- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا يعمق الاستعمار هيمنته على البلاد
الخبر:
أكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في كلمة افتتاحية، ألقاها خلال فعاليات إحياء الذكرى الـ 62 للاستقلال بقصر قرطاج اليوم الثلاثاء 20 آذار/مارس، أن استقلال تونس عن فرنسا "كان استقلالا تاما غير منقوص رغم تشكيك المشككين". (Nessma tv)
التعليق:
ما دفع السبسي لإعطاء هذا التصريح هو إحساسه بأن الرأي العام في تونس يعي جيدا مدى وقوع تونس تحت الاستعمار ومدى تغلغله في الحكم والسياسة، ومدى ارتباط سياسيين عملاء به من أبناء جلدتنا، رغم أنه لم يعد ينفق الأموال الطائلة التي كان ينفقها حينما كان استعمارا عسكريا.
فالارتهان للأجنبي في تونس لم يعد مخفيا ولم يعد مستهجنا عند ثلة من السياسيين ووسائل إعلام تعمل على تطبيعه وجعله أمرا واقعا تحت عناوين عدة كالتعاون والاستثمار...، وجعل الدول الاستعمارية بصفة الصديقة والشريكة رغم أنه معلوم في السياسة بالضرورة أنها دول تقوم مصالحها على فرض مبدئها والهيمنة على مقدرات وثروات هذه الأمة.
وها هي الوقائع تؤكد ذلك؛ فسفير فرنسا وبكل وقاحة ورغم الامتعاض الشعبي فإنه يصول ويجول في البلاد كحاكم فعلي، ومسؤولو صندوق النقد الدولي يضعون السياسات المالية والاقتصادية ويفرضونها، وحكومة بريطانيا تعيد هيكلة الإدارة ووزارة الداخلية، والاتحاد الأوروبي يشرف على القوانين والتشريعات ويتابعها بدقة وحرص... دون أن ننسى نصيب دول أخرى في التجسس وصناعة (الإرهاب).
فمثل هذه التصريحات والمواقف تؤكد من أين يدخل الاستعمار ويعمق في هيمنته على البلاد والقرارات فيها...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. محمد ياسين صميدة
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس