- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السياسة الأمريكية مشوشة حول كوريا الشمالية
(مترجم)
الخبر:
في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخاذ قراره التلقائي بمقابلة كيم جونغ أون، بدأ بالفعل في خفض التوقعات. ووفقاً لرويترز: (قال ترامب يوم السبت إن اجتماعه المزمع مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد ينتهي دون التوصل إلى اتفاق أو يمكن أن يسفر عن "أكبر صفقة بالنسبة للعالم" لتخفيف التوترات النووية بين البلدين. وأضاف: "من يدري ماذا سيحدث؟"
وقال ترامب في تجمع انتخابي من أجل المرشح الجمهوري عن الكونجرس ريك ساكوني في غرب بنسلفانيا: "قد أغادر بسرعة" إذا بدا أنّ تقدم الأحداث غير ممكن. وقال ترامب إنه يعتقد أن كوريا الشمالية تريد أن تصنع السلام وحسب رأيه: "أعتقد أن الوقت قد حان".
ولم يتم بعد تحديد مكان وزمان الاجتماع، على الرغم من أن الاجتماع من المفترض أن يحدث بحلول نهاية أيار/مايو.
اتخذ ترامب القرار المثير للصدمة يوم الخميس للقاء كيم بعد أن تم نقل دعوة الزعيم الكوري الشمالي من قبل وفد كوري جنوبي زار البيت الأبيض. وقد قلبت هذه الخطوة بشكل مفاجئ عقوداً من السياسة الأمريكية التي هدفت إلى منع كوريا الشمالية من تطوير أسلحة نووية وصواريخ باليستية).
التعليق:
تسلط عفوية دونالد ترامب الضوء على الخلل الواضح في النظام السياسي الأمريكي والضعف الشخصي للرئيس الأمريكي داخل هذا النظام. لكنها تظهر أيضاً شلل المؤسسة السياسية الأمريكية بشأن المسألة الكورية في هذا الوقت. فقبل يوم واحد فقط، كان وزير الخارجية ريكس تيلرسون يشرح لوسائل الإعلام عن الأسباب التي تمنع من إجراء محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية في هذا الوقت. من غير المألوف إلى حد كبير أن يقوم زعيم أي حكومة، ناهيك عن قوة العالم العظمى، باتخاذ قرار استراتيجي بهذا الحجم في لحظة، دون تشاور مسبق. فمن الواضح أنه لا يثق بإدارته، حتى إن ترامب جعل الوفد الكوري الجنوبي بنفسه هو من يقوم بالإعلان الأول عن الاجتماع بين أمريكا وكوريا الشمالية من البيت الأبيض، ودخل شخصياً غرفة الإعلام في البيت الأبيض لإخبارهم وتحضيرهم بأمر الاجتماع.
في الواقع، يكافح دونالد ترامب لاستعادة المبادرة من كوريا الشمالية بعد الأحداث التي مرت، ويرجع ذلك بشكل خاص إلى جهود رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن. لقد أصبحت المؤسسة السياسية الأمريكية مقلقة بشكل خاص إزاء مسألة كوريا الشمالية، ليس لأن الأمريكان يريدون حل الأزمة ولكن لأنهم يريدون إطالة أمدها. لقد أتاح الصراع الكوري، الذي سبق ملف فيتنام المغلق، للأمريكان عذرًا قويًا ومستمرًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لوجود عسكري أمريكي كثيف في أعالي غربي المحيط الهادئ في الصين. علاوةً على ذلك، فقد ساعد في تقديم مبررات "للتحالفات" الأمريكية الخانقة مع اليابان وآخرين في المنطقة. إلا أن سوء إدارة ترامب الخطيرة والطائشة لم تؤد إلا إلى نتائج عكسية بالنسبة لمصالح أمريكا من خلال تركيز عقول وجهود معارضيها على التوصل إلى حل سريع للأزمة.
إن الخطأ هو مفهوم الأمن الدولي برمته في العصر الحالي. فالقدرة والقوة النسبية للقوى الكبرى ستكون دائماً في تغير. لكن الطريق الوحيد الذي يوفره النظام العالمي الحالي للتعبير عن هذه القوة هو من خلال بناء القوة العسكرية والانخراط في سباقات التسلح. وهذا هو السبب الذي دفع أعداداً متزايدةً من الدول للسعي للحصول على أسلحة الدمار الشامل. ففي العصور السابقة، ومع الحدود المرنة، كانت القوى العظمى قادرة على اقتطاع وتبادل الأراضي للإقرار بالتغييرات في القوة السياسية والاقتصادية. فكان التركيز على القدرة في الحكم، مع تخلي الحكومات الضعيفة عن أراضيها إلى دول ذات حكومات أكثر قدرة. لكن نموذج الدولة القومية "سيادة وستفاليا"، في جعل الحدود جامدة وثابتة، أدى إلى إطار أمني دولي هش وغير مستقر إلى حد كبير. فأوجب على الحكومات القوية أن تثبت نفسها من خلال القوة العسكرية، وأدى إلى غزو الحكومات الضعيفة وسحقها أو، على الأقل، تحت سيطرة خفية لإحدى القوى الكبرى أو غيرها.
يعارض الإسلام نموذج ويستفاليا. فقد تمكنت دولة الخلافة الممتدة في الماضي من الحصول بسرعة على أراضٍ جديدة ليس فقط على أساس القوة العسكرية ولكن بسبب أسلوبها المتفوق في الحكم والاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي الذي ترسخ تحت حكمها. لم يكن يسمع بسباق التسلح، وكانت التكنولوجيا تُستخدم لصالح البشرية وليس لأغراض إنتاج أسلحة الدمار الشامل. لم يكن المسلمون يفضلون استخدام المدافع بسبب ضررها الواسع على حياة البشر، لذا فإن القادة العسكريين المسلمين استخدموها فقط لتحطيم جدران الحصون المرتفعة من أجل إرسال مقاتلي السيوف الماهرين ليقاتلوا الأعداء وجهاً لوجه.
لا يمكن معالجة الاضطرابات في العالم اليوم باتباع المُثل السياسية للغرب. في الواقع، هذه المثل هي السبب الرئيسي في الاضطرابات الحالية في العالم. يجب على المسلمين أن يتخلصوا من مبادئ الغرب الباطلة وأن يناصروا الأيديولوجية السياسية الحقيقية الوحيدة، وهي دين الإسلام، الذي جاء به سيدنا محمد r، الصالح لجميع الأوقات بما في ذلك هذا العصر "الحديث". لن يتم شفاء العالم وإنقاذه من أمراضه واضطراباته إلا عندما يكمل المسلمون واجبهم في إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبي r، والتي ستطبق الإسلام وتحمل نوره إلى العالم بأسره.
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فائق نجاح