"عدم التمايل والرقص"

شرط هيئة الترفيه السعودية لحضور حفل غنائي مختلط!

 

 

 

الخبر:

 

اشترطت "هيئة الترفيه" السعوديّة، والتي أعلنت عن إقامة أول حفل غنائي مختلط بين الجنسين للفنان المصري تامر حسني نهاية الشهر الجاري، على السعوديين الذين سيحضرون الحفل 8 شروط، كان من أبرزها "عدم التمايل والرقص"، كما فصلت المُدرّج إلى قسم رجال وقسم نساء، وألزمت بالزي المُحتشم، وهو ما أثار جدلاً واسِعاً بين أهل بلاد الحرمين. (رأي اليوم بتصرف)

 

التعليق:

 

تتعرض السعودية لحرب شرسة أخطر من حرب الصواريخ والدبابات، إنها حرب الأفكار، حرب تهدف إلى علمنة المجتمع في السعودية وتمييع مفاهيم الإسلام بنشر الثقافة الغربية القائمة على الانحلال والرذيلة، فبعد عقود من حكم الفكر الوهابي القائم على الكبت والتحريم بفتاوى مُفصّلة على مقاس النظام الحاكم، يعمل حكام السعودية الآن بأمر من أسيادهم على إدخال الفكر العلماني القائم على الانفتاح ضمن "رؤية 2030" التي قدمها محمد بن سلمان.

 

وتماشياً مع هذه الرؤية، تأسست الهيئة العامة للترفيه لتضفي الصفة الشرعية والقانونية على كل عمل انحلالي إفسادي في السعودية، في دور أشبه ما يكون بإصدار صكوك الغفران من الكنائس في العصور الوسطى. ولتحل بذلك محل "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي كانت فرق "محتسبيها" تجوب الشوارع لتمنع المنكرات، كما كانت تصدر فتاوى تحرم فيها ما أباحه الله كقيادة المرأة للسيارة تحت شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

أما اليوم فقد بات المنكر معروفاً تشرف عليه هيئة الترفيه تحت شعار الانفتاح، فتقوم بتنظيم العروض، والمهرجانات، والحفلات الفنية والموسيقية، وتشرف على إنشاء دور السينما، وافتتاح دار للأوبرا وتنظيم عروض الأزياء وغيرها من الفعاليات التي تزيد عن خمسة آلاف فعالية موزعة على 56 مدينة في جميع المناطق في السعودية وذلك وفق أجندتها التي أطلقتها للعام 2018.

 

وها هي ضمن فعالياتها هذه تقيم أول حفل غنائي مُختلط على أرض الحرمين، بعد أن كان مشايخ وعلماء آل سعود يحرمون الأغاني والموسيقى، وتجعل من عدم التمايل والرقص والتزام اللباس المحتشم "ضابطه الشرعي" وشرطاً لحضوره، فأي استخفاف بالعقول هذا؟!

 

فهل سيقبل أهل السعودية أن يُنشر الانحلال والرذيلة في صفوف أبنائهم، أم سيقفون سداً منيعاً في وجه هذه الهجمة الشرسة التي تستهدفهم وتستهدف أبناءهم؟!

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

براءة مناصرة