بلاد المسلمين لتحقيق السلام وتطبيع العلاقات مع هذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين.
إن أصل القضية وحقيقة صراعنا مع كيان يهود، يقوم على أن فلسطين أرض إسلامية ربطها رب العالمين بعقيدة المسلمين فقال سبحانه: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾، وفتحها المسلمون وروى شهداؤهم ترابها الطاهر بدمائهم الزكية، فلا نقبل التفريط بأي شبر منها، ونسعى لتحريرها كاملة من هذا الكيان الغاصب وإعادتها إلى حضن الأمة الإسلامية. هذا من جانب.
ومن جانب آخر فإننا لم ولن ننتظر يوماً من أمريكا خيراً لأهل فلسطين ولا لأي بلد من بلاد المسلمين، وكل من يأمل أو ينتظر حلاً لقضية فلسطين من خلال "صفقة القرن" أو أي مبادرة طرحتها أو ستطرحها أمريكا هو واهم. فأمريكا عدوة للإسلام والمسلمين ارتكبت بحقهم مجازر وحشية في العراق وأفغانستان...، ودعمت الطغاة في بلادهم لقتلهم وتهجيرهم كما في الشام وفي غيرها، ورعت كيان يهود ودعمته في جرائمه بحق أهل فلسطين.
إن حل قضية فلسطين لن يكون إلا بتحريك جيوش المسلمين لتحريرها واجتثاث كيان يهود من جذوره، وأي جهد أو دعوة تبذل في غير هذا الإطار هي تضليل وتضييع للوقت.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة