- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رويبضة مصر يقترح رام الله بديلاً للقدس
الخبر:
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية السبت الموافق 2018/01/06 عن تسريبات تتحدث عن قبول نظام عبد الفتاح السيسي برام الله عاصمة لدولة محمود عباس بدل القدس، وكانت هذه التسريبات عبارة عن تسجيل لمحادثات أجراها ضابط مخابرات يدعى أشرف الخولي، أعطى من خلالها تعليماتٍ لبعض الإعلاميين ومقدمي البرامج بشأن معالجة ملف القدس إعلامياً من خلال التركيز على أن "موقف مصر يجب أن يظهر كما الدول العربية الأخرى، مناهضاً لقرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، وإعلانه الاعتراف بها عاصمة لكيان يهود، في حين إن ما هو مهم بالنسبة لنا هو إنهاء معاناة الفلسطينيين عبر حلٍ سياسي يتمثل برام الله بدل القدس عاصمة لفلسطين". (عربي 21، السبت 2018/01/06)
التعليق:
إن الذي أظهرته هذه التسجيلات هو تأكيدٌ على ما هو معلومٌ بالضرورة لكل عاقلٍ مبصرٍ يعي مصاب الأمة الجلل بحكامها الخونة الرويبضات، وأن وجودهم في سدة الحكم ما هو إلا وجودٌ وظيفي لدى الكافر المستعمر، يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه. نعم إن التسريبات حول خضوع السيسي المجرم للقرار الأمريكي بشأن القدس واقتراحه رام الله بديلاً لها، ليست مفاجئة، بل هذا هو المتوقع منه ومن حكام السوء أمثاله، ولهذا فليس من المستغرب ظهور المزيد من تلك التسجيلات التي تؤكد عمالة السيسي وغيره من حكام السوء.
إلا أن ما يلفت النظر حقاً هو حرص هؤلاء الرويبضات على مجاراة الرأي العام، المتعاطف مع قضية القدس، وحذرهم من عدم الظهور علانيةً مع قرار ترامب المتعلق بالقدس، خوفاً من غضبة شعوبهم التي إن تحركت تحركاً واعياً فستزلزل الأرض من تحت أقدامهم ولن يكون مصيرهم وقتها أفضل من مصير القذافي وصالح، ولذلك يعملون على إخفاء موافقتهم على القرار الأمريكي، وحث الإعلام المسيس والفنانين على "إقناع الناس وتغيير الرأي العام" ليوافق ما يقترحون، وهذا يدل بدوره على أن هؤلاء الخونة أخوف ما يخافون من انتفاضة الأمة وخروجها عليهم لتسترد سلطانها المغتصب، ولقد صدق فيهم قول الله تعالى: ﴿لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُون﴾ [الحشر: 13].
نعم هم يعلمون أنهم مغتصبون لسلطان الأمة، ويعلمون علم اليقين أنه متى قامت الأمة مخلصةً لله مطالبةً بتحكيم شرع ربها وإقامة دينها، فلن يجدي معها حينذاك ترغيبٌ ولا ترهيبٌ، وأنهم يومئذ هالكون لا محالة. فاللهم اجعلنا على ذلك اليوم من الشاهدين، واستعملنا في نصرة دينك وتحكيم شرعك ولا تستبدل بنا قوما آخرين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل