- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سقطت بسبب مصالحها
(مترجم)
الخبر:
دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الدول الإفريقية إلى الانضمام إلى آلية متعددة الأطراف لمناقشة النزاع بين كيان يهود والشعب الفلسطيني بعد أن رفض أي دور أمريكي في هذه المفاوضات.
وقال في اجتماع للاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم الأحد: "إن متابعة جهود السلام تتطلب إنشاء آلية متعددة الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة. وندعو لأن يكون للاتحاد الإفريقي، ودوله الأعضاء ممثلون لهم في هذه الآلية". (Press TV 2018/1/29)
التعليق:
أعلن دونالد ترامب أن السفارة الأمريكية ستنتقل إلى مدينة القدس في أواخر العام 2017. ثم سيقطع مساعدته للمشاريع في فلسطين كعقوبة للسلطة الفلسطينية لأنها لم تتفق ولم تطبق خطط المفاوضات الأمريكية لما يسمى بعملية السلام. وفي المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس وضع ترامب ضغطاً إضافياً على السلطة الفلسطينية قائلاً: "هذه الأموال مطروحة على الطاولة، وهذه الأموال لن تذهب إليهم ما لم يجلسوا ويتفاوضوا من أجل السلام"، وأضاف: "بوسعي أن أبلغكم أن (إسرائيل) تريد السلام، وينبغي عليهم (الفلسطينيين) أيضاً أن ينشدوا السلام، وإلا فلن تكون لنا علاقة بهم بعد اليوم". (واشنطن بوست)
باع نفسه إلى أمريكا، المستعمرة للبلاد والتي يرأسها الآن المستثمر الرأسمالي البحت، الذي يستخدم المال للتلاعب، ومحمود عباس ينتقل من ركيزة إلى أخرى، حيث طلب في السابق من الاتحاد الأوروبي الاعتراف بحقوق السلطة كعضو كامل العضوية في مجلس الأمن، والآن يذهب للاتحاد الإفريقي للسعي لأي نوع من المساعدة والضغط.
إن المشكلة الحقيقية هي قبول الإطار السياسي العلماني الحالي في التعامل مع كيان يهود وقبول تدخل أمريكا المستمر في قضية الأمة. لقد كانت منظمة التحرير الفلسطينية العلمانية هي التي أدارت ظهرها عن هدف تحرير فلسطين وقبلت في حل الدولتين، وهي التي وافقت على الاستقرار في الضفة الغربية وقطاع غزة، والعمل كوكيل ليهود حيث تأخذ ما في وسعها وتتخلى عما هو أكثر من ذلك بكثير.
إن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي يشكلان أيضاً جزءاً من الإطار السياسي العلماني نفسه. إن الأدوات السياسية في التلاعب والمصلحة الذاتية والجشع هي القيم التي تقوم عليها جميع الكتل السياسية الكبرى والمؤسسات في أيامنا هذه. وإن المساعدة المقدمة من صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، وأمريكا، والأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الاستعمارية، ما هي إلا مساعدة ملوثة بنفس القيم.
لقد أدى فصل قضية فلسطين عن الحل الإسلامي إلى أن تتعرض السلطة الفلسطينية للفضح الكامل، كما أظهرت أنها فشلت في رؤية الخير في الأمة وفي إمكانية تحرير هذه الأرض وفقاً للمعايير الإسلامية. إن معرفة الحقائق السياسية بوضوح والعمل على تغييرها، هو ما سعى له محرر فلسطين، القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي عمل على تطبيق الحل الإسلامي وحده بشأن قضية فلسطين، على الرغم من سنوات الاحتلال الصليبي البربري والانقسام في الأمة في ذلك الوقت.
إن الدخول في المفاوضات والصفقات من أجل مصلحة المسلمين ومن أجل مصلحة الأرض المباركة مع إزالة حكم الله سبحانه وتعالى لن يؤدي بأحد إلى النجاح، ولكن فقط سيؤدي إلى الإهانة كما نشهد اليوم. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة المنافقون: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
إن السلطة الفلسطينية الآن تسقط بسبب مصالحها مع الشخص الذي قررت أن تفضله عندما باعت الأمة وخانت الله سبحانه وتعالى ورسوله e، وخانت وصية الإسلام في هذه الأرض المباركة. إن التسول إلى أي شخص يستمع إلى مصالحه ويعترف بها هو كل ما رأيناه منذ أن بدأت عملية السلام.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهذا وحده الذي سيوفر المعايير السياسية الإسلامية الحقيقية اللازمة ليتولى ويحكم المسلمون جميع أراضيهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان