- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام المصري يستمر في خيانته لفلسطين
(مترجم)
الخبر:
في 6 كانون الثاني/يناير، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً بعنوان "الأشرطة المسجلة تكشف قبولاً ضمنياً للقادة المصريين لنقل القدس". وذكر المقال أن الحكومة المصرية كانت تنتقد علناً إعلان الرئيس ترامب الشهر الماضي بأن أمريكا ستعترف بمدينة القدس كعاصمة لكيان يهود، حيث طلب ضابط مخابرات مصري من عدد من المضيفين المؤثرين في التلفزيون المصري إقناع المصريين بقبول القرار. وذكرت الصحيفة أنها حصلت على تسجيلات صوتية سمع فيها النقيب أشرف الخولي يقول للمضيفين بأن مصر مثل "إخوانها العرب" تندد بهذه المسألة "ولكن" بعد ذلك سيصبح هذا الشيء حقيقةً واقعيةً، ولا يمكن للفلسطينيين أن يقاوموا ونحن لا نريد أن نبدأ حرباً، بل لدينا ما يكفينا من المشاكل كما تعلمون". وسمع أيضاً الخولي وهو يلمح للمضيفين بأن الفلسطينيين يجب أن يتركوا نضالهم من أجل القدس وأن يتكاتفوا مع مدينة رام الله بالضفة الغربية التي هي معقل السلطة الفلسطينية حالياً. وقال: "كيف تختلف القدس عن رام الله، حقاً؟" و"إن الامتيازات أمر لا بد منه، وإذا وصلنا إلى تنازلات تكون القدس من ضمنها - فستكون رام الله عاصمة فلسطين، لإنهاء الحرب، حيث لن يموت أي شخص آخر، لذلك سنقبل بهذه التنازلات". ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فقد قال خولي بأن ردود الفعل على قرار أمريكا بشأن القدس هو أمر "خطير" و"قضية للانتفاضة"، معلقاً على أن "الانتفاضة لن تخدم مصالح الأمن القومي المصري لأن الانتفاضة ستعيد إحياء الإسلاميين وحماس". (nytimes.com)
التعليق:
إن استمرار الخيانة للأرض المباركة فلسطين من قبل الحكومات المصرية العلمانية المتعاقبة معروف وموثق. ومع ذلك، فاليوم، وفي ظل حكم الدكتاتور القاتل عميل أمريكا، عبد الفتاح السيسي، وصلت هذه الخيانات إلى مستوى آخر. وقال ناثان ثرال، وهو محلل كبير في قضايا القدس وعضو في مجموعة الأزمات الدولية (ICG)، "إن العلاقات المصرية (الإسرائيلية) اليوم على أعلى مستوى في التاريخ". وهي نقطة أكدها العديد من المحللين السياسيين في المنطقة الذين ذكروا أن الدولة المصرية وكيان يهود المحتل يشهدون أقرب تعاون على مدى عقود، وخاصة في المجال الأمني والعسكري، بما في ذلك ضد الجماعات المسلحة في غزة وفي صحراء سيناء المصرية. وذكرت وكالة الأنباء بلومبرج، أن كيان يهود نفذ ضربات الطائرات بدون طيار في سيناء بموافقة الحكومة المصرية.
إن التواطؤ الإجرامي للسلطات المصرية مع كيان يهود المحتل، تحت قيادة السيسي، لخنق المسلمين في غزة من خلال المساعدة في حصار يهود للقطاع من خلال فرض الحصار المفروض على معبر رفح، وبالتالي منع إخواننا وأخواتنا المسلمين من الحصول على الاحتياجات الأساسية مثل الوقود والمواد الغذائية والأدوية ومن تلقي العلاج الطبي، فضلاً عن تعاون النظام المصري مع المحتلين لتدمير شبكة الأنفاق الفلسطينية الضخمة، كل ذلك هو من الأمور المعروفة. وذكرت بلومبرج أن الحكومتين تقتربان أيضاً من تأمين صفقة غاز جديدة بملايين الدولارات. وفي أيار/مايو 2016، أدخل نظام السيسي الكتاب المدرسي المعنون "جغرافيا العالم العربي وتاريخ مصر الحديثة" إلى المدارس المصرية التي تضمنت لغة أكثر شموليةً ووديةً نحو كيان يهود، وزيادة التركيز على السلام مع الكيان المحتل القاتل... كما اختصر الكتاب تاريخ الصراع مع كيان يهود من 32 صفحة إلى 12 صفحة. وإلى جانب ذلك، فإنه الآن يطلب من الطلاب المصريين في الصف التاسع حفظ أحكام معاهدة السلام بين مصر وكيان يهود عام 1979.
ويصف محمد سليمان، وهو محلل سياسي مقره القاهرة، المرحلة الحالية في هذه العلاقة بين مصر والاحتلال بأنها "شراكة كاملة وتحالف غير قابل للكسر وأنه إنجاز دبلوماسي" بين الحكومتين، في حين إن وليد المدلل، رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية في غزة، قال للجزيرة إنه بغض النظر عن هذه "العلاقة الوثيقة" فإنه ليس من الواضح له "كيف يمكن لمصر أن تضغط على (إسرائيل) لتستجيب لحقوق الفلسطينيين"، بدلاً من ذلك، "يبدو أنه على العكس من ذلك، فإن مصر ستضغط على الفلسطينيين للتخلي أكثر فأكثر لصالح الأهداف (الإسرائيلية)".
وكما نعلم، فإن هذه الخيانة الإجرامية لفلسطين ليست خاصة فقط بالحكومات المصرية العلمانية المتعاقبة، ولكنها خيانة من قبل كل الحكام والأنظمة في العالم الإسلامي منذ تدمير الخلافة. وفي الوقت الذي كانت فيه هذه الحكومات الخسيسة تتغنى بأهمية القدس، وبأهمية هذه الأرض المباركة، كانت تساعد كيان يهود على تعزيز احتلاله لفلسطين. في الواقع، لقد كانت بمثابة المساعد الأكبر لكيان يهود وقوة الدفاع عنه! على سبيل المثال، قبل أيام قليلة من إعلان ترامب، ذكر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل خاص على قبول رؤية إقامة دولة بدون عاصمة في القدس الشرقية. وفي الواقع، في أيلول/سبتمبر 2017، قال رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو في تجمع في وزارة الخارجية إن كيان يهود يتمتع اليوم بمستوى كبير من التعاون مع الدول العربية أكبر مما كان عليه خلال تاريخه.
من المؤكد أن الوقت قد حان كي تضع الأمة حداً لحكم هذه الأنظمة الغادرة وتقيم وعلى وجه السرعة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستحرر الأرض المباركة مرة واحدة وإلى الأبد وتعيدها تحت ظلها المجيد، وتحت حكم النظام الإسلامي، وتجعل القدس عاصمة لدولة المسلمين!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير